نور الدين طويل المفتي الماجن الذي استغل كورونا لإباحة الصلاة وراء التلفاز

بات نورالدين طويل  يشعر بالضجر والملل من التحدث بأي موضوع و يفتي بدون علم في أمور الدين الذي يعتبر نفسه يفقه بكل شيء وبأي موضوع مهما كان، وهو الأمر الذي جعلنا  نرى في زماننا من تصدَّروا للفتوى من الجهلاء، والسُّفهاء ممَّن يُفَرِّطون في أمور دينهم، ويرضون بالدَّنِيَّة في الأمر، أو يُشَدِّدون فيه، فيبيحون الصلاة وراء التلفاز كما كان الحال اليوم من نور الدين طويل ،وأنا هنا أريد توضيح أنِّني أؤكد ان سائر العلماء إجتمعوا في رأي واحد في المسألة، ولم يوصف القول بكونه شاذًّا، حتَّى لا تظنُّوا أنِّني ربَّما أتَّهم أحدًا بالتَّفريط، أو الإفراط ظلمًا وبهتانًا، أو لكوني غير مُقِرٍّ بالظروف، أو غير ذلك من الأسباب.

فالكل يعلم ان  الإفـتاء بغير علم حرام ، والمتجرِّئ والمتهاون في ذلك يدخلُ في التهديد والوعيد المذكورَيْنِ في الكتاب والسُّنة، والأدلة على حرمة الإفتاء بغير علم كثيرة، منهاقوله تعالى: {وَلَاتَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل: 116]. فهذه الآية الكريمة تشمل بمعناها من زاغ في فتواه، فقالفي الحرام: هذاحلال، أو قال في الحلال: هذا حرام، أو نحو ذلك.

ولأن المفتي بغير علم لا يعرف الصواب وضدَّه فهو كالأعمى الذي لا يبصر الطريق الصحيح، فكيف يستطيع أن ينفع غيره بشيء يجهله هو نفسه؟!! والمفتي بغير علم يستحقُّ الحجر عليه بـمنعه من الإفتاء. قال ابن الجوزي: “يلزم ولي الأمر منعهم كما فعل بنو أمية”. وقد أطلق بعض الفقهاء على المفتي الجاهل اسمَ: المفتي الماجن؛ لتجرُّئه على الإفتاء مع جهله، وبهذا نعلم الإثم العظيم الذي يقعُ فيه كثيرٌ ممن يتصدَّوْن للإفتاء اليوم وهم غير مؤهلين لهذا المنصب الجليل.

فما يفعله هؤلاء الناس من الصلاة خلف التلفاز  عمل غير صحيح، وقد بين أهل العلم أن الاقتداء بالتلفاز لا يصح لا في الجمعة ولا في الجماعة، وذلك لعدم اتصال الصفوف، وللعلامة العثيمين رحمه الله في الشرح الممتع كلام نفيس حول هذه المسألة.

 فقد قال رحمه اللهوعلى القول الثاني: لا تَصِحُّ الصَّلاةُ؛ لأنَّ الصفوفَ غيرُ متَّصلةٍ. وهذا القولُ هو الصَّحيحُ

فكل قول آخر  لا شَكَّ أنَّه قولٌ باطلٌ؛ لأنه يؤدِّي إلى إبطالِ صلاةِ الجماعةِ أو الجُمعة، وليس فيه اتِّصالَ الصُّفوفِ، وهو بعيدٌ مِن مقصودِالشَّارعِ بصلاةِ الجمعةِ والجماعةِ. والذي يصلِّي خلفَ «المِذياع» يصلِّي خلفَ إمامٍ ليس بين يديه بل بينهما مسافات كبيرة، وهو فتح باب للشر؛ لأنَّ المتهاون في صلاةِ الجُمُعة يستطيع أن يقولَ: ما دامتِ الصَّلاةُ تَصِحُّ خلفَ «المِذياع» و«التلفاز»، فأنا أريدُ أن أصلِّيَ في بيتي،ومعيَ ابني أو أخي، أو ما أشبه ذلك.

فالرَّاجح: أنه لا يَصِحُّ اقتداءُ المأمومِ خارجَ المسجد إلا إذا اتَّصلتِ الصُّفوفانتهى باختصار يسير.

و  قال الشيخ الطاهر  التوجكاني رئيس المجلس العلمي للمغاربة القاطنين بأوروبا حفظه الله: في اتصال هاتفي  لأخبارنا الجالية “أما من ناحية الذين يصلون خلف المذياع ويقتدون بصوت إمام يسمعونه من المذياع فهذه الصلاة باطلة، وهذا الاقتداء لا يصح لما بينهم وبين الإمام من مسافات بعيدة . وعليهم أن يعيدوا الصلاة  ثم الواجب عليهم أن يقضوها ظهرا لأن الجمعة إذا فات وقتها فإنها تقضى ظهرا”.

كما صرح لأخبارنا الجالية الشيخ محمد التوجكاني حفظه الله أن ” صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الدين لها أحكامها لها شروطها و لها ملتزماتها و لذلك لا تكون صلاة الجمعة الا بجماعة و بإيمان و بخطتين ، زاد بعض العلماء ان تكون في مسجد جامع و لابد من حضور عدد من المصلين و العدد من خلال الفقه الإسلامي يشترطون 12 رجلًا و منهم من يشترط 40 رجلًا ، اذا لا تكون جمعة جمعة الا بهذه الأحكام .و توجيه خطبة و صلاة الجمعة من خلال التلفاز هذا لا يعتبر خطبة و لا صلاة الجمعة قد يعتبر درسا او موعظة و لم يعهد في عهد الأمة الإسلامية ان كان ذلك ، و الذين يتطفلون على ميدان العلم ، هؤلاء ظالون و مطبلون و خارجون عن الهدي السليم فلا يمكن أبدا إصدار فتوى في النوازل الا بشروط تتوفر في المجتهد و العلماء أسسوا مجامع و هيآت للإفتاء ، كالمجلس العلمي للمغاربة القاطنين بأوروبا  و له هيئة خاصة للإفتاء، و هؤلاء من يخرجون عن هذه القواعد يعتبرون متطفلين على ميدان العلم.

وحالة نورالدين طويل  ليست حالة استثنائية بل منتشرة بين الجالية و يظن أنه موسوعة من المعلومات وخبرات الحياة لما يصدره من فتاوى في أي موضوع كان، بالرغم من أن أغلب معلوماته خاطئة ولا أساس لها من الصحة، الا أنه لا يتحكم بنفسه عند فتح أي موضوع فلا بد أن بشارك فيه ويفرض رأيه على الموجودين بغض النظر عن مدى معرفته فيه. وهو الأمر الذي يجعل أغلب الموجودين تجنب مجادلته كونه لا يسمع سوى صوته ولديه قناعة تامة بأنه على صواب.
ولعل هذه الشخصية موجودة وبكثرة في مجتمعنا، فهناك كثير من الشخصيات تشارك بأي موضوع يطرح سواء كان على علم فيه أو لا فقط من باب المشاركة وابداء الرأي بغض النظر عن مدى اتزان هذا الكلام وصحته.
وهو الأمر الذي يعتبره اختصاصيو علم النفس اسقاطات نفسية نظراً لظروف تعرضت لها هذه الشخصية منذ الصغر، وتعقيباً على ذلك يرى الاختصاصي النفسي والتربوي  أن هؤلاء الأشخاص نشأوا في بيئة مضهدة وعلى الهامش ولم يكن لهم أي دور في البيئة الأسرية لذلك يحاولون بشكل دائم جلب الانتباه بالظهور بهذا المظهر.
ويشير إلى أن هؤلاء الأشخاص يعانون من فراغ ونقص وهم بطبيعتهم أحاديين كونهم شخصيات مضطربة غير متوازنة بحاجة إلى ضبط ذاتي، الا أنهم دائماً يستثيرون المشاكل بين المجموعات، مبيناً أنهم شخصيات متسلطة ودكتوتارية برأيه ويعانون من اسقاطات نفسية ومشاكل في الشخصية.
ويشير الى أن افضل حل للتعامل معهم هو تجاهلهم كونهم شخصية مستفزة ترغب بالمجادلة دون هدف، ويميلون للانفعال والعنف أغلب الأوقات، إلى جانب أنهم يشكلون معيقا في أي مكان وضعوا فيه، مبينا أنه لا بد من تجاهلهم وابعادهم عن أي عمل كونهم سيكونون دائما سلبيين ومعيقين.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: