اجتماع لمجلس الأمن في محاولة لتنسيق جهود مكافحة كورونا

يعقد مجلس الأمن الدولي الخميس أول اجتماع له حول فايروس كورونا المستجدّ، الوباء الذي أثار على مدى الأسابيع الماضية انقسامات شديدة في صفوف الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس، بحسب ما أفاد دبلوماسيون الإثنين.

وكان تسعة من الأعضاء العشرة غير الدائمي العضوية في المجلس طلبوا الأسبوع الماضي، بعدما سئموا من النزاعات الدائرة حول كوفيد-19 بين الأعضاء الدائمي العضوية ولا سيّما بين الولايات المتحدة والصين، عقد اجتماع حول الوباء تتخلّله إحاطة من الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش.

وقال دبلوماسي الإثنين طالباً عدم نشر اسمه إن المجلس سيلتئم الخميس “في اجتماع مغلق سيعقد عبر الفيديو اعتباراً من الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينيتش”.

واكتفى دبلوماسي ثان بالقول إنّ “الاجتماع سيُعقد الخميس”.

وبحسب مصادر دبلوماسية فإنّ الغموض ما زال يكتنف ما ستؤول إليه هذه الجلسة وما إذا كانت ستكرّس الانقسامات التي تباعد بين أعضاء المجلس بشأن الوباء أو ستمثّل مناسبة يبدي خلالها أعضاؤه رغبة في الوحدة والتعاون على غرار ما حصل في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أصدرت الخميس قراراً بإجماع أعضائها الـ 193 على الرّغم من محاولة روسيا عرقلته.

ويكمن أحد أسباب الخلاف في إصرار واشنطن على تضمين أيّ بيان أو قرار يصدر عن مجلس الأمن فقرة تشير إلى الأصل الصيني للوباء وهو ما ترفضه بكين بشدّة.

ودعت إلى هذا الاجتماع تسع من الدول العشر التي لا تتمتّع بحق الفيتو في مجلس الأمن وهي ألمانيا وبلجيكا وإستونيا وتونس وأندونيسيا وفيتنام والنيجر وجمهورية الدومينيكان ودولة “سانت فينسنت والغرينادين.

أما الدولة العاشرة وهي جنوب أفريقيا فاعتبرت أنّ وباء كوفيد-19 يمثّل في الوقت الراهن أزمة صحية واقتصادية في حين أنّ مهمّة مجلس الأمن هي حفظ السلم والأمن الدوليين وبالتالي فإنّ التطرّق لهذا الوباء ليس من شأن المجلس في الوقت الراهن.

وفي آخر مستجدات انتشار الفايروس، يبدو أن الانتصار عليه بات وشيكاً في الصين حيث سجّلت الثلاثاء حصيلة يومية خالية من أيّ وفاة ناجمة عن كورونا في سابقة من نوعها في هذا البلد منذ بدأ في يناير الإعلان يومياً عن عدد ضحايا الوباء.

وسجلت لجنة الصحة الوطنية خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في سائر أنحاء البلاد 32 إصابة جميعها وافدة من الخارج.

ومنذ مارس لا ينفكّ عدد المصابين الجدد بالفايروس يتضاءل في الصين، لكنّ البلاد تواجه موجة عدوى أخرى مصدرها الإصابات الوافدة من الخارج والتي بلغ عددها حوالي ألف إصابة.

أما في الولايات المتحدة الأميركية فقد توفّي 1150 شخصاً جرّاء كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليرتفع بذلك إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن وباء كوفيد-19 إلى أكثر من 10 آلاف وفاة، بحسب حصيلة نشرتها جامعة جونز هوبكنز مساء الإثنين.

جهود عالمية لتخطي أزمة كورونا

وقالت الجامعة التي تُعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن كوفيد-19 إنّ العدد الإجمالي للمصابين بالوباء الذين توفّوا في الولايات المتّحدة بلغ لغاية اليوم 10 آلاف و783 شخصاً.

وأضافت أنّ إجمالي عدد الإصابات في البلاد تخطّى 366 ألف إصابة، بعدما تأكّدت في الساعات الأربع والعشرين الماضية إصابة حوالى 30 ألف شخص إضافي بالفايروس.

والولايات المتحدة هي الدولة الأولى في العالم من حيث عدد الإصابات المعلن عنها بالوباء كما أنّها تسجّل منذ أيام حصيلة وفيات يومية تزيد عن الألف مما يعني أنّها قد تلحق قريباً بركب كلّ من إيطاليا (16.523 وفاة) وإسبانيا (13.005 وفيات) اللتين تتضاءل فيهما يوماً تلو الآخر حصيلة الوفيات اليومية.

وتعدّ نيويورك بؤرة تفشي الوباء في الولايات المتحدة، إذ سجّلت الولاية أكثر من 4750 من أصل 130 ألف إصابة، أكثر من نصفها في مدينة نيويورك.

وبحسب تقديرات البيت الأبيض فإنّ كوفيد-19 سيفتك في الولايات المتّحدة بما بين 100 ألف إلى 240 ألف شخص إذا ما تقيّد الجميع بالقيود المفروضة حالياً لاحتواء الوباء، مقارنة بما بين 1,5 مليون إلى 2,2 مليون شخص كانوا سيلقون حتفهم لو لم يتمّ فرض أيّ قيود.

وتتفاوت القيود المفروضة في الولايات المتّحدة على تنقلات المواطنين والاختلاط في ما بينهم باختلاف الولايات إذ إنّ هذه القيود مفروضة على المستوى المحلّي وليس الفدرالي.

وعربيا، أعلنت وزارة الصحة العمانية الثلاثاء تسجيل 40 إصابة جديدة بفايروس كورونا ليرتفع إجمالي الإصابات في السلطنة إلى  371 حالة.

وقالت الوزارة، في بيان صحفي حسبما أفادت الوكالة العمانية عبر حسابها على تويتر إن 67 إصابة بالفايروس تماثلت للشفاء ، مشيرة إلى تسجيل حالتي وفاة .

وفي السودان، أعلنت وزارة الصحة الاتحادية في السودان الثلاثاء تسجيل حالتي إصابة بفايروس كورونا ليرتفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى 14 حالة.

وقالت الوزارة ، في بيان صحفي حسبما أفادت وكالة الأنباء السودنية (سونا) ، إن الحالتين تم اكتشافهما  بولاية الخرطوم، مشيرة إلى أنه لم يتم تسجيل وفيات جديدة عدا حالتي وفاة سبق الإعلان عنهما.

وقد أظهرت البيانات المجمعة لعدد حالات الإصابة بفايروس كورونا حول العالم أن عدد الإصابات به تجاوز المليون و345 ألفا حتى صباح الثلاثاء.

وأظهرت بيانات منصة “وورلد ميترز”، الدولية المتخصصة في الإحصائيات، أن إجمالي عدد الإصابات حول العالم بلغ مليون و347587 حتى الساعة السادسة بتوقيت غرينتش صباح الثلاثاء.

كما أظهرت البيانات أن عدد المتعافين تجاوز 286 ألفا، وعدد الوفايات اقترب من 75 ألفا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: