بوليساريو تحاول عرقلة تنمية الصحراء لفك عزلتها

وجهت جبهة بوليساريو الانفصالية، مؤخرا، رسالة تهديد إلى شركة “كونتيننتال” الألمانية، التي تشتغل في قطاع الفسفاط، بعد اعتزام الشركة تجديد عقد نشاطها في الصحراء المغربية والذي ينتهي في 20 يونيو 2020.

ويرى مراقبون أن تهديدات الجبهة الانفصالية لا تعدو أن تكون مجرد محاولة للتشويش على التجمع السنوي لمستثمري مجموعة “كونتننتال”، الذي أعلن عن تأجيله بألمانيا، بسبب تداعيات انتشار فايروس كورونا.

وحاولت الجبهة الانفصالية الاستدلال على رفضها بالعودة إلى بعض فصول القانون الدولي، في حين يقر الاتحاد الأوروبي بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية وجدد، مؤخرا، اتفاقيات زراعية مع الرباط بما فيها أقاليم الصحراء.

واعترضت بوليساريو على تجديد عقد الشركة الألمانية بالقول إن “المغرب لا يمتلك الحق القانوني في إصدار تراخيص تتعلق باستغلال الفسفاط وفقا لما تنص عليه اتفاقية جنيف الرابعة”، فيما اعتبر خبراء في القانون الدولي أن حجة الجبهة الانفصالية ضعيفة.

وقال ممثل جبهة بوليساريو في الاتحاد الأوروبي، أبي بشراي البشير، إنهم سيتخذون كل الإجراءات القانونية الممكنة لضمان الحقوق الأساسية لما سماه بـ”الشعب الصحراوي” وحماية موارده الطبيعية.

نشاط الشركة يتوافق تماما مع القوانين الدولية

وتتفاوض الشركة الألمانية مع الحكومة المغربية على تجديد عقد صيانة الحزام الناقل للفسفاط (طوله 100 كيلومتر) من منجم بوكراع شرق مدينة العيون إلى مصنع المعالجة بمنطقة المرسى جنوب المدينة، حيث يتم شحنه إلى العملاء الدوليين من ميناء شركة فوسبوكراع.

وقالت الحكومة المغربية إن الاستثمار في الفسفاط جنوب البلاد يتم في إطار القانون الدولي ووفق منظومة مؤسساتية قائمة على وجود مؤسسات منتخبة جهويا وأيضا منتخبين على المستوى الوطني في المؤسسة التشريعية، وهذه العناصر هي التي يؤكد عليها القانون الدولي في إدارة الثروات الطبيعية.

وأكد المتحدث باسم شركة “بالانص” النيوزيلندية، ديفيد غلينداينن المشغلة لمنجم بوكراع إن “نشاط الشركة يتوافق تماما مع القوانين الدولية، بما في ذلك أحكام الأمم المتحدة للتجارة مع الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”.

وفشلت بوليساريو قبل أشهر، في توقيف شحنة من الفسفاط المغربي، كانت متوجهة إلى نيوزيلاندا، كما فشلت أيضا في عرقلة شركة صينية.

وقال الخبير في القانون الدولي، صبري حو، “إن تحركات قيادات الجبهة الانفصالية تأتي كمحاولة للتأثير على النجاحات الدبلوماسية التي حققتها الرباط في ملف الصحراء المغربية”.

ويضيف حو “سحب جل الدول الأفريقية لاعترافها بجبهة بوليساريو وفتح العشرات من القنصليات بمدن الصحراء دفع الانفصاليين إلى محاولة العودة إلى الواجهة عبر التهديد والوعيد”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: