دول أوروبية تحرج أميركا بإسعاف إيران طبيا

قدمت دول أوروبية، الثلاثاء، مساعدات طبية إلى إيران في محاولة للإسهام في مكافحة وباء كوفيد – 19  الذي اجتاح البلاد وهو ما يحرج القيادة الإيرانية والأميركية على حدّ السواء حيث يرى متابعون أن في هذه المساعدات خرقا للعقوبات التي تفرضها واشنطن.

ومن ناحية أخرى يرى متابعون أن هذه المساعدات تربك السلطات الإيرانية التي تروج لتأثير العقوبات المفروضة عليها على البنية التحتية الصحية والاقتصاد.

وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية، الثلاثاء، أن دولا أوروبية سلّمت معدات طبية إلى إيران في أول معاملة عبر آلية “انستكس” للمقايضة التجارية التي تسمح بالالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.

وقالت الوزارة في بيان “تؤكد فرنسا وألمانيا وبريطانيا أن آلية انسكتس أجرت بنجاح أول معاملة لها، ما سمح بتصدير معدات طبية من أوروبا إلى إيران. هذه المعدات هي الآن في إيران”.

وأوضحت الوزارة أن “انستكس ستعمل على معاملات أخرى” مع إيران و”تواصل تطوير هذه الآلية”، من دون إعطاء تفاصيل أخرى.

وفي طهران، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في 14 مارس أن بلاده تلقّت معدات طبية أو مساعدة مالية من دول مثل ألمانيا وأذربيجان والصين والإمارات وفرنسا وبريطانيا واليابان وقطر وروسيا وتركيا.

وقال إن حكومة وشعب إيران “لا ينسيان أبدا أصدقاءهما في أوقات المحن”.وتواجه البلاد تفشيا كبيرا لوباء كورونا المستجدّ الذي أصاب أكثر من 40 ألف شخص وأودى بحياة 2898 شخصا في البلاد.

وتُلقي إيران باللوم على الولايات المتحدة بسبب العقوبات التي تفرضها واشنطن والتي تقول إنها لن ترفعها بل ستشددها لوضع حدّ لاستفزازات إيران ومنعها من امتلاك سلاح نووي.

وأدخلت العقوبات الأميركية بالفعل إيران في متاهات أزمة اقتصادية حادة نجمت عنها هزات اجتماعية كبيرة عرفتها إيران، ولم تكتف واشنطن بالعقوبات بل بملاحقة كل من يحاول خرقها.

وعلى ضوء هذه المعطيات أنشأ الأوروبيون في يناير 2019 آلية انستكس للالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران من خلال تجنّب استخدام الدولار.

ويُفترض أن تعمل انسكتس على شكل غرفة مقاصة تسمح لإيران بمواصلة بيع نفطها واستيراد في المقابل منتجات أخرى.

ويرى معارضو هذه الآلية أنها تمثل طريقا جديدة تسلكها طهران للالتفاف والاحتيال على العقوبات التي تفرضها واشنطن.

ولم تُجر أي معاملة وفق هذه الآلية قبل إعلان برلين، الثلاثاء، وستتجه الأنظار لردود فعل الأميركيين الذين حاولوا في وقت سابق مد يد العون لإيران يعد إطلاقها لأكثر من نداء استغاثة بسبب كورونا غير أنها رفضت في نهاية المطاف المساعدة الأميركية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: