جائحة كورونا تطيح بأسعار النفط

يتواصل السقوط الحر لأسعار النفط في السوق العالمية على وقع أزمة تفشي فايروس كورونا، وذلك رغم اتفاق أوبك+ وتعهدات كبار المنتجين بتخفيض الإنتاج وتقليص المعروض.

وشهد سعر الخام الأميركي انهيارا تاريخيا دفع به إلى ما دون الصفر، وذلك على خلفية تراجع الطلب بسبب فيروس كورونا المستجد، حيث بلغ سعر برميل النفط (-37 دولارا) لأول مرة في تاريخ الصناعة النفطية.

من جانبه، قلّل الرئيس الأميركي من الانهيار المفاجئ وقال إن التغير في أسعار النفط، سيكون قصير الأجل، ومرتبط بضغوطات مالية من جانب المتعاملين.

وتواجه السوق الأميركية تخمة في المعروض، لدرجة عدم قدرة منشآت التخزين على استقبال كميات إضافية، خاصة في ولاية كاليفورنيا، بالتزامن مع إجراءات داخل البلاد للوقاية من فيروس كورونا.

ويبدو أن الاتفاق بين السعودية وروسيا على خفض قياسي للإنتاج لم يحل دون تواصل أزمة أسعار النفط التي ساهمت جائحة كورونا في مزيد تعميقها.

وقال المحلل الاقتصادي أندرو ووكر لهيئة الإذاعة البريطانية إن الاتفاق الأخير بين أوبك وروسيا سيؤدي إلى تراجع المعروض كما أن شركات النفط الكبرى في العالم وفي الولايات المتحدة قررت تخفيض الإنتاج اليومي أيضا.

وأضاف رغم ذلك لن يحدث فارق كبير، فالعالم يوجد فيه بالفعل الكثير من الخام وهو فائض أكبر مما يمكن استهلاكه كما أن الأمر لا يتوقف فقط على عدم قدرة العالم على استهلاك هذا الكم من الخام ولكن الأزمة الأكبر هي أننا لا نستطيع تخزينه حتى يتم تخفيف القيود الاقتصادية الراهنة.

وافتتحت سوق المال السعودية وأسواق دول الخليج العربي على تراجع الثلاثاء غداة انهيار تاريخي لأسعار الخام الأميركي دفع بها إلى ما دون الصفر.

وبدأت سوق “تداول” السعودية تعاملاتها على انخفاض بنسبة 2,1 بالمئة، فيما تراجعت الأسواق كذلك في الإمارات والكويت البلدين المنتجين للنفط، وانخفضت قيمة سهم شركة أرامكو، أكبر شركة نفطية في العالم، بأكثر من 2 بالمئة.

وقال جون براون الرئيس التنفيذي السابق لشركة بي.بي إن أسعار النفط ستظل منخفضة لبعض الوقت مع تجاوز المعروض الطلب، قائلا إن الوضع الحالي في أسواق النفط العالمية يعيد إلى الأذهان التخمة النفطية في الثمانينات من القرن الماضي.

وأضاف “الأسعار ستكون منخفضة جدا وأعتقد أنها ستظل منخفضة وشديدة التقلب لوقت طويل”.

كما تأثرت بدورها الأسواق الأوروبية، وتراجع مؤشر “أف تي أس إي 100” في لندن بنسبة 1,4$ إلى 5728,99 نقطة، ومؤشر فرانكفورت “داكس” بنسبة 1,7% إلى 10487,41 نقطة، أما مؤشر “كاك 40” في باريس فخسر 1,4% إلى 4463,56 نقطة.

وارتفع مجددا سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو إلى ما فوق الصفر في الأسواق الآسيوية، بعدما أغلق عند -37,63 دولاراً في نيويورك. لكنه عاد إلى ما دون الصفر عند -4,51 دولار مع بدء التداولات في أوروبا.

انهيار الخام الأميركي يلقي بظلاله على الأسواق العالمية

وأتى هذا التدهور غير المسبوق نتيجة لتداعيات فايروس كورونا المستجد الذي ألحق ضررا كبيرا بالاقتصاد العالمي عبر إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف التفشي، وجرّاء حرب أسعار بين روسيا والسعودية.

وأدّت حرب الأسعار إلى تخمة في الاحتياطات الأميركية وهو ما أثّر سلباً على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وكانت أوبك أعلنت الأسبوع الماضي التوصّل لاتفاق بين المنظمة وشركائها لخفض الإنتاج بنحو عشرة مليون برميل يومياً اعتباراً من مايو، لكن ذلك لم يكن كافياً.

كما سجلت بدورها الأسهم الآسيوية تراجعا حادا خلال تعاملات الثلاثاء على خلفية التراجع الحاد للعقود الآجلة للنفط الأمريكي.

وتراجع مؤشر نيكي 225 القياسي للأسهم اليابانية بمقدار 34.388 نقطة، بما يعادل 97ر1 في المئة ليصل عند الإغلاق إلى 78.19280 نقطة، وكان المؤشر تراجع بنسبة 42ر2% في وقت سابق من تعاملات اليوم.

وتراجع مؤشر “إس أند بي/أيه.إس.إكس200” للأسهم الأسترالية بنسبة 2.46 في المئة، ومؤشر “أول اورديناريز” الأوسع نطاقا بنسبة 2.51 في المئة.

كما تراجع أيضا، مؤشر هانغ سينغ في بورصة هونج كونج بنسبة 83ر1 في المئة، في حين تراجع مؤشر شنغهاي المجمع للأسهم الصينية بنسبة 1ر1 في المئة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: