واتساب مصنع إشاعات عن الفايروس؟
ارتبط تفشي فايروس كورونا عالميا بتفشي الإشاعات على تطبيق واتساب خاصة. وبات مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي يحذرون من فايروس الإشاعات الذي يعتبرونه أخطر من فايروس كورونا.
وصف مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية تطبيق #واتساب بـ“مصنع الإشاعات” ووصل الأمر إلى حد مطالبة حكومات بلدانهم بحجب التطبيق، مؤكدين أنه “أخطر من فايروس كورونا” بسبب الإشاعات التي يتناقلها لبعض ويصدقها كثيرون.
وبات نشر الإشاعات يعتمد مقاطع صوتية في المدة الأخيرة فبأصوات مؤثرة تختار كلمات “مقصودة” لتمثل صورة جديدة من أشكال الإشاعة، والتي لها وقع كبير على متلقي تلك الرسائل، وخاصة في ظل الظروف الحالية، التي تعدّ بيئة خصبة لانتشار الإشاعات.
ومن الإشاعات المنتشرة التشكيك في عدد الإصابات في الدول العربية وتأكيد ناشري الإشاعات أنها تعدّ بؤرا لتفشي الفايروس لكنها لا تعلن ذلك. ولاقت إشاعة مفادها أن “الفايروس سلاح بيولوجي شعبية واسعة أيضا.
وانتشرت على نطاق واسع نظريات المؤامرة التي تلقى رواجا كبيرا لدى مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي إذ توصف الشعوب العربية بـ”البارعة” في تبنّي هذا النمط من التفكير بين الأفراد والجماعات، بسبب أزمات الثقة بين الأفراد والمؤسسات. والإشاعات تنمو في الوسط الذي لا تتوفر فيه المعلومة من الجهات الرسمية. وزعمت بعض نظريات المؤامرة التي تتعارض مع المنطق أن الفايروس سلاح تستخدمه بعض الحكومات العربية لتقليل حجم السكان. وقالت أيضا إن الفايروس سيقتل الملايين في الدول العربية.
ولم تتوقف ماكينة الإشاعات عن الدوران، وبثّت العشرات منها، على صفحات فيسبوك وتويتر. وعمدت وسائل الإعلام إلى “إشعال فتيل الأزمة” عبر استضافة جيوش من الخبراء لتحليل بعض الإشاعات. وبحسب كتاب “سيكولوجية الإشاعة” (Psychology of Rumor) فإن انتشار الإشاعة يساوي أهمية الموضوع المتصل بالإشاعة مضروبا في مدى الغموض حوله، الأمر الذي يعني أن الإشاعة تكون أكثر انتشارا كلما كان الموضوع مهمّا.
وانتشر على تويتر هاشتاغ #إشاعات_واتساب طالب ضمنه مستخدموه بعدم تداول الإشاعات المنتشرة على تطبيق واتساب. وطالب مغرد:
من يرسل الشائعات في الواتساب ويصدقها، دون تحري الدقة أو أخذ الأخبار من مصادرها مثله مثل الذين كانوا يصدقون المنشورات التي يُكتب فيها: أرسلها لـ10 أشخاص وستسمع خبرا جميلا بعد 24 ساعة! لا يوجد فرق.. كلهُ تغييب للعقل. #كورونا #إشاعات_واتساب.
أولاً لديّ توجيه للمرجفين ناشري رسائل التخويف من كورونا على واتساب بالتحديد! ألا تفكرون في نفسيات ومشاعر كبار السن وأصحاب الأمراض النفسية قبل النشر؟ خافوا ربكم يا عالم أربكتم المسلمين وألقيتم في قلوبهم الرعب! أغلب ما ينشر إشاعات وتهويل إن لم تكن افتراءات يكفي أنها بلا دليل!
من جانبه، حثّ تطبيق واتساب، مستخدميه بعدم مشاركة أو إعادة توجيه الرسائل الخادعة وغير المرغوب فيها، وضرورة مسحها فور تلقيها، وعدم إعادة توجيهها أو الرد عليها، حتى لا تكون حسابات مستخدميه عرضة لأي خطر، ولتجنّب تعريض جهات الاتصال الخاصة بك لضرر محتمل.
وحذر واتساب، مستخدميه من رسالة احتيال جديدة، بدأت في التداول بين الأشخاص على المنصة، تدعي الكشف عن علاج لفايروس كورونا.
وتضمّنت الرسالة التي انتشرت مؤخرا “مررها من فضلك، أنباء جيدة من ووهان، تم العثور أخيرا على علاج لفايروس كورونا الجديد، وهو عبارة عن قدح واحد من الثوم المغلي في الماء، وقد أثبت الأطباء الصينيون الكبار دقة العلاج وفاعليته على المرضى، وكل ما يحتاجه الشخص 8 فصوص من الثوم و7 أكواب من المياه واتركها تغلي بصورة جيدة، ثم اشرب الماء وتناول الثوم، لتشفى تماما في ليلة واحدة من فايروس كورونا. سعيد لمشاركة هذا”.
وقال تطبيق واتساب إن الرسالة الغامضة ليست إلا مجرد “سبام”، أو رسالة الغرض منها اختراق هاتفك أو حسابك. وفي الوقت الحالي “لا يوجد حتى الآن أي علاج محدد لفايروس كورونا”.
يشار إلى أن واتساب يعد من أكثر تطبيقات التراسل الفوري شعبية في العالم. وهذا يجعله هدفًا رئيسيًا للأخبار المزيفة. وتحاول خدمة واتساب، التي تضم أكثر من 1.5 مليار مستخدم، العثور على طرق لوقف إساءة استخدام التطبيق، في أعقاب المخاوف العالمية من فايروس كورونا.
من جانبها، اتخذت منظمة الصحة العالمية منذ البداية خطوات للحيلولة دون تفشى المعلومات الوبائية التي تؤججها البيانات المغلوطة بشأن فايروس كورونا.
وتحركت المنظمة لتبديد الشائعات التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وزعمت إشاعة أنه يمكن الإصابة بالفايروس جراء “سحابة معدية”، قائلة إن الوضع ليس على هذه الصورة. ومن بين الإجراءات التي اتخذتها المنظمة، العمل مع منصات الإنترنت الكبرى لضمان توصيل معلوماتها الصحيحة أولا على الشبكة عند البحث، والتي توخت فيها تحرّي الحقيقة العلمية، إلى جانب توصياتها ونصائحها للوقاية من الوباء.
ولم تعمل المنظمة على حجب المعلومات أو فرض الرقابة عليها، ولكنها اهتمت في المقام الأول بتوصيل المعلوم وغير المعلوم.
وأكدت المنظمة، في غضون أسبوعين من الإعلان عن الطوارئ الصحية عالميًا، ردا على إشاعة تقول إن الفايروس طور نفسه أنه لا يوجد دليل على أن الفايروس يتحور بشكل كبير.
ويقول أدريان بانغر، أستاذ بجامعة نيوشاتيل في سويسرا “كلما ظهر تهديدٌ مثل مرض معدٍ محتمل عالمياً في وسائل الإعلام، يحاول أفراد الجمهور فهم طبيعة التهديد”.
وقال كانيشك كاران، مساعد باحث بمختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع للمجلس الأطلسي “إن المعلومات الطبية الخاطئة والتضليل المتعمد بشأن فايروس كورونا يجري نشرهما على الإنترنت، لوحظ الشيء نفسه حول مرض فايروس إيبولا”. ويقول باحثون “إن الشائعات الكاذبة حول فايروس كورونا قد تكلّف الناس حياتهم”.