ارتفاع حصيلة المصابين بكورونا بالمغرب إلى 1113 حالة مع استبعاد 3954 حالة بعد تحاليل مخبرية سلبية

كشفت التحاليل المختبرية، التي أشرفت عليها وزارة الصحة المغربية أمس الإثنين، 58 حالة إصابة مؤكدة بـ»كورونا» بين جهتَي الدار البيضاء سطات ومراكش آسفي، وأعلنت الوزارة ارتفاع الحصيلة الإجمالية للإصابات المؤكدة بالفيروس من 1020 إصابة إلى 1113 إصابة في أقل من 12 ساعة فقط التي وصل عدد المتعافين إلى 76 حالة، فيما عدد الوفيات ارتفع إلى 71 حالة بزيادة حالة واحدة مع استبعاد 3954 حالة بعد تحاليل مخبرية سلبية.

اختلاط الناس

وتحتل جهة البيضاء قائمة الجهات من حيث عدد الإصابات بـ327 حالة و212 بجهة مراكش، و187 في جهة الرباط و142 في فاس مكناس و91 بجهة طنجة تطوان الحسيمة، فيما أصيبت في ورزازات عائلة كاملة بالفيروس كان بعض أفرادها في الأسبوع الأول من شهر مارس الماضي بعزاء أحد أقاربهم، وهو ما يجعل الجهات المسؤولة تشك في أن العدوى انتقلت إليهم في ذلك العزاء، وجميع الحالات المعلن عنها انتقلت إليها العدوى داخل منزل العائلة، ولم تسجل أية حالة في الشارع العام نتيجة اختلاط الناس.
وكشفت وزارة الصحة، مساء أول الأحد، أسباب ارتفاع الحصيلة اليومية المتعلقة بالوضعية الوبائية للمرض يعود أساساً إلى ظهور بؤر وبائية تهم الوسط العائلي داخل مجموعة من مدن البلاد، وأوضح محمد اليوبي، مدير الأوبئة بوزارة الصحة، في التصريح الصحافي اليومي، أنه من خلال المؤشرات والبيانات الصادرة عن وزارة الصحة أن «هناك أشخاصاً يغادرون البيوت قد يكونون هم سبب انتشار الفيروس داخل بيوتهم، أو أشخاصاً كان لديهم الفيروس في فترة حضانة أثناء دخول إجراءات العزل الطبي حيز التنفيذ».
وأضاف أن هناك عاملًا آخر تسبب في ارتفاع أرقام كورونا في المغرب، راجع أيضاً إلى بداية الكشف المخبري على المخالطين، وإجراءات التتبع الطبي عليهم، والذين يصل عددهم اليوم إلى 7 آلاف مخالط، ضمنهم 192 حالة تبينت إصابتها بفيروس كورونا المستجد. وجددت الوزارة «الدعوة للمواطنات والمواطنين بالتقيد والالتزام المتواصل والمسؤول بإجراءات الحجر الصحي، من أجل التحكم والسيطرة على انتشار هذا الفيروس ببلادنا».
ونعت وزارة الصحة المغربية رسمياً «شهيدي الواجب الوطني، مريم أصياد، طبيبة بمستشفى محمد الخامس بالدار البيضاء، ونورالدين بن يحيى، طبيب متقاعد بمدينة مكناس»، وأكدت أن سبب وفاة الطبيبين راجع لمخالطة أحد المصابين، وليس إصابة أثناء مزاولة مهامهم المهنية. ونفت الشائعات التي زعمت وفاة طبيب ثالث بمدينة مراكش و\كرت ما قدمت وتقدمه كل الأطر الطبية والمهنية الصحية من عمل نبيل في سبيل الإنسانية، ومجهوداتها في التصدي لهذا الوباء، مع دعوتها لمزيد من الصبر والتجنيد بكل روح وطنية لمواجهة هذا الفيروس.
وتشدد السلطات تنفيذ قانون الحجر الصحي لمواجهة تفشي الفيروس وتلقى هذه الإجراءات تعاون الموطنين والمواطنات مع بعض الخروقات التي يطبق عليها القانون بحزم، وأوقفت السلطات ميدلت/ وسط البلاد نائباً في البرلمان كان على متن سيارة مع شخصين آخرين دون رخصة التنقل الاسثنائية واستمعت الجهات المعنية إلى الأشخاص المعنيين الثلاثة من أجل خرق حالة الطوارئ الصحية وعدم وجود تأمين السيارة، ووضع السيارة في المحتجز.
وأعلنت المديرية العامة للأمن الوطني عن توقيف وإخضاع 8612 شخصاً لأبحاث قضائية في إطار مكافحة نشر الأخبار الزائفة وضمان تطبيق حالة الطوارئ الصحية لمكافحة وباء كورونا المستجد منذ فرضها. وقالت، في بلاغ لها، إن العمليات الأمنية التي بوشرت لمكافحة نشر الأخبار الزائفة التي تمس بالإحساس بالأمن لدى المواطنات والمواطنين، وضمان تطبيق حالة الطوارئ الصحية لمكافحة وباء كورونا المستجد منذ فرضها، تم توقيف 82 شخصاً، للاشتباه في تورطهم في نشر وتداول محتويات رقمية تتضمن أخباراً زائفة حول مؤشرات وباء كورونا المستجد، أو تتضمن خرقاً لحقوق الأشخاص المصابين بالوباء، أو التحريض على عدم الامتثال لتدابير الوقاية التي اعتمدتها السلطات العمومية، أو نشر وتقاسم محتويات عنيفة تحرض على الكراهية والتمييز، أو تستهدف الاعتبار الشخصي للأطر الطبية والتمريضية.
وقالت إنه تم توقيف وضبط 8530 شخصاً، إما بسبب عدم التوفر على وثيقة الخروج الاستثنائي وخرق إجراءات الطوارئ الصحية، أو استعمال وثيقة مزورة للخروج الاستثنائي، أو امتهان النقل السري لنقل أشخاص بطريقة غير مشروعة، علاوة على تحضير وبيع مواد طبية وشبه طبية مضرة بالصحة العامة، والتجمهر والامتناع عن تنفيذ الإجراءات.
وسط انشغال السلطات المغربية بتدابير محاصرة فيروس كورونا المستجد، لا يزال المهاجرون من دول جنوب إفريقيا يحاولون الدخول إلى مدينة مليلية المغربية التي تحتلها إسبانيا حتى في ظل حالة الطوارئ الصحية، حيث نفذ ما يقارب المئتي مهاجر سري في الساعة الخامسة من فجر أمس الإثنين، عملية تسلق للسياج الشائك، المحيط بالمدينة. وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن خمسين من المهاجرين تمكنوا من الدخول إلى المدينة والوصول إلى مكتب طلب اللجوء، فيما لم يتمكن الباقون من الدخول، وسط سقوط الكثيرين منهم متأثرين بجروح غائرة.

إغلاق الحدود البرية

وتتخذ السلطات المغربية إجراءات صارمة في إغلاق الحدود البرية والمجال الجوي لتحاشي دخول إصابات جديدة ومن بينها إغلاق معبره مع مدينة مليلية التي باتت تسجل أعداداً من المصابين بفيروس كورونا، ووصلتها باخرة دعم من الجيش الإسباني، قادرة على احتواء أزيد من ستمئة مريض، بطاقم يتجاوز المئة جندي.
ودعت السلطات الإسبانية في مدينة مليلية المغرب إلى إعادة 350 من مواطنيه العالقين بالمدينة، وهم جزء من المواطنين المغاربة العالقين في الخارج، خاصة في دول مصابة بالفيروس مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، وتسعى السفارات والقنصليات المغربية، من خلال خلايا أزمة شكلت في كل بلد، لتأمين الحياة اليومية ورعاية هؤلاء الذين كانوا في زيارات عائلية أوعمل أو سياحة وأيضاً الجاليات المغربية المقيمة في هذه الدول. وأفاد سفير المغرب في إيطاليا يوسف بلا، أمس الإثنين، أن عدد الوفيات بين أفراد الجالية بسبب وباء كورونا بلغ لحد الساعة 23 وفاة. وقال إنه تم دفنهم جميعاً بالمقابر الإسلامية، واحترمت في مراسيم الدفن كل الطقوس المتعارف عليها عند المسلمين.
وأوضح بلا حول وضعية المواطنين المغاربة العالقين بالديار الإيطالية بعد تعليق الرحلات الجوية وإغلاق الحدود، أنه تم إحصاء 113 حالة لحد الساعة، تتواصل معهم السفارة والقنصليات العامة باستمرار للاطمئنان على أحوالهم، وأضاف أن الأمر يتعلق بزيارات عائلية أكثر منها سياحية، وبالتالي فكل المواطنين يقطنون مع ذويهم وأسرهم في مناطق مختلفة بإيطاليا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: