العاهل المغربي يطلق مبادرة لتوحيد جهود أفريقيا في مواجهة كورونا

أطلق العاهل المغربي الملك محمد السادس مبادرة لتقاسم التجارب بين دول القارة الأفريقية لمواجهة تأثيرات فايروس كورونا، وذلك في سياق مساعي المغرب لبناء علاقات أفريقية أقوى وأمتن على قاعدة تبادل المصالح والمشاريع.

واقترح الملك محمد السادس إطلاق مبادرة لرؤساء الدول الأفريقية تروم إرساء إطار عملياتي بهدف مواكبة البلدان الأفريقية في مختلف مراحل تدابيرها لمواجهة الفايروس. وجاء في بيان للديوان الملكي أن “الأمر يتعلق بمبادرة واقعية وعملية تسمح بتقاسم التجارب والممارسات الجيدة لمواجهة التأثيرات الصحية والاقتصادية والاجتماعية للجائحة”.

وأجرى العاهل المغربي، الاثنين، اتصالين هاتفيين مع ألاسان درامان واتارا، رئيس جمهورية كوت ديفوار، وماكي سال، رئيس جمهورية السنغال، تعلّقَا بالتطور المقلق الذي أصبحت عليه جائحة كورونا.

يوسف العمراني: طموحنا بناء سياسات التضامن لمواجهة كورونا من خلال حلول مشتركة

وأعلن رئيس جمهورية السنغال أن مقترح الملك محمد السادس سيكون قريبًا موضوع مؤتمر بالفيديو بين رؤساء دول وحكومات البلدان المعنية، مؤكدا أن العاهل المغربي أصر على أن تكون المبادرة وسيلة لتقديم استجابة أفريقية موحدة.

وقال يوسف العمراني، سفير المغرب بجنوب أفريقيا، إن التعبير عن هذه الرؤية يأتي من خلال التزامات المغرب الراسخة والثابتة تجاه أفريقيا، مضيفا أن طموحنا هو بناء سياسات التضامن أكثر من أي وقت مضى لمواجهة هذا التحدي العالمي من خلال تقديم ردود مشتركة.

واعتبر دبلوماسيون أفارقة أن دولا مثل المغرب والسنغال وكوت ديفوار قادرة على إنجاح مبادرة العاهل المغربي وتعميمها على بلدان أخرى لأن مواجهة الجائحة لا تكون بشكل منفرد.

وتحمل المبادرة المغربية رسالة واضحة مفادها أن أفريقيا مطالبة بأن تثق في إمكاناتها وأن توحّد استراتيجياتها، لتكون قادرة على مواجهة الوباء والحدّ من آثاره في ظل انشغال الدول الكبرى بمعاركها الخاصة.

وقالت أوساط دبلوماسية إن المبادرة الجديدة للملك محمد السادس فرضتها التزامات المغرب تجاه القارة الأفريقية، وهي موجهة نحو العمل الميداني التضامني، حيث تسمح بمشاركة الخبرات المغربية والأفريقية في كافة القطاعات إلى جانب الإجراءات المبتكرة من أجل الحد من التأثيرات الصحية والاقتصادية والاجتماعية للفايروس.

وأعلنت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عن تأييدها للمبادرة المغربية، معربة عن استعدادها لدعم جميع الدعوات التي من شأنها مساعدة الدول الأعضاء، والأفريقية منها على وجه الخصوص، في مواجهة الانعكاسات الحالية والمستقبلية للوباء.

وتتخوف منظمات دولية مختلفة من تأثيرات الوباء على القارة بسبب محدودية الإمكانيات وانشغال الدول الكبرى، حيث يشكل أي انتشار محتمل للفايروس في القارة تهديدا اجتماعيا واقتصاديا، ويخاطر بتقويض جهود أفريقيا لتحقيق هدف السلام في القارة.

وعين الاتحاد الأفريقي الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة “كريدي سويس أي جي” وثلاثة من وزراء المالية السابقين، كمبعوثين خاصين يعملون على حشد الدعم الدولي للقارة من أجل مواجهة تفشي وباء كورونا.

أفريقيا تحتاج إلى إجراءات تحفيز عاجلة بقيمة 100 مليار دولار لمواجهة كورونا

ويتوقع البنك الدولي أن تعاني أفريقيا جنوب الصحراء من أول فترة ركود لها منذ 25 عاما، بسبب تعطيل فايروس كورونا أعمالَ الشركات والمناجم والموانئ.

وترى اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، أن القارة السمراء تحتاج إلى مجموعة من إجراءات التحفيز العاجلة، بقيمة 100 مليار دولار، لمواجهة أزمة تفشي وباء كورونا.

وتجاوز عدد الإصابات بالفايروس في أفريقيا عتبة الـ15 ألفًا، فيما بلغ عدد ضحايا هذا الوباء القاتل 816 شخصا، وفق ما أعلن عنه الاتحاد الأفريقي الثلاثاء.

وكان مسؤولون في منظمة الصحة العالمية حذروا الخميس الماضي من أن بعض الدول الأفريقية قد تشهد ذروة الإصابات بالفايروس خلال الأسابيع المقبلة وحثوا على زيادة إجراء فحوصات الكشف عن الفايروس على وجه السرعة في المنطقة.

وقال ميشيل ياو، مدير برنامج منظمة الصحة العالمية للاستجابة لحالات الطوارئ في أفريقيا، إنه “إذا استمر هذا الاتجاه فقد تواجه بعض الدول ذروة هائلة في وقت قريب جدا”. وأضاف أن هذه الذروة قد تصل في غضون الأسابيع المقبلة لكنه لم يذكر دولا بالاسم.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: