الفرنسيون يبدعون في زمن الحجر الصحي بالتصفيقات عبر الشرفات والنوافذ باريس بعد تفشي فيروس كورونا شوارع فارغة وخوف شديد

باريس / نجاة بلهادي بوعبدلاوي

بعد مرور أربع أسابيع، تبدو شوارع العاصمة الفرنسية باريس خاوية عقب دخول إجراءات الحجر الصحي الكامل حيز التنفيذ، في محاولة لكبح تفشي فيروس كورونا في فرنسا التي سجلت حوالي 7066 حالة خطيرة 12210 حالة وفاة إلى غاية أمس الخميس …
في فرنسا، دخل الحجر الصحي الأسبوع الثاني، ليدخل حيز التنفيذ في محاولة من الحكومة الفرنسية لإبطاء تفشي فيروس كورونا في البلاد وفي القارة العجوز التي باتت البؤرة الثانية بعد الصين لتفشي المرض في العالم.
ومن جهة أخرى تشمل إجراءات العزل الصحي في فرنسا الشروط التي يمكن بموجبها الخروج للقيام بمهام محددة، من بينها الذهاب إلى مقر العمل، شرط الحصول على شهادة من إدارة الشركة أو المؤسسة، وشهادة شرفية بتوقيع الشخص المعني الخروج لأهداف صحية، سواء يتعلق الأمر بزيارة طبيب أو القيام بفحوصات معينة، وشراء الاحتياجات الأساسية للحياة اليومية، وتقديم مساعدة حيوية لأقارب، مثال مساعدة المرضى أو المسنين من الأقارب، والتريض في نطاق محدود حول مكان السكن وخلال حوالي العشرين دقيقة.
وفي ظرف وجيز استطاعت الشرطة الفرنسية المكلفة بتطبيق الحجر، رصد عدد كبير من المخالفات، عشية تطبيق القانون الرامي إلى معاقبة المخالفين الحجر الصحي، بعدما قررت الحكومة تشديد العقوبات على مخالفي إجراءات الحجر الصحي والتي كانت تقتصر على غرامة قيمتها 135 يورو في حالة المخالفة الأولى، أما في حال وقوع مخالفتين خلال أسبوعين ترتفع الغرامة إلى 1500 يورو, وفي حال ارتكاب 4 مخالفات خلال شهر تصل العقوبة إلى غرامة 3700 يورو والسجن لستة أشهر.
كما قررت السلطات المحلية في عدد من المدن الفرنسية في جنوب وشمال فرنسا فرض حظر التجول خلال الليل.
وكان الرئيس ماكرون قد وجه خطابا للفرنسيين قائلا : “نحن في حرب صحية” ضد فيروس كورونا.
وإلى جانب فرض قيود على عبور الحدود البرية أمر ماكرون السكان بالبقاء في منازلهم اعتبارا من الساعة 11 بتوقيت غرينتش وألا يخرجوا إلا لشراء المستلزمات الغذائية أو السفر أو العمل إذا اقتضت الضرورة أو لتلقي رعاية طبية.
ومثل ما حدث في دول أوروبية أخرى منها إيطاليا وإسبانيا وألمانيا، أغلقت فرنسا المطاعم والحانات والمصانع.
ومن جانبه قال المجلس العلمي في فرنسا إن الحجر الصحي يجب أن يستمر ستة أسابيع على الأقل لاحتواء تفشي الفيروس في فرنسا.
وأضاف المجلس العلمي قائلا إن الإغلاق هو الاستراتيجية الوحيدة الفعالة بالفعل في الوقت الراهن.
الجدير بالذكر أن الفرنسيون اختاروا طريقة جميلة للتعبير عن شكرهم ومتنانهم للأطباء والعاملين بقطاع الصحة، هي التصفيق الجماعي من طرف سكان باريس عبر الشرفات والنوافذ تكريما لعمال القطاع الصحي بباريس، وكذا أثناء عبور سيارات الإسعاف وسيارات الشرطة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: