من مات بالكورونا فقد انتهى أجله حتى و لو لم تكن الكورونا موجودة

أمام انتشار وباء كورونا الذي ضرب العالم . و أمام العدد الهائل من الأرواح التي التحقت بربها ، لا بد من تذكير القارئ الكريم بحقائق عقدية لا ينبغي تناسيها و أذكر لكم متتبعي الأفاضل : أن الأجل مكتوب عند الله تعالى منذ الأزل ، كما بين سبحانه ذلك في قوله تعالى “مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ” وهذه الأية شاملة لعموم المصائب التي تصيبنا ، من خير وشر ، و منها هذا الوباء العضال الذي أعيى حيل الأطباء و أعجز خبرة العلماء . إلا أنه مهما كانت قوته فهو يقف عاجزا أمام قدرة و قوة الله تعالى ، وهذا أمر عظيم تذهل عنده أفئدة أولي الألباب ، وقد أخبر الله عباده بذلك لأجل أن تتقرر هذه القاعدة عندهم ، ويبنوا عليها ما أصابهم من الخير والشر ، فلا ييأسوا ويحزنوا على ما فاتهم، مما طمحت له أنفسهم وتشوفوا إليه، لعلمهم أن ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ، لا بد من نفوذه ووقوعه، فلا سبيل إلى دفعه ، فكل شيء بقضاء الله وقدره ، ولا يمكن للإنسان أن يغير ما قدره الله ، وبهذا نعلم أن من مات بالكورونا فقد انتهى أجله حتى و لو لم تكن الكورونا حتى و لو بقرسة نملة . القضية قضية أجل إذ ” كل نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ” الأنبياء : 35 ،

رحم الله موتانا و أسكنهم فسيح الجنان و كتبهم من الشهداء عنده . اللهم اصرف عنا الوباء و البلاء و سيء الأسقام بفضلك و جودك و كرمك . آمين و الحمد لله رب العالمين .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: