العثماني: شخصيات سياسية وحقوقية مغربية تطالب بتسريع إعادة العالقين في الخارج
طالبت شخصيات سياسية وحقوقية، في نداء، الدولة المغربية بتسريع إعادة المغاربة العالقين في دول العالم إلى وطنهم، مع توفير الرعاية والاهتمام اللازمين لهم.
وقال بوشعيب البازي مدير النشر لأخبارنا الجالية إن توقيف السلطات المغربية لجميع الرحلات من وإلى المغرب بشكل مفاجئ أدى بالعديد من المواطنين المغاربة إلى البقاء عالقين خارج الوطن، لا يعرفون سبيلاً للالتحاق بوطنهم وذويهم، ويقدر عدد هؤلاء بأكثر من 18 ألف شخص، حسب الأرقام الرسمية.
وتوقف النداء عند مقاطع الفيديو التي نشرتها جريدة أخبارنا الجالية لهؤلاء المغاربة، خصوصاً بمعبر الخزيرات والمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية وتركيا وغيرها، بعضهم في حالة مزرية، وهم يعبرون عن معاناتهم واستيائهم من عدم إسراع السلطة المغربية لإيجاد حل لوضعيتهم، خاصة وأن منهم أطراً في قطاع الصحة كانوا في مؤتمرات علمية خارج الوطن.
وطالب بتوفير الرعاية والاهتمام اللازمين للمغاربة العالقين، وتقديم ما يلزمهم من رعاية نفسية واجتماعية وصحية خلال فترة انتظار ترحيلهم، مع التتبع الدقيق والمستمر لوضعيتهم والتواصل بطريقة منتظمة معهم للتخفيف من معاناتهم المادية والمعنوية، مع التأكيد على ضرورة الإسراع في إرجاعهم إلى بلدهم وتوفير كل الإجراءات الاحتياطية للحجر الصحي الوقائي، انطلاقاً مما لهؤلاء المواطنين من حق على دولتهم، ولما يعترضهم من خطر بسبب أجواء انتشار الوباء في بلاد الغربة.
وأكد على أن من واجب المصالح الدبلوماسية والقنصلية المغربية أن تسهر في هذه الظروف الصعبة على حماية سلامة وأمن المواطنين المغاربة العالقين والاستجابة لمطالبهم الملحة وخاصة المرضى والنساء والأطفال والمسنين.وأعلن رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، أن الجميع متساوون في هذه المحنة، وأن«هناك برلمانيين عالقين في مجلسي النواب والمستشارين بالخارج وموظفين كانوا في مهام إدارية»، وأن الأزمة الحالية جعلت الجميع متساوين في هذه الظروف.
وقال إن موضوع المغاربة العالقين تتم مناقشته يومياً من أجل إعادتهم إلى أسرهم في المغرب «هؤلاء كانوا خارج أرض الوطن قبل إغلاق الحدود واضطروا إلى المكوث خارج التراب الوطني»، والحكومة «لم تنس أبداً هاته الفئة من أبناء وطننا، ونحن نشاطرهم كافة همومهم ومشاكلهم ونعمل جاهدين على إيجاد حلول لها، ولن يهدأ لنا بال حتى نضمن عودتهم إلى أرض الوطن وإلى ذويهم».
وأوضح العثماني أن الحكومة اتخذت عدداً من التدابير لتخفيف معاناة هؤلاء، حيث «تم إحداث خلية في الوزارة المختصة تشتغل على مدار الساعة لإيجاد الحلول اللازمة لمشاكلهم بتنسيق مع البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية للمملكة، وتعمل جاهدة على تقديم الدعم والمساعدة ذات الطابع الأولوي والضروري في هذه الظروف الاستثنائية» وتم العمل على إيواء عدد من المغاربة العالقين في الخارج، وتوفير الاستشارة لفائدتهم في مجال الطب النفسي وفي المجال القانوني، فضلاً عن التكفل بدفن الموتى المغاربة في ديار المهجر في مقابر المسلمين، واتخذ مكتب الصرف قراراً بمنح المغاربة العالقين في الخارج الحق في الاستفادة من مخصصة سياحية استثنائية.
وأكد أن الحكومة تتابع بانشغال وضعية المغاربة المقيمين في الخارج الذين يعيشون هذه الظروف في بلدان إقامتهم، وأبدى أمله أن «يجتازوا هذه المحنة بسلام، وسيجدون بلدهم وعائلاتهم وكافة المواطنين دائماً في انتظارهم لاستقبالهم والترحيب بهم في وطنهم الأم».
وتمنى نبيل الشيخي، رئيس الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية (حزب رئيس الحكومة)أن تثمر هذه الجهود التي تباشرها الحكومة في إيجاد حلول مستعجلة لإعادة المغاربة العالقين سواء في الداخل أو الخارج أو الثغور المحتلة (سبتة ومليلية)، والذين يعيشون معاناة حقيقية نتيجة عدم تمكنهم من العودة إلى أرض الوطن أو من التنقل إلى بلدان إقامتهم بعد إغلاق الحدود».
تشتكي حكومة سبتة من عدد المغاربة (189 مغربياً)المتواجدين في المدينة، علقوا جراء إغلاق الحدود ووجدت نفسها «مجبرة» على رعايتهم إلى حين انتهاء الجائحة وهم موجودون في جناح «لا ليبرتاد» في سبتة، والذي تزعم السلطات الاسبانية أنه أصبح بؤرة للمعارك المتكررة، ولا يكلون من محاولات الفرار من الحجر الصحي المفروض على المدينة.
وإلى جانب هؤلاء، يوجد حوالي 115 قاصراً غير مصحوبين تم جمعهم من الشوارع ونقلهم إلى مركز «لا إسبيرانسا» حتى أصبح مكدساً.
وقال رئيس حكومة سبتة، خوان خيسوس فيفاس، إنه يتم صرف حوالي 300 ألف يورو شهرياً لصيانة المركزين المذكورين، إضافة إلى 200 ألف يورو تُصرف على ملجأ جديد أنشأته السلطات مؤخراً لاستقبال قاصرين انضافوا إلى 440 كانوا قد رُحلوا من مركز «لاإسبيرانسا» ويتوقع صرف نصف مليون يورو شهرياً على كل هؤلاء العالقين والمتواجدين، وطالب من مدريد المساعدة في التمويل لأن هذه التكلفة عبء إضافي على اقتصاد إسبانيا. من جهة أخرى، سمحت السلطات المغربية برحلات استثنائية لترحيل مواطني دول أخرى عالقين في المغرب وتطلع عدة رحلات جوية الأسبوع المقبل من مدن مغربية نحو إسبانيا وستكون الأولوية للأشخاص الذين، حسب تقديرات السفارة الإسبانية في الرباط، يعانون بشكل كبير إجراء إغلاق الحدود بين البلدين ولم تحدد الخارجية الإسبانية إن كان المغاربة المستقرون في إسبانيا ومزدوجو الجنسية معنيين بهذه الرحلات.ويبلغ عدد الإسبان العالقين في المغرب 200 شخص بعد أن تم خلال الشهر الماضي ترحيل 9500 إسباني وتسهيل خروج حوالي 5 آلاف إسباني أو أوروبي عن طريق معبر سبتة.