دور الشعوب في مكافحة الأوبئة .
تعرف البشرية اليوم حربا غير مسبوقة في مواجهة فيروس كورونا الذي لازال يحصد من الأرواح المآت كل يوم ، كوفيد 19 الذي يصارع الدول العظمى و دول العالم الثالث ، لم يعر الاهتمام للبشرية و لا لتقدمها .
أجبر كل الدول لاتخاذ تدابير وقائية و احترازية للحد منه و بدون جدوى ، أغلقت المطارات و ألغيت الرحلات ، و تحرروا التلاميذ و كشفت عدة دول على حقيقتها و بين عن انعدام بنيتها التحتية و مدى قدرتها على الحفاظ على سلامة مواطنيها.
فالفيروس كورونا بين لنا مدى غباء بعض الشعوب و مدى حضارة شعوب أخرى، كيف تفاعلت مع القوانين و التعليمات الموجهة لها لتفادي الإصابة و العدوى .فالمغرب و رغم تصريحات مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض، بوزارة الصحة، محمد اليوبي،الذي أوضح أن المنظومة الصحية في المغرب قد “فعَّلت خطة لتفادي دخول المرض”، مردفا أنه حتى في حالة دخوله فإن تلك الخطة “ستمكن من احتوائه بسرعة كبيرة وتفادي انتشاره”. لكن خطة المسؤولين و تفادي انتشاره ليس الا كلام معسول للرفع من معنويات الحكومة المغربية
لا يحق لنا الا ان نشكر الله على محنتنا هاته التي جعلت الأمور تتضح على ان حكومتنا عاجزة و ليست قادرة على الحفاظ على ارواح المغاربة ، في كل ارجاء البلاد ، فالمستشفيات المغربية لا تتوفر على معدات للتنفس الاصطناعي لكل المصابين و و لا الأسرة بالمستشفيات لمواجهة هذا الوباء ، ناهيك عن نقص في الكمامات و المعقمات لتفادي العدوى .
هذا العجز جعل الحكومة المغربية تتخذ إجراءات احترازية لم تتخذها دول كبلجيكا و فرنسا و ألمانيا في اعادة مواطنيها العالقين في دول أخرى ، بل جعلتهم يواجهون مصيرهم المجهول بإرجاعهم لإيطاليا من الجزيرة الخضراء او كتركهم في شوارع باريس يتوسلون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ان ترسل لهم طائرة تضمن لهم العودة بين أحضان عائلاتهم .
فما نراه الان الا القليل من خلال أعداد المصابين بفيروس كورونا ، و سيصبح إلزامًا على الحكومة اخلاء كل الشوارع و الأزقة لتعقيم كل البلاد و متابعة حالة الإصابات للتغلب نهائيا على الفيروس ، و لن يتحقق هذا الا بوعي المواطن المغربي و ادراكه لمدى خطورة الوباء و مدى عدم جاهزيتنا لمواجهته و مثوله للتعليمات و القرارات المتخدة من طرف المختصين في هذا المجال .