في خاطر المطبلات لما يرغبه الرجال …

لنكسر القيود
معا من أجل تحقيق المناصفة
رأي/ نجاة بلهادي بوعبدلاوي
منذ صدور الدستور الجديد، وتنصيب أول حكومة إسلامية، ومطالب الحركة النسائية في المغرب تحت أقدام الرجال، فلا شيء تحقق على مستوى الواقع، رغم ارتفاع أصوات النساء في كل مكان وفي كل حين.
كانت أول صفعة تلقتها نساء المغرب، تلكم الحكومة في نسختها الأولى، التي تصدرتها وزيرة وسط وزراء كلهم ذكور، ما كان أن تتغير موازين القوى لصالح النساء، لولا التعديل الحكومي، المثير للجدل، والذي دفع العديد من الأحزاب السياسية إلى مراجعة أوراقها في النسختين المواليتين لنفس الحكومة.
لم تكن سفينة التعديل لتحمل معها جديد سوى وجوه نسائية، ممن لهن علائق مع المشاركين في اللعبة السياسية، فيما ظلت وجوه نسائية ممن يحلمن برد الاعتبار، قاعدات في ساحل البحر يواجهنا سراب اسمه المناصفة الغائبة في أجندة الفاعل السياسي الذي يراوغ الأمواج لربح مزيد من الوقت.
مطالب النساء في المغرب لم تتحرك لا تزال حبيسة الرفوف والمكاتب، رغم مركزية الصوت النسائي قبل وبعد الدستور، كل ما هنالك، عنف زوجي، لتكسير الوجوه وتكسير الأنوف، وتشويه لجمال المرأة، رأسمالها الرمزي، وتسوية ريعية لتكميم الأفواه.
مع من أنتن يا نساء المغرب تعاركن، باسم المناصفة الريعية كأن كل شيء في ملك الرجل، وأنتن تتوددن لانتزاع لقمة وسط طبق، كان بالأجدر أن يقسم بينكن وخصمكن، على قدم المساواة.
نساء المغرب اليوم، مطالبات بتغيير تاكتيك النضال من نضال ترقيعي إلى نضال حقيقي، لطرح المشكل على طاولة التسوية الحقيقية التي تجعل الرجل يساوي المرأة والعكس.
ليس عند الرجل ما يعطيه للمرأة وليس عندها هي الأخرى ما تعطيه للرجل، الأديان خاطبت آدم، بصيغتي الجنسين، والمواثيق الدولية تزكي خلق الله في أرضه.
المناصفة التي تنتظرها نساء المغرب لن تأتي بغد أفضل ما دامت المرأة تخاطب الرجل، كمالك للحقوق، كلاهما مالكي هذه الحقوق، والديمقراطية هي الحد الفاصل بينهما. فالنساء مجبرات لخوض الصراع، من مربع القوة لا من موقع الضعف.
على النساء أن يبادرن لفرض ذواتهن في كل المجالات، وأن يبارزن الرجال في صنادق الاقتراع بدل الاكتفاء بالكوطات التي لا تكرس سوى ثقافة التبعية.
ثنائية الحق والواجب، كما هو متعارف عليها كونيا، تضع اليوم المرأة، أن تعتبر نفسها في نفس مرتبة الرجل، فليس هناك ما يميزها عنه، لاقتحام جميع المجالات، لا أن تعتبر الرجل مصدر العطاء، فالوطن لم يولد ليكون في ملك الرجل وحده، بل هو أيضا في ملك المرأة، فلتكن المعركة القادمة، معركة للتسوية وليس معركة للمناصفة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: