البرلمان المغربي يعقد جلسة طارئة اليوم لبحث وضع العالقين في الخارج

يستعد البرلمان المغربي لعقد لقاء عاجل اليوم الأربعاء، لتدارس وضعية المغاربة العالقين في الخارج، وسط تفاقم الأزمة بسبب إجراءات إغلاق الحدود تماشياً مع التدابير المتخذة لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد وارتفاع الأصوات داخل المغرب وخارجه لإيجاد حل لهؤلاء الذين فرض عليهم العيش بظروف صعبة أشبه بظروف المشردين بالشوارع الأوروبية.
وأعلن يوسف غربي، رئيس لجنة الخارجية والمغاربة المقيمين في الخارج، عن اجتماع عاجل ستعقده لجنته صباح اليوم الأربعاء، لدراسة موضوع المغاربة العالقين بالعديد من البلدان بسبب انتشار وباء كورونا، واقتصار في الحضور على ممثل واحد عن كل فريق ومجموعة نيابية لأشغال هذا الاجتماع، في ظل الإجراءات التي يتخذها البرلمان لتقليص حضور النواب حفاظاً على تدابير السلامة من فيروس كورونا.
وقال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، أول أمس الإثنين، في كلمة في البرلمان موجهة للمغاربة العالقين في الخارج، إن البلاد في وضع استثنائي، مبشراً بـ«ترتيبات، وتحضيرات، واستعدادت للعودة»، داعياً إياهم للصبر بالقول «صبرو معنا». وتحدث عن التدابير التي اتخذتها الحكومة للتخفيف من أزمة المغاربة العالقين في الخارج، بالتكفل بهم وإيوائهم وتوفير الدواء لبعض الحالات، وتجنيد أطر طبية لضمان الرعاية الصحية لهم، والتكفل بمصاريف دفن عدد من المغاربة في الخارج.
ووجهت منظمات حقوقية رسائل للحكومة مطالبين بتدخله من أجل إجلاء المغاربة العالقين في الخارج، وفي المدينتين السليبتين سبتة ومليلية، كما وجّه لآلاف المواطنين المغاربة العالقين في الخارج نداء موقعاً من أجل التدخل العاجل لإعادتهم إلى أرض الوطن، وأكدوا أن وضعيتهم تزداد تأزماً سواء من الناحية النفسية أو المادية أو الصحية أو الاجتماعية، بعد طول انتظار قرار ترحيلهم.
وأورد بيان وقّعه العالقون في حوالي 20 بلداً أن من بين العالقين مرضى ومسنين ونساء حوامل وأطفالاً، وأن الموارد المالية لجميع العالقين قد نفدت أو في طريقها للنفاد، وأن «الدعم والمواكبة التي قامت بها المصالح القنصلية مشكورة لم تستطع أن تشمل كل العالقين لأسباب متعددة، وبالتالي فعدد كبير من العالقين معرض للتشرد والضياع».
وقدرت مصادر تتابع وضعية هؤلاء المغاربة أن عدهم يتجاوز الـ 18 ألف مغربي، فيما قال العثماني إن عددهم هو حوالي 7500 شخص، والحكومة تنكب يومياً لتدارس وضعيتم وتضع ترتيبات وتحضيرات لعودتهم؛ لكنه لم يعلن عن تاريخ محدد لإعادة هؤلاء العالقين الذين تعقدت وضعيتهم بعد قرار المملكة إغلاق حدودها بسبب جائحة كورونا.
ووجه البرلماني عن فدرالية اليسار الديمقراطي عمر بلافريج، سؤالاً كتابياً لوزير الخارجية والمغاربة المقيمين بالخارج حول الإجراءات التي تنوي الوزارة القيام بها من أجل طمأنة جميع المغاربة العالقين بالخارج. وقال بلافريج في سؤاله: «إننا نتفهم بأن العودة الفورية لكل المواطنين العالقين في الخارج إلى المغرب مسألة صعبة في ظل الحالة الوبائية الحالية، كما ننوه بالمجهودات التي تقوم بها وزارتكم عبر المصالح العامة المغربية الموجودة خارج التراب الوطني، من أجل رعاية مصالح المواطنين المغاربة».
وأضاف أن «أكثر من ما يعيبه المواطنون العالقون بالخارج هو الضعف في التواصل معهم من أجل تزويدهم بالمعلومات والحلول المستقبلية قيد الدراسة من أجل طمأنتهم ودعمهم نفسياً ومعنوياً». ويضاف إلى ذلك «هناك حالة بعض المواطنين العالقين في بلدان أقل تنمية، التي تستوجب ضرورة اتخاذ حلول استثنائية».

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: