فيروس كورونا: هل تحظى حراس عالم الموت بحماية كافية؟

بينما يخضع الملايين للحظر المنزلي، في العديد من بقاع العالم، من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا، يخوض مابات يعرف بالجيش الأبيض، وهم الأطباء والممرضون، وجميع  حراس عالم الموت من شركات نقل الأموات حربا لاهوادة فيها منذ أسابيع، في مواجهة الفيروس القاتل، وهم يبذلون جهدا مضاعفا، يحرمهم في أحيان كثيرة من ساعات نوم كافية، من أجل العناية بمن أصابهم الفيروس، معرضين حياتهم للخطر بتغسيل و تكفين الموتى و السهر على تأدية الشرائع الدينية لموتى المسلمين  في وقت لايحظون فيه هم أنفسهم، في العديد من الدول، بوسائل الحماية الكافية لأداء مهمتهم.

ومنذ أسابيع تتوالى الأخبار السيئة، عن سقوط العديد ، في معركتهم على الخط الأمامي لمواجهة كورونا، بعد أن انتقل إليهم الفيروس القاتل، وهم يتعاملون مع مرضاه. ففي إيطاليا، التي تعد البؤرة الأكثر تضررا من انتشار الفيروس، قال اتحاد نقابات الأطباء الإثنين 30  مارس، إن عدد الوفيات بين الأطباء الإيطاليين، المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ارتفع إلى 63 طبيبا مشيرا إلى أن حوالي 8.538 عاملاً في مجال الصحة مصابون الآن بالوباء.

فمن خلال تغطيتنا  لبعض الأحداث تبين لنا مدى الجهد الذي يقومون به في هذه الظروف الصعبة التي تجعلهم في نفس الصف الأول مع الأطباء و الممرضين ، فهم من يتولوا المأمورية بعد الموت لتجهيز موتانا و دفنهم ، هم الذين يعرضون أنفسهم للخطر عند تدخلهم لحالات وفاة بكورونا بالمنازل ، و التي يجدون أنفسهم وجهًا لوجه مع جثة هامدة يمكنها أن تنقل لهم العدوى اذا لم يلتزموا بالتعليمات التي تمكنهم من حماية أنفسهم من العدوى . تصريحات لجمال بن الطاهر أنه لم ينم مند 48 ساعة ساهرا على تجهيز الموتى و ملفات دفنهم في وقت أغلقت فيه جميع المصالح ، يتسابق مع عقارب الساعة للإسراع بالجنازة .

معاناة مضاعفة

وفي بلجيكا  تبدو معاناة الحانوتي جمال بن الطاهر  من حراس عالم الموت مضاعفة، في ظل ضعف الإمكانات، وقلة المخصصات التي تحظى بها قطاعات شركات نقل الأموات  في الدول الأوروبية  من الميزانيات العامة و من أخطار تواجهه كل دقيقة في العمل و في البيت و في الشارع ، تضحية من رموز الجالية ترفع لها القبعة و لا يسعنا إلا شكره وتقديره لجميع من يعمل في مهنة الحانوتي بسبب دورهم الكبير في هذه المحنة وتضحياتهم من أجل مواجهة هذا الفيروس الشرس ، ومطالبة  الجميع بضرورة الامتثال لتعليمات الحكومة وهي البقاء في المنزل كأحدى أهم الإجراءات الاحترازية لمواجهة “كورونا”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: