كبار المدربين يتوارون في الدوري المغربي

يشهد الدوري المغربي هذا الموسم ظاهرة غريبة، تمثلت في أفول أسماء كبار المدربين، لمصلحة أسماء مغمورة لا تملك خبرة كافية. فقد أقيل محمد فاخر أكثر مدربي المغرب تتويجا، من تدريب حسنية أغادير، وقبله أقيل رشيد الطاوسي مدرب الأسود السابق وصاحب الألقاب المحلية والقارية من تدريب خريبكة.

ورحل العامري صاحب ثنائية التطواني التاريخية عن بني ملال، واستقال الزاكي بادو من تدريب الدفاع الجديدي، مقابل إعلان جمال فتحي انسحابه من الإدارة التقنية للرجاء. والقاسم المشترك لكل هؤلاء أنهم دربوا منتخبات المغرب مرارا، وتحصلوا على الألقاب وغادروا في موسم واحد منذ بدايته وبشكل غريب.

يفسر المتتبعون وحتى بعض رؤساء الأندية هذه الظاهرة، بـ”حالة التقاعس التي أصبحت عليها هذه الأسماء وفشلها في آخر المواسم في مجاراة الإيقاع”، فضلا عن تكلفتها المادية الباهظة التي لم تعد تغري الفرق بالتعاقد معها. كما أن أغلبهم يرفضون فك الارتباط وديا ويلجأون إلى غرفة النزاعات ليطالبوا بمستحقاتهم، أو اللجوء إلى الفيفا مثل حالة فاخر وعموتا اللذين يطالبان الرجاء والوداد تواليا بما يفوق مليون دولار.

جيل جديد

مقابل هذا التواري والتراجع للأسماء ذات التجربة والخبرة، بدأت أسماء جديدة تشق طريقها في سماء التدريب بالمغرب وتحظى بثقة المسؤولين داخل الفرق. تجربة أغادير مع أوشريف وآسفي مع الكيسر والفتح مع الخلفي وبني ملال مع مديحي وجميع هذه الأسماء من نفس الجيل وفي منتصف الأربعينات من العمر، ولا تكلف الفرق الكثير من الناحية المالية وحققت نتائج طيبة. وهذا الأمر أغرى باقي الأندية بأن تدير ظهرها للأسماء المعروفة وتقبل على التعاقد مع هذه الأسماء الشابة.

وجدت بعض الأندية المغربية ضالتها في الأسماء الشابة التي حققت معها ما لم تحققه مع المدربين المخضرمين، فقد توج طنجة بلقب الدوري التاريخي لأول مرة مع ابن الفريق إدريس لمرابط الذي عوض الزاكي بادو المقال. وتوج الفتح بلقبين تاريخيين مع وليد الركراكي في أول تجربة تدريبية له بالمغرب، ونال منير الجعواني لقب كأس العرش رفقة بركان، وطارق السكتيوي ذات اللقب مع المغرب الفاسي.

تجاوب كبير

أبدى مجلس إدارة أولمبيك آسفي تجاوبه مع طلب المدرب، عبدالهادي السكتيوي، حيث بدأ النادي في صرف بعض المستحقات المالية للاعبين. وكان السكتيوي قد تعاقد مع الفريق الآسفي، بدلا من محمد الكيسر، قبل توقف الدوري المغربي للمحترفين بأيام، بسبب وباء كورونا.

وطالب السكتيوي مسؤولي النادي بمضاعفة الجهود، لصرف مستحقات اللاعبين، معتبرا إياها أحد العوامل التي ستساعده على النجاح في مهمته، حيث ستسمح للفريق بالتركيز. ويحتل أولمبيك آسفي المركز الـ13، في جدول ترتيب الدوري المغربي للمحترفين، برصيد 21 نقطة، وستكون المرحلة المقبلة صعبة في ظل حاجته لتسجيل نتائج إيجابية، وتفادي الهبوط إلى الدرجة الثانية.

من ناحيته أبدى مصطفى الخلفي مدرب الفتح الرباطي سعادته بالنتائج التي حققها مع الفريق، قبل فترة التوقف، مشيرا إلى أنه يأمل في تحقيق إنجازات أكبر، مطالبا لاعبيه بالمزيد من الاجتهاد. وقال الخلفي في تصريحات “الأرقام تتحدث عن نفسها وتلخص قيمة العمل الذي تحقق”. وأضاف ” يعكس احتلال المركز الثاني والعودة من بعيد، عملا كبيرا إلا أنني أطمح إلى ما هو أكبر خلال المرحلة المقبلة”.

وتابع “أثق في اللاعبين ونضجهم وتحليهم بروح المسؤولية وقدرتهم على التجاوب مع خطابي ومع مشروع النادي ونأمل بعد استئناف اللعب أن نواصل بنفس النسق والتطور”.

وأكمل الخلفي “إدارة النادي لا تتردد في تقديم الدعم الكافي، وهذا يسهل علينا المهام أكثر، ما تحقق هو ثمرة عمل جماعي تشترك فيه كافة فعاليات النادي، وطموحنا أن ننهي الموسم أفضل مما بدأناه”.

وكان الخلفي قد تسلم المهمة الفنية للفتح خلفا لوليد الركراكي الذي انتقل لتدريب الدحيل القطري، وحقق نتائج متميزة بالدوري آخرها 4 انتصارات متتالية حملته إلى وصافة الوداد المتصدر.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: