مهاجرين غير شرعيين يغادرون إسبانيا بطرق غير شرعية خوفا من الجوع و المرض

فقط بعد شهرين من اليوم ، كانت أوروبا و أمريكا حلم كل عربي او إفريقي سواء للدراسة او للعمل ، حلم يعرض البعض حياتهم للخطر من أجل تحقيقه ، لما لا و سخطهم على المعيشة و الاقتصاد في بلدانهم جعلهم يفكرون في معيشة أفضل ، و بحلول الوباء كوفيد 19 الذي عرض كل سكان العالم للخطر و خصوصا في أوروبا ، و بعد الحجر الصحي الذي ألزم معظم السكان للزوم بيوتهم خوفا من العدوى من فيروس مميت حير العلماء و الأطباء .

اليوم تبدد الحلم الاوروبي و أصبحنا نعيش هجرة معاكسة من اسبانيا إلى المغرب او من اليونان الى تركيا بنفس الوسيلة و نفس الطرق التي كانت تحاربها السلطات من قبل . سجل المغرب حالات جديدة من مغاربة هربوا من ويلات كورونا و من الجوع الذي عاشوه في مدن أسبانية خالية بعدما توقف كل شيء بها ، مدن لا مكان فيها للمحسنين و للجمعيات الخيرية التي كانت تخفف عبء الهجرة الغير الشرعية .

أصبح المهاجر رقيب نفسه ، حبيس أعماله ، و نقيد تجربته التي جعلته داخل أزقة فارغة و أمام متاجر مغلوقة ليجد نفسه مهدد بالجوع و بالمرض ، في دولة تختار بين مواطنيها من يعيش و من يضحى به لنقصان المعدات الطبية ، مهاجر خائف من الموت بوباء يصعب به تغسيل الموتى و دفنهم ، وباء حل بين حب الأب لإبنه و للزوجة لزوجها ، تغيرت الموازن و الأفعال ، و أصبح الأخ يدعو لأخيه عبر وسائل التواصل الإجتماعي .

هذا حالنا و هذه أمور غير متوقعة حتى للمشعوذين و المحتالين المندرجين تحت غطاء ما يسمى علماء الفلك أو المستبصرين بالمستقبل فقلة الحيلة تجبرنا على ملازمة بيوتنا ليس خوفًا منا لمواجهة الموت و لكن لفقدان ماهم أعز منا أولادنا و تعريضهم للخطر في زمن لا رحيم فيه و لا رقيب .

بقا في دارك

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: