الناشط المغربي نبيل أحمجيق المعتقل على خلفية حراك الريف يتبرع من المصروف الذي تخصصه له عائلته شهريا لمكافحة «كورونا»

قرر الناشط المغربي نبيل أحمجيق، المعتقل على خلفية حراك الريف، ويقضي عقوبة بالسجن 20 سنة نافذاً، التبرع بمبلغ 1000 درهم (110 دولارات) من المصروف الذي تخصصه له عائلته شهرياً، للصندوق المحدث لمكافحة جائحة «كورونا».
وقال نبيل أحمجيق في مكالمة جمعته مع عائلته: «أنا نبيل أحمحيق المعتقل السياسي على خلفية الحراك الشعبي بالريف، والذي كانت من جملة مطالبه الاجتماعية توفير مستشفى للجميع ، أضع مبلغ 1000 درهم رغم قلته، وهو المبلغ الذي تخصصه لي عائلتي شهرياً وتضعه رهن إشارتي داخل السجن ،كمساهمة مني في هذا الظرف الاستثنائي العصيب مع بلدي في الصندوق الخاص لمحاربة وباء كورونا».
وأضاف: «يمكن أن نختلف حد الاصطدام والتقاطع في تدبير السياسات العامة ، ولكن لا يمكننا في هذه الظروف الخاصة إلا أن نتضامن ونتعاون دفاعاً عن صحتنا العامة وعن مصلحة وطننا».
ولقي تصرف نبيل أحمجيق تفاعلاً واستحساناً كبيرين من قبل المغاربة الذين جددوا مطالبهم بالإفراج عن أحمجيق ورفاقه من نشطاء حراك الريف المعتقلين بالإضافة إلى نشطاء الحراكات الاجتماعية الأخرى ومعتقلي الرأي.
وتم تداول مكثف لـ»نداء/ عريضة .. من أجل الإفراج عن أحمجيق ورفاقه وكل المعتقلين السياسيين» جاء فيها «ببالغ التأثر قرأت خبر الإشارة الوطنية للمعتقل السياسي نبيل أحمجيق المسجون على خلفية حراك الريف ، والذي تنازل – لفائدة صندوق مقاومة كورونا – عن مخصصاته الشهرية من عائلته البسيطة والتي لا تزيد عن 1000 درهم لمواجهة متطلباته كسجين بمعتقل عكاشة بالدار البيضاء» وتطالب «كل المسؤولين القيمين على ملف أحمجيق و رفاقه، بالرد على هذه التحية الوطنية العالية، بأحسن منها والعمل على وضع حد لهذه المعاناة المرتبطة بسياق متجاوز اليوم، أو ينبغي تجاوزه على كل حال» و»انضمام كل شريفات وشرفاء الوطن لهذا النداء بالتوقيع عليه وتقاسمه على نطاق واسع»، وأضاف النداء العريضة «عسى أن نكون في مستوى اغتنام بعض المآسي ونخرج من طي نقمتها نعمة ما.. فلنستخرج من جائحة كورونا بعضاً من التضامن الوطني، لا سيما وأن أحمجيق كان المبادر بهذه الالتفاتة المكثفة بالرمزية».
وقال أحمد الزفزافي، والد زعيم حراك الرؤف ناصر الزفزافي، في بث مباشر له، مساء أول أمس الخميس، بعد عودته من زيارة ابنه المعتقل في سجن فاس: «حنا خايفين على أولادنا، وأضم صوتي للشخصيات التي طالبت بإطلاق سراح المعتقلين»، واصفاً هذه المرحلة بالعصيبة، خصوصاً أن المعتقلين، حسب قوله، «حالتهم ليست في مأمن» ودعا جميع المسؤولين بالمغرب المتداخلين في ملف «حراك الريف»، من أجل العمل على إطلاق سراح جيمع المعتقلين، تزامناً مع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) عبر العالم.
وقال الزفزافي الأب: «لا ثقة لنا في المؤسسات السجنية في الحفاظ على سلامة صحة أبنائنا»، مردفاً: «في ظل هذه الظروف الاستثنائية، أطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين سواء كانوا من المعتقلين على خلفية الحراك الشعبي بالريف، أو معتقلين آخرين في مختلف مناطق الوطن، لأنهم أبرياء وسجنوا ظلماً وعدواناً ولأنهم تعرضوا للتعذيب».
وأضاف: «أقول للمتحكمين في زمام الأمور في هذا الوطن، أطلقوا سراح أبنائنا، لأن الظرفية التي تمر منها بلادنا خطير؛ وخطير جداً… نحن خائفون جداً على أبنائنا، وألوم جداً أمناء بعض الأحزاب السياسية، لا أتحدث عن الذين وصفونا بالانفصاليين، بل على الأمناء الذين تحدثوا على كورونا، ولم يتحدثوا يوماً على المعتقلين على خلفية الحراك الشعبي بالريف، ولم يتخذوا أية مبادرة في هذا الإطار». وطالب «كبار الشخصيات في هذه الدولة، وأعمدة السياسة سابقاً، بالالتحام من أجل إطلاق المعتقلين في ظل هذه الظروف العصيبة، لأن حياة المعتقلين ليست في مأمن»، وهو النداء ذاته الذي أطلقته أم المعتقل ناصر الزفزافي، حيث دعت بدورها إلى الإسراع بإطلاق جميع المعتقلين خلال هذه «الظرفية الخطيرة»، التي يشهد فيها العالم تفشي فيروس كورونا.
وقالت أم الزفزافي؛ في البث المباشر ذاته: «نحن نقوم بتنظيف جميع مأكولاتنا داخل المنزل، لكن المعتقلين داخل السجون غير قادرين على ذلك، وغير قادرين على حماية أنفسهم من خطر هذا الفيروس، نظراً للاكتظاظ وغياب وسائل النظافة، لذلك نطالب بإطلاقهم جميعاً في أقرب وقت، حتى لا نسمع أخباراً حول موت أحدهم»، وفق تعبير المتحدثة.
وتحدثت أم الزفزافي بحرقة عن غياب ابنها وباقي المعتقلين، وبعدهم عن عائلاتهم في هذه الظروف الصعبة، وقالت: «حنا خايفين على أولادنا في السجون، نحن في بيوتنا نطهر كل شيء، ولكن السجين لا يمكنه القيام بكل هذه التدابير، أولادنا في خطر».
وبالتزامن مع تسجيل حالات جديدة للمصابين بفيروس كورونا، والدعوات إلى تعزيز الإجراءات الوقائية لوقف العدوى، طالبت المنظمات الحقوقية بإحداث انفراج سياسي واجتماعي في البلاد لتكثيف مواجهة فيروس كورونا بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف المضربين على الطعام، وبقية معتقلي الحراك والحراكات الاجتماعية الاخرى ومعتقلي الرأي.
وأطلق المرصد المغربي للسجون نداء للمطالبة بإطلاق سراح سجناء الرأي، والتظاهر السلمي، وتقليص عدد السجناء الاحتياطيين للتخفيف من الاكتظاظ داخل السجون، كإجراء وقائي واحترازي، بسبب فيروس كورونا.
وأعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون عن حزمة من الإجراءات الجديدة تماشياً مع الإجراءات المتخذة من طرف المصالح المختصة من أجل محاربة انتشار فيروس كورونا وقررت التقليص من عدد الزوار، والاكتفاء بزائر واحد فقط، مع استفادة كل نزيل من الزيارة مرة واحدة كل 15 يوماً، وتمكين النزلاء من الاتصال بذويهم، في نهاية الأسبوع، من أجل إبلاغهم بهذه الإجراءات الاحترازية، وعدم السماح بالزيارة للزوار الأجانب، الذين تقل مدة إقامتهم بالمغرب عن 15 يوماً.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: