كورونا يغيّر ملامح عادات واستعدادات المغاربة لرمضان

ألقى فايروس كورونا هذا العام بظلاله على عادات واستعدادات المغاربة لاستقبال شهر رمضان، فمع اقتراب هذا الشهر الفضيل بدت العديد من الأسواق خاوية، على عكس ما كانت عليه خلال هذه الأيام من السنة في السابق.

وتقلص الإقبال على الملابس التقليدية، بسبب إغلاق عدد كبير من محلات الملابس، وتوارى الإعلان عن موائد الرحمن لإفطار الصائمين، وانخفض شغف المواطنين لمشاهدة جديد الدراما والبرامج التلفزيونية.

ويهتم المغاربة كثيرا بشهر رمضان، فقبل انطلاقه بأيام ينظفون المساجد، ويحضرون المأكولات الخاصة به، وترتفع وتيرة صلة الرحم، إلا أن الحجر الصحي حرمهم من تلك العادات والاستعدادات.

وقال علي الشعباني، باحث في علم الاجتماع، إن “غياب الأنشطة والعادات التي كانت تعرفها البلاد قبيل رمضان راجع إلى الحجر الصحي بسبب كورونا”. وأضاف أن “تغيير سلوكات المواطنين جاء اضطرارا، وليس اختيارا، بسبب بقاء الأسر في منازلها”.

ورغم استمرار فتح الأسواق الخاصة بالخضروات والمنتجات الغذائية منذ إعلان حالة الطوارئ، إلا أن عددا من الأسواق اختار التواري عن الأنظار، وهو ما ضيّع على المواطنين فرصة أخرى من الفرح بقدوم شهر رمضان، حيث كانت الأسواق قبل هذه الجائحة، وفي مناسبات مثل رمضان، تعج بالمواطنين.

وأعلنت السلطات المغربية، في 19 مارس الماضي، حالة الطوارئ الصحية، وتقييد الحركة حتى 20 ماي المقبل ، ضمن تدابير للسيطرة على الفايروس.

الأسواق ستفتقد رائحة رمضان

وتحرص أسر مغربية على إعداد حلويات خاصة برمضان، أبرزها “الشباكية” و”البريوات” و”سلو” (طحين مخلوط باللوز والكاوكاو)، إلا أن الجائحة جعلت الأسر تشتري المنتجات الغذائية على عجل.

ويتداول مغاربة على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو حول كيفية تحضير المأكولات، وبات كل شيء افتراضيا، من التهاني برمضان إلى إعداد المأكولات، وارتفعت وتيرة تواصل الأسر عبر الهواتف وتطبيقات التواصل الحديثة.

ويكثر في رمضان إقبال المغاربة، كما غيرهم من الشعوب، على المساجد لأداء الصلوات الخمس في جماعة. وقبل انطلاق رمضان في السابق، كان المغاربة يسارعون لتنظيف المساجد، وتشهد بعض المساجد إصلاحات أو عمليات فرش ودهن جديد للجدران، وهو ما غاب هذه السنة.

وحتى العبارة المميزة لاقتراب شهر رمضان تراجع تداولها بين المغاربة، وهي “مبروك العواشر” أو “عواشر مبروكة”. ولهذه العبارة العديد من الدلالات، فهي تعني مبروك رمضان، ومبروك الأيام الفضيلة التي تكثر فيها العبادات وصلة الرحم والتضامن.

ويرى الشعباني أن “التغيير الذي يطبع العادات الاجتماعية في هذه الفترة ظرفي، ولا يمكن معرفة هل تغير سلوك المواطنين إلا بعد انتهاء فترة الحجر الصحي”.

وتعاني أسر مغربية من تراجع دخلها، مما أثر سلبًا على استعدادها لرمضان، وذلك جراء التدابير المفروضة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: