لصوص في ثياب أطباء وممرضين في عصر كورونا

حوّل الكثير من اللصوص والمجرمين نشاطهم في السرقة والاحتيال على الناس من الشوارع الأوروبية إلى المنازل والمستشفيات بحجة إجراء فحوص للتّأكد من الإصابة بفايروس كورونا المستجد، أو عبر الشبكة العنكبوتية بحجة بيع المنتوجات المعقمة.

يجد المجرمون في أوروبا طرقهم للاستفادة من أزمة كورونا بدءا من المتاجرة بالأقنعة الجراحية والأدوية المزيفة وصولا إلى القيام بعمليات احتيال عبر الإنترنت.

ويقول مسؤولون في الشرطة إنه بسبب انعزال المليارات من الأشخاص في منازلهم وإغلاق حدود بلدانهم، صار المجرمون يجدون صعوبة في كسب المال من النشاطات “التقليدية” مثل السرقة وتهريب المخدرات.

وحذرت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) من أن هؤلاء المجرمين يستغلون مخاوف الناس من كورونا ليبيعوا لهم منتجات دون المستوى المطلوب أو ليحتالوا عليهم ويستولوا على أموالهم عبر الإنترنت.

وقالت مديرة “يوروبول” كاثرين دي بول، “المجرمون مهتمون بشيء واحد: كيف يمكنني كسب المزيد من المال؟”، مضيفة “لهذا السبب يستغلون انتشار الوباء لتغيير طرق عملهم”.

وأفادت المنظمة الأوروبية في تقرير، الجمعة، بأن الشرطة في مختلف أنحاء العالم ضبطت 34 ألف قناع جراحي مزيف في عملية كبيرة استهدفت ما يسمى “مجرمي كورونا” في وقت سابق من هذا الشهر.

وأضاف التقرير “كان المحتالون سريعين للغاية في تكييف مخططات الاحتيال المعروفة للاستفادة من المخاوف التي تراود الضحايا خلال تفشي الأزمة”.

وفي العديد من البلدان الأوروبية أبلغت الشرطة عن انخفاض شديد في السلوك الإجرامي الشائع.

وقالت الشرطة الإسبانية إنه كان هناك انخفاض بنسبة 50 في المئة تقريبا في الجرائم الجنائية مقارنة بالعام السابق، منذ أن صارت البلاد في حالة إغلاق شبه تام في 14 مارس الحالي.

وأشار لورينتينو سينا، نائب مدير قوة الشرطة الإسبانية المدنية في غوارديا، إلى أنه “لا شك في أن الحجر المنزلي يجعل تنفيذ الجريمة أكثر صعوبة”.

كما أعلنت السويد، حيث طلب من الناس العمل من المنزل، أنها شهدت تراجعا في عمليات السطو.

وانخفضت مبيعات المخدرات في الشوارع بشكل كبير في العديد من البلدان منذ تفشي الوباء، إذ أغلقت السلطات الحدود وقيدت حركة السكان.

لكن من ناحية ثانية، ارتفعت نسبة أشكال أخرى من الجرائم التي يحاول مُرتكبوها تحقيق الربح مستغلين تفشي كورونا.

وقال وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر هذا الأسبوع “نحن نشهد انخفاضا في عمليات السطو والسرقة، لكن في الوقت نفسه هناك ازدياد في نسبة الجرائم الإلكترونية”.

وأكدت وكالات شرطة وقوات أمنية عدة أن عمليات الاحتيال عبر الإنترنت تزداد على نطاق واسع في مختلف أنحاء أوروبا.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من زيادة حادة في عمليات الاحتيال باستخدام اسمها عبر البريد الإلكتروني لمحاولة سرقة المال والمعلومات الحساسة من المستخدمين.

أما وكالة مكافحة الجريمة الوطنية البريطانية فقالت إن المجرمين “يستهدفون الأشخاص الذين يسعون لشراء الإمدادات الطبية عبر الإنترنت، ويرسلون رسائل عبر البريد الإلكتروني تقدم دعما طبيا مزيفا وتحتال على الأضعف أو الأكثر شعورا بالعزلة داخل المنزل”.

وفي ألمانيا أيضا قالت الشرطة “يستغل مجرمو الإنترنت مخاوف الناس بشأن كوفيد – 19 لإرسال رسائل إلكترونية فيها محتوى خبيث أو يستخدمون هذا الخوف بنية احتيالية”.

وكانت المخاوف تتصاعد في إيطاليا، البلد الأكثر تضررا من الفايروس، من أن تتوجّه الشركات الصغيرة التي تعاني ماديا بسبب الأزمة، إلى المافيا لإنقاذها.

وتعهدت الحكومة في الدنمارك بفرض عقوبات قاسية على الأشخاص الذين يسرقون معقمات الأيدي واللصوص الذين يتظاهرون بأنهم عاملو صحة.

وحذّرت الشرطة الناس أيضا من اللصوص الذين يضعون أقنعة واقية ويزعمون أنهم يقومون بإجراء فحص لفايروس كورونا من أجل سرقة المنازل خصوصا تلك التي يعيش فيها مسنون.

كما حذّر مسؤولون من وجود تهديد متزايد من المتربصين الجنسيين الذين يستهدفون الصغار الذين يمضون المزيد من الوقت أمام الشاشات في المنزل.

ومع وجود الأسر محجوزة في المنازل، تلوح في الأفق مخاوف من تصاعد العنف المنزلي.

وشهدت بعض مراكز الشرطة الفرنسية زيادة بأكثر من 30 في المئة في هذه التقارير منذ بدأ إغلاق البلاد في 17 مارس الحالي، وفقا لوزير الداخلية كريستوف كاستانير.

كما أن تفشي كورونا يقف وراء ارتفاع السلوك اللااجتماعي.

وحذر مجلس قادة الشرطة الوطنية البريطانية من أن الوباء “يمكن أن يخرج أسوأ ما في الإنسانية”، في إشارة إلى سرقة قوارير الأكسجين من مستشفى في مدينة مانشستر.

وألقت الشرطة في بريطانيا والنمسا القبض على أشخاص سعلوا أو بصقوا على آخرين زاعمين أنهم مصابون بالفايروس.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: