أعضاء في الكونغرس الأمريكي متهمين بالخيانة بعد بيعهم أسهما بالملايين قبل تفشي كورونا

في سابقة خطيرة في تاريخ أمريكا توجه إتهامات بالخيانة لأربع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بعد قيامهم بالتخلص من أسهم يملكونها قبل فترة وجيزة من انهيار البورصة جراء المخاوف من تداعيات انتشار فيروس كورونا.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن أعضاء في الكونغرس، جيمس إنهوف ، ريتشارد بور ،كيلي لوفلر و ديان فينستن  باعوا أسهم بالملايين قبل انهيار البورصة، في إشارة إلى أنهم استفادوا من بيانات متاحة لهم بحكم مناصبهم في الكونغرس، بعد أيام فقط من حضور اجتماع سري لمجلس الشيوخ حول الأزمة الصحية 

و قد قام رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ ريتشارد بور في 13 فبراير الماضي ببيع الأسهم التي يملكها هو وزوجته بقيمة تتراوح ما بين 688 ألف دولار و1.72 مليون دولار، وتم تنفيذ عمليات البيع من خلال 33 صفقة منفصلة.

و بذلك  يكون هؤلاء الأعضاء قد انتهكوا قانون الأسهم ، وهو قانون يحظر على الأعضاء المنتخبين في الكونجرس تنفيذ المعاملات المالية بناءًا على معلومات غير عامة. حتى تاكر كارلسون ، أحد النجوم في برنامج فوكس نيوز المحافظ ، وجد أن السلوك لايوصف. وقال  في برنامجهليس هناك جريمة أخلاقية أكبر من خيانة بلدك في أوقات الأزمات ، وهذا ما يبدو أنه حدث“.

وأضاف كارلسون عن ريتشارد بور: “ربما يكون هناك تفسير مقبول لما فعله“. إذا كان موجودًا ، فعليه إخبارنا على الفورإذا لم يكن كذلك، يجب عليه الاستقالة من مجلس الشيوخ ومحاكمته بتهمة التعامل من الداخل “.

وبعد أسبوع من عملية البيع شهدت سوق الأسهم الأمريكية انخفاضا حادا، حيث خسرت حوالي 30% من قيمتها، وكدليل على علمه المسبق باحتمال هبوط البورصة نشرت إذاعة NPR Public تسجيلا صوتيا سريا لحديث دار بين بور مع مجموعة صغيرة من الناخبين في 27 فبراير الماضي، حينها اعتبر أن “فيروس كورونا يعد الشيء الأكثر عدوانية في التاريخ الحديث”، وشبه السيناتور الفيروس بالوباء الذي شهده العالم في 1918، والذي قتل عشرات الملايين من الناس حول العالم.

إلا أن بور دحض الاتهامات المنسوبة إليه، وقال في صفحته على “تويتر” إن الإذاعة “شوهت بطريقة غير مسؤولة” معنى كلماته.

التداول في البورصة الأمريكية ومؤشر “داو جونز” يفقد ألفي نقطة بعد صدمة النفط

عضو آخر في مجلس الشيوخ قام ببيع مجموعة كبيرة من الأسهم عشية انهيار الأسواق، وهي الرئيسة التنفيذية لمنصة بيتكوين “باكت” كيلي لوفلر، والتي دخلت مجلس الشيوخ في وقت سابق من هذا العام.

وفي نهاية يناير الماضي، باعت لوفلر أوراق مالية بقيمة تتراوح ما بين 1.27 مليون دولار و3.1 مليون دولار، ووفقا لما نشرته The Daily Beast فإن المبيعات نفذت بأمر من زوجها جيفري سبريشر، الذي يدير بورصة “إنتركونتيننتال”، وفي وقت لاحق تم تقديم الأسهم على أنها ملكية مشتركة.

ونفذت لوفلر أول عملية بيع للأسهم تصل قيمتها إلى 100 ألف دولار في 24 يناير الماضي، وهو نفس اليوم الذي عقد فيه اجتماع مغلق للجنة الصحة بمجلس الشيوخ بشأن الفيروس التاجي.

ويحظر القانون الأمريكي على أعضاء الكونغرس تداول الأسهم والأوراق المالية بناء على معلومات غير معلنة، وردا على هذه الاتهامات قالت لوفلر إنها “لم تكن الشخص الذي اتخذ قرارات استثمارية داخل محفظتها”.

ولم يكون بورولوفلر السيناتوران الوحيدان اللذان قاما بالتخلص من الأسهم، إذ أفادت “شبكة سي بي إس نيوز” بأن السيناتور الديمقراطي ديان فاينشتاين، باعت أسهما تتراوح قمتها ما بين 1.5 مليون و6 ملايين دولار في الفترة من نهاية يناير وحتى منتصف فبراير من 2020، كما أن السيناتور الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما، جيمس إنهوف، باع أسهما في 27 يناير الماضي تصل قيمتها إلى 400 ألف دولار.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: