عودة التوتر المغربي – الجزائري لا يبدد آمال عقد قمة مغاربية

لا يبدّد التوتر المغربي الجزائري الذي ظهرت معالمه الآونة الأخيرة الآمال بإحياء اتحاد المغرب العربي.

وعلى الرغم من محاولات الجزائر افتعال أزمة مع المغرب بمقاطعتها المؤتمر الوزاري الثامن للحوار “5 + 5” حول الهجرة والتنمية، الذي احتضنته مراكش، الاثنين، إلا أن الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش مازال متفائلا بعقد القمة المغاربية.

وقال الطيب البكوش، الثلاثاء، إن هناك إمكانية لعقد قمة تجمع رؤساء الدول المغاربية، خلال العام الجاري. جاء هذا في تصريحات صحافية أدلى بها البكوش على هامش ندوة صحافية نُظمت في العاصمة تونس، لعرض نتائج دراسة حول عودة النساء المغاربيات من بؤر التوتر.

وشدّد البكوش، على ضرورة تفعيل مؤسسات الاتحاد المغاربي، حتى لا تتعطّل اجتماعاته وعمله الدوري. وأشار إلى قبول عدة دول (لم يسمّها) لعقد قمة مغاربية خلال السنة الحالية.

وذكر أنه قام بجولة في بعض الدول منها موريتانيا التي اتفق مع رئيسها محمد ولد الغزواني، على ضرورة تنشيط الاتحاد والتعجيل بعقد قمة له.

وأوضح البكوش، أنه بصدد القيام بجولة جديدة في باقي الدول المغاربية للتحضير للقمة المرتقبة. ولفت إلى وجود بوادر إيجابية في هذا الشأن.

حمل متابعون مسؤولية تعثر إحياء الاتحاد المغاربي إلى موقف الجزائر من قضية الصحراء، وانحيازها إلى بوليساريو

ولم تعقد أي قمة على مستوى قادة دول اتحاد المغرب العربي (يضم خمس دول هي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا)، منذ 1994، والتي كانت في تونس، حيث أن خلافات بينية، خصوصا بين الجزائر والرباط، تسببت في تجميد عمل المنظمة الإقليمية.

وتجدّدت الخلافات بين المغرب والجزائر على خلفية فتح دول افريقية قنصليات في مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء المغربية، في خطوة أثارت امتعاض الجزائر التي تدعم جبهة بوليساريو الانفصالية، بالإضافة إلى مساعي الجزائر إلى تعكير العلاقات الأفريقية.

وكشف غياب الجزائر عن مؤتمر مراكش والاكتفاء بحضور دبلوماسي ضعيف، إضافة إلى حرب التصريحات الأخيرة بين وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم ونظيره ناصر بوريطة عن عودة التوتر بين البلدين.

وفيما علّق وزير الخارجية الجزائري على موقف بعض الدول الأفريقية التي فتحت قنصليات لها في مدينة العيون المغربية، بالقول إن “الجزائر كانت تأمل بأن تفتح (هذه الدول) سفارات في الرباط” ردّ وزير الخارجية المغربي بالقول “لما نقلت دول قنصلياتها وسفاراتها إلى القدس، هذه الدولة لم تستدع سفراء الدول التي فتحت قنصلياتها في القدس، ولكن عندما تعلّق الأمر بالصحراء فعلت ذلك”، في إشارة إلى استدعاء الجزائر لسفير كوت ديفوار احتجاجا على فتح قنصلية عامة لها بالعيون.

كما كشف الوزير المغربي، عن وجود وثائق رسمية لدولة جارة (الجزائر) تدعو من خلالها الدول إلى عدم المشاركة في “منتدى كرانس مونتانا”، في الفترة بين 18 و21 مارس الجاري، متحديا في ندوة صحافية مشتركة مع سفير جمهورية جيبوتي بالمغرب، إبراهيم بليه دو عله، عقب افتتاح قنصلية عامة لجيبوتي بالداخلة، أن “المنتدى سينعقد بالداخلة وسيعرف نفس النجاح لأن منطق المغرب دائما هو منطق بناء”.

الأمل مازال قائما في تحقيق وحدة مغاربية

والدول التي فتحت قنصلياتها في الإقليم، هي كل من غامبيا وغينيا وكوت ديفوار وجزر القمر ثم مؤخرا الغابون. ويعدّ ملف الصحراء المغربية أبرز نقاط الخلاف بين الرباط والجزائر.

وتساءل مراقبون عن مصير القمة المغاربية على ضوء عودة التوتر بين البلدين الجارين أمام مخاوف من أن تعيق هذه الخلافات القمة المرتقبة.

ومازال الجمود يسيطر على العلاقات المغربية الجزائرية على الرغم من إطلاق العاهل المغربي الملك محمد السادس لدعوة سابقة إلى الحوار مع الجزائر.

وسبق أن أطلق العاهل المغربي مبادرة للحوار مع الجزائر، لحل الملفات العالقة بين البلدين. ووصف محمد السادس حينئذ وضع العلاقات بين البلدين بأنه “غير طبيعي وغير مقبول”. وأعرب عن استعداد بلاده لـ”الحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين”.

ولم تردّ الجزائر على الدعوة المغربية للحوار، رغم مطالب الرباط المتكررة بتحديد موقفها من المبادرة. ويرتبط جمود العلاقات بين المغرب والجزائر بدعم الأخيرة لجبهة بوليساريو الانفصالية.

ويحمّل متابعون مسؤولية تعثّر إحياء الاتحاد المغاربي إلى مواقف الجزائر من قضية الصحراء، وانحيازها إلى جبهة بوليساريو بإصرارها على التصعيد، ورفض مبادرة الحكم الذاتي المغربية التي يدعمها المجتمع الدولي كحلّ لنزاع الصحراء.

واتحاد المغرب العربي، منظمة إقليمية تأسست عام 1989، بمدينة مراكش بالمغرب، ويتألف من 5 دول تقع بالجزء الغربي من العالم العربي وهي: الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: