النصيحة في ظل انتشار الوباء
وقفات مع : ذ معاذ الصمدي
• لا خير في قوم لا يتناصحون و لا يقبلون النصيحة
• ضد النصيحة الغش والنفاق والمداهنة و هي العملة التي طغت نسأل الله العفو العافية
يَقُولُ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى في محكم كتابه : بسم الله الرحمن الرحيمِ ﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ) صدق الله العظيم ، القارئ الكريم ، الله تبارك و تعالى يقسم بما شاء و كيف شاء ، وقَدْ أَقْسَمَ في هَذِهِ السُّورَةِ العظيمة بِالعَصْرِ، ومَعْنَى العَصْرِ : الدَّهْرُ كما ذهب إلى ذلك ابْنُ عَبّاسٍ رضي الله عنه ، فَاللهُ أَقْسَمَ أَنَّ كُلَّ إِنْسانٍ خاسِرٌ وَٱسْتَثْنَى الَّذِينَ ءامَنُوا وعَمِلُوا الصالِحاتِ مِنْ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الخاسِرِينَ ، وهَذا وَصْفُ عِبادِ اللهِ الصالِحِينَ – جعلنا الله منهم – الَّذِينَ عَمِلُوا بِوَصايا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ وأْتَمَرُوا بِأَوامِرِهِ فَتَعَلَّمُوا وعَمِلُوا وجَدُّوا وٱجْتَهَدُوا ، فَحَرِيٌّ بِنا أَيُّها الإِخْوَةُ الكِرامُ أَنْ نَقْتَدِيَ بِسيدنا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ ونَقْتَدِي بِصَحابَتِهِ الكِرامِ الَّذِينَ كانُوا يَنْصَحُ أَحَدُهُمُ الآخَرَ لِوَجْهِ اللهِ فَيَنْصَحُ الأَخُ أَخاهُ والصاحِبُ صاحِبَه ، وكانَ الواحِدُ مِنْهُمْ مِرْءاةً لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ ، يُحِبُّ لَهُ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ، فإنْ رَأَى فِيهِ عَيْبًا سارَعَ إِلى تَقْدِيمِ النُّصْحِ لَهُ والْمَوْعِظَةِ ابْتِغاءً لِمَرْضاةِ اللهِ وكانَ الْمَنْصُوحُ مِنْهُمْ بِالْمُقابِلِ لا يَتَرَفَّعُ عَنْ قَبُولِ النَّصِيحَةِ لِأَنَّهُمْ كانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ إِنِ اسْتَمَعُوا النَّصِيحَةَ وشَكَرُوا النّاصِحَ وعَمِلُوا بِها كانَ انْتِفاعُهُمْ بِذَلِكَ عَظِيمًا حتى قال أَحَدُ السَّلَفِ إِنْ رَأَيْتَ مَنْ يَدُلُّكَ عَلى عُيُوبِكَ فَتَمَسَّكْ بِأَذْيالِهِ ، ورُوِيَ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قال “رَحِمَ اللهُ امْرَءًا أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي ” فعلينا أيها القراء الأفاضل بِالتَّناصُحِ فيما بيننا ، والتَّواصِي بِتَقْوَى اللهِ العَظِيمِ والعَمَلِ بِأَوامِرِهِ وٱجْتِنابِ ما حَرَّمَ وقَبُولِ النَّصِيحَةِ ، إذ لا خير في قوم لا يتناصحون و لا يقبلون النصيحة ” لا خير فيهم لأنفسهم و لا غيرهم و لا لمجتمعهم و وطنهم ، و النصيحة هي معيار الحب الصادق وهي عنوان الأخوة الخالصة فأخوك من منحك النصيحة ، النصيحة كلمة جامعة غايتها إرادة الخير للمنصوح وتحصيله له وإرشاده إليه وتنبيهه إلى اجتناب العيوب والتحذير من الوقوع في ما يضر و لا ينفع ، و إنَّ نُصْحَ الناس بالمكث في بيوتهم في زمن انتشار الوباء الذي تفاقم و عم بلادنا كما العالم ، أقول النصيحة بلزوم البيوت واجبة و امتثالها أوجب و الخروج عنها مَجْلَبة لكل فساد و ضرر . فلا ينبغي أن نلوي أعناقنا عن قبول النصائح من أهلها لا سيما زمن الكرونا لتكون محفزا لقبول النصيحة في كل وقت و حين . ويكفي أن نعلم أن ضد النصيحة الغش والنفاق والمداهنة و هي العملة التي طغت نسأل الله العفو العافية ، اللهم ارفع عنا الوباء و البلاء و سيء الأسقام ، آمين و الحمد لله رب العالمين .