حان الوقت لمعرفة ما علاقة الولايات المتحدة بكوفيد19 الذي أزهق أرواح الآلاف من سكان العالم ؟
باريس / نجاة بلهادي بوعبدلاوي
يسمٌي بعض الساسيين الأمريكيين فيروس كورونا ب “الفيروس الصيني”، مما أثار حفيظة المجتمع الدولي، حيث انتقدت بعض الوسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية هذه التصريحات التي وصفتها بـ”العنصرية” و”كراهية الأجانب” و”البحث عن كبش فداء” … إلخ.
وفي هذا السياق قال مدير معهد ماريو نيجري الصيدلاني الإيطالي “جيوسيبي ريموزي” مؤخرا، إن كشف مصدر الفيروس هو مسألة علمية تحتاج إلى أدلة، لأن حالات حاملي الإصابة تشبه بدرجة كبيرة الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد، الذي ظهرت في إيطاليا، في نوفمبر وديسمبر من العام الماضي.
لذا، استنتج ريموزي أن هذا الفيروس ربما يكون قد انتشر في إقليم لومباردي شمال إيطاليا، على الأقل قبل تفشيه في الصين، وهذا يؤكد مرة أخرى رأي خبير أمراض الجهاز التنفسي الصيني المشهور “تشونغ نان شان” القائل بأن الفيروس لم ينشأ بالضرورة في الصين.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، يوم الجمعة الماضي، إن حوالي 80% من حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كوفيد-19 التي تم تشخيصها في أستراليا وافدة من الخارج أو كانت على اتصال مباشر مع أشخاص عادوا من الخارج، ومعظم هذه الحالات جاءت من الولايات المتحدة.
وتماشيا مع زيادة الشكوك والاتهامات الموجهة إلى الولايات المتحدة، فلا مفر أمامها من الإجابة عن ثلاثة أسئلة حول الوباء أمام العالم كله:
أولا، وفقا لأحدث التقديرات الصادرة عن المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض ومنعها، أصيب أكثر من 30 مليون مواطن أمريكي في موسم الإنفلونزا، الذي بدأ في الولايات المتحدة، منذ شتنبر العام الماضي، ما أودى بحياة أكثر من 20 ألف شخص.
ونحن بدورنا نتساءل: كم عدد الذين ماتوا بفيروس كورونا الجديد بين حالات الوفاة التي تجاوزت العشرين ألفا؟، وهل استغلت الولايات المتحدة الإنفلونزا للتستر على الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد؟
السؤال الثاني، الذي تحتاج الولايات المتحدة للإجابة عليه هو: لماذا أغلقت فجأة قاعدة Ft. Detrick للأسلحة الكيميائية الحيوية في ولاية ماريلاند في يوليو 2019م؟
وبعد إغلاق القاعدة، التي تعد أكبر مركز بحث وتطوير للأسلحة الكيميائية الحيوية في الجيش الأمريكي، توالت أحداث ووقائع تثير الشكوك، فقد ظهرت سلسلة من حالات الالتهاب الرئوي أو حالات يشتبه بإصابتها في الولايات المتحدة الأمريكية.
في الوقت نفسه، تفشت إنفلونزا H1N1 في الولايات المتحدة، وفي أكتوبر عام 2019، نظمت العديد من المؤسسات الأمريكية مناورة خاصة بوباء عالمي اسمها “Event 201”.
وفي دجنبر عام 2019م، ظهر أول مصاب بفيروس كورونا الجديد في ووهان، وفي فبراير 2020، اندلع وباء كوفيد-19 على النطاق العالمي.
السؤال الثالث هو: لماذا قللت الحكومة الأمريكية من شأن تفشي الوباء في البلاد، في منتصف فبراير، بينما استغل رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ وعدد من الأعضاء المعلومات الحقيقية التي اطلعوا عليها وباعوا أسهما يمتلكونها بملايين الدولارات؟
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، في يوم 20 مارس، أطلق مسؤولو المخابرات الأمريكية تحذيرات، في يناير الماضي، تشير إلى أن فيروس كورونا الجديد قد يسبب أزمة عالمية، ما يؤكد الحاجة إلى تحرك حكومي، ومع ذلك، لم تعلن الحكومة الأمريكية عن “حالة طوارئ وطنية” إلى غاية يوم 13 مارس.