ضربة لسوق المعقمات غير القانونية في المغرب: ​​تفكيك ورشة لصنع الهلام والمطهر

في الأزمات، يظهر معدن الناس، نبلها وخبثها، فبينما تواجه الأطر الطبية الجائحة العالمية بتفانٍ غير متناه وبصدور عارية، وجدت فئة أخرى ضالتها في استغلال تهافت الناس على المعقمات والمطهرات، للوقاية من هذا الوباء الذي اجتاح الدنيا وأرعب الناس.

وقُبض على أربعة أشخاص في مدينة فاس بالمغرب، لتورطهم في تصنيع مواد تطهير من الفيروسات التاجية المزعومة، بورشة سرية.

ومن بين ما قاموا به صنع مطهرات وهلام كحولي مائي، وقاموا بتوزيعه لاحقًا في جميع أنحاء المدينة.

ونفذ ضباط الشرطة من المنطقة الأمنية الثانية بفاس العملية يوم أمس الجمعة، وكان المعتقلون ثلاثة أشقاء، وشريكهم، تتراوح أعمارهم بين 20 و50 سنة، وجميعهم متهمون “بجرائم ضد الصحة العامة”.

وذكرت المديرية العامة للأمن الوطني في بيان لها، وصل “القدس العربي” نسخة منه، أن المشتبه بهم كانوا “يستخدمون مرآب مبنى سكني في منطقة السعادة بفاس، كورشة سرية لتجهيز وإعداد مواد معالجة للتطهير والتعقيم، باستخدام مزيج من مواد التنظيف ومحلول الكحول الطبي، وكذلك المواد الكيميائية الأخرى”.

وحسب البيان، فالمواد الكيميائية المستخدمة لا تزال قيد التحقيق، لذلك لا تزال التحقيقات مستمرة، و”بمجرد توضيح المواد المستخدمة، يمكن تحديد طبيعتها وشدة الشحنات”.

ولفتت المديرية العامة للأمن الوطني إلى أن عمليات التفتيش التي أجريت في هذه الورشة كشفت عن “احتياطي القنينات التي تحتوي على عشرات اللترات من المنتجات الكيماوية المستخدمة في هذا النشاط الإجرامي، وأخرى تعمل على خلط وإعداد هذه الحلول”، بالإضافة إلى “حجز كميات كبيرة من القناني وملصقات العلامات المستخدمة، لتحضير هذه المنتجات وتوجيهها للبيع للعموم بحجة أنها مواد طبية وشبه طبية معتمدة”.

وخلص التحقيق إلى أن المشتبه بهم يجب أن يكونوا “رهن الاحتجاز الوقائي”، انتظارًا لدراسة أجرتها الشرطة القضائية تحت إشراف المدعي العام المختص، من أجل تحديد “المشتبه بهم المتبقين الذين يمكنهم التورط في هذا النشاط الإجرامي”، الذي يمثل تهديدًا مباشرًا لسلامة المستهلكين في ضوء حالة الطوارئ الصحية المعلنة في المغرب.

فاس-مكناس، مع 63 حالة، هي واحدة من المحافظات التي لديها أكبر عدد من الإصابات بالفيروس التاجي “كوفيد-19” في المغرب، وهي دولة لديها بالفعل 345 حالة إيجابية من الـ”كورونا”، كما وصل عدد الوفيات من هذا الوباء إلى 23 شخصا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: