كورونا……. سباق المختبرات

ترتفع أرقام الإصابات بفيروس “كورونا” بنصف الكرة الأرضية بشكل مخيف، وضمنه المغرب الذي سجلت به أول إصابة مؤكدة مساء الاثنين الماضي وإصابة ثانية يومين بعد ذلك، في ظل المخاوف من سقوط ضحايا جدد في الأيام المقبلة، نظرا للعدد الكبير من الفحوصات والتحاليل التي يخضع لها الأشخاص المشكوك فيهم.
وتراقب اللجنة الوطنية للقيادة، المحدثة منذ الإعلان عن حالات الالتهابات التنفسية الحادة الناجمة عن (كوفيد-19)، الوضع الوبائي عن كثب، سواء خارج المغرب، خصوصا في الدول التي توجد في وضعية خطر شديد، مثل الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران، وبشكل أقل في فرنسا، أو داخل المدن والمناطق المغربية، بعد وصول رحلات جوية من بعض هذه البلدان، الأسبوع الماضي. وإضافة إلى المراقبة الطبية الصارمة في الحدود، اتخذت اللجنة الوطنية للقيادة جملة من التدابير، منها “تأجيل بعض التظاهرات الرياضية والثقافية المبرمجة، وإلغاء التجمعات المكثفة وتدبير الرحلات من وإلى الدول التي تعرف تفشيا للوباء.
ودعت اللجنة المسافرين العائدين من هذه البلدان لتجنب ارتياد أماكن التجمعات المكثفة، ومراقبة درجة حرارتهم بشكل يومي طيلة 14 يوما، واللجوء إلى إحدى الوحدات الصحية فور ظهور أدنى عرض للمرض.
ومنذ الإعلان عن حالات الالتهابات التنفسية الحادة الوخيمة الناجمة عن (كوفيد-19)، تم إحداث لجنة وطنية للقيادة ولجان على مستوى الأقاليم والعمالات تضم مختلف الإدارات والمصالح المعنية، بهدف ضمان تنسيق إجراءات الوقاية من خطر تفشي الفيروس الجديد على التراب الوطني .
وتتمثل التدابير الرئيسية في تعز

يز النظام الوطني للمراقبة الوبائية وأنظمة التشخيص الفيروسي، وتحديد وإعداد وتوفير المواد اللازمة للتأكيد الفيروسي من قبل المختبرات الوطنية المرجعية، وتعزيز قدرات الاستقبال بالوحدات الاستشفائية وتعيين مستشفى مرجعي في كل جهة من جهات المملكة من أجل التكفل بالحالات المرضية المحتملة، وإرساء الرقابة الصحية في الموانئ والمطارات الدولية وعلى مستوى نقط الدخول البرية، بهدف الكشف المبكر عن أي حالات واردة محتملة ومنع تفشي الفيروس ، إذا اقتضى الأمر .
من جهتها، قالت وزارة الصحة إنها تتوفر على ما يكفي من المعدات سواء في ما يخص التشخيص المخبري، أو التكفل بالحالات المحتملة، أو وقاية المرضى لمواجهة الحالات المؤكدة.
وطمأنت الوزارة المواطنين بإرساء عدد من الإجراءات التي تشمل اليقظة الوبائية والكشف السريع عن أي حالة وافدة، والتكفل بأية حالة مؤكدة للمرض للتحكم في الانتشار، وتهييء المختبرات لضمان التشخيص، بالتقنيات والآليات اللازمة والمواد الجديدة التي تم التوصل بها.
ويقدم مختبر المعهد الوطني للصحة بالرباط ومختبر معهد باستور بالبيضاء في هذا الإطار نتائج ذات مصداقية عالمية، كما تمت تهيئة غرفة خاصة على مستوى كل مستشفى إقليمي تستقبل الحالات المحتملة، وتستجيب للمعايير الجاري بها العمل، إضافة إلى توزيع المعدات الوقائية لمنع الانتشار سواء بالنسبة إلى مريض، أو العاملين في المستشفى، كما تمت تهيئة مراكز خاصة في حال تأكد الإصابة بالفيروس تتسم بإجراءات وقائية أكثر تشديدا.
وعزز النظام الوطني للرصد الوبائي لالتهاب الجهاز التنفسي والأنفلونزا الموسمية لأخذ أكبر عدد من العينات فضلا عن المراقبة الصحية في الحدود، سواء بالمطارات أو الموانئ أو نقط العبور البرية، مع التركيز على الأشخاص القادمين من مناطق تعرف انتشار الفيروس، إذ توجه لهم أسئلة وتقدم لهم معلومات وأرقام هاتفية للتواصل في حال شعورهم بوعكة صحية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: