الحجر الصحي يزيد من نسبة السيدات المعنفات
ربما بدأ الأمر كمزحة وتبادل لعبارات ساخرة تصف حال العلاقات داخل المنازل ، تزامنا مع إعلان حالة الطوارئ الصحية التي ستفرض على ملايين البشر حول العالم الالتزام ببيوتهم، مما يشكل اختبارا حقيقيا للعلاقات الزوجية الهشة والمتوترة بالدرجة الأولى، والعلاقات الأسرية عموما، بعد أن وجد كلا الزوجين نفسهما مجبران على البقاء تحت نفس السقف لأسابيع، دون أن تكون هناك مواعيد خروج للعمل أو الترفيه يتحاشى فيها الطرفان المواجهة.
عدة جمعيات تتلقى اتصالات عبر الواتساب و الهاتف والمسانجر، لسيدات معنفات منذ الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية، بعد أن وضعت الجمعية خطوطا هاتفية للبقاء على اتصال مع النساء من بعيد، إلا أن بشرى أوضحت ان الخوف يعيق الكثيرات على خطوة الاتصال بسبب تواجد المعنف في البيت.
وعن الأسباب خلف هذا الارتفاع في حالات العنف تزامنا مع حالة الطوارئ الصحية، قالت بشرى عبده، أن المحرك الأول “التواصل اليومي ..الذي هو غائب بالمطلق بين الزوجين .. كذلك ضعف الامكانيات عند البعض يخلق ازمة مالية خانقة تتسبب في العنف، وهناك حالات تعيش العنف اليومي ولكن امام هذه الأزمة تضاعفت حدة العنف بحكم أن كل الابواب مغلقة في وجه النساء للتقدم بشكاية والبحث عن مكان اخر”.
أما في أستراليا، فقد تم تخصيص أزيد من 61 مليون دولار، لمحاربة العنف المنزلي، بعد أن ارتفعت نسبة البحث على المساعدة ب 75 في المائة منذ ظهور وباء كورونا، وعرفت المدن الأكثر اكتظاظا ارتفاعا في عدد الشكايات ب 40 في المائة، ثلثها له علاقة بحالات انتشار الفيروس، مع ظهور انتهاكات وصفت بأنها غير مألوفة مما تطلب مضاعفة تدخلات الشرطة خلال الأسبوع الأخير.
وأشارت هيئة دعم النساء “وايس”، في تصريح صحافي، أن وجود أفراد الأسرة في المنزل بسبب الحجر الصحي، فوت عليهم فرصة التنفيس عن الضغط الذي كان يسمح به الذهاب للعمل، أو الخروج .. مما أفرز أساليب تعنيف غير مألوفة وصلت حد التهديد بفيروس كورونا كشكل من أشكال العنف الممارس على الشريك !!!