الجزائر تقاطع مؤتمر مراكشً و تتخلف عن المائدة المستديرة 5+5

خفضت الجزائر مستوى تمثليها في المؤتمر الوزاري الثامن “للحوار 5 + 5” حول الهجرة والتنمية، الذي احتضنته مراكش، الاثنين، إلى أدنى حد بإرسال موفد من وزارة الخارجية، بعد تخلف وزير خارجيتها صبري بوقادوم عن الاجتماع الذي حضره وزراء عدد من ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية.

ورغم أهمية المؤتمر الوزاري إقليميا ودوليا ارتأت الجزائر أن تتخلف عن هذه المائدة المستديرة لاعتبارات سياسية، حيث قاطع وزير خارجيتها المؤتمر.

ويعد حوار 5 + 5 ، الذي تم إرساؤه عام 1990، بمثابة منتدى شبه إقليمي بين بلدان حوض المتوسط، ويجمع هذا الفضاء عشرة بلدان هي المغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا وتونس وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال.

وحسب مراقبين، يكشف تغيّب بوقادوم عن امتعاض الجزائر من كل نشاط يحتضنه المغرب على أرضه، إضافة إلى ما حققه المغرب من مكاسب دبلوماسية في الآونة الأخيرة في نزاع الصحراء.

وزاد من امتعاض القيادة الجزائرية استمرار فتح دول أفريقية لقنصليات لها في كبرى مدن الصحراء المغربية. وعلق وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، على موقف بعض الدول الأفريقية التي فتحت قنصليات لها في مدينة العيون المغربية، بالقول إن “الجزائر كانت تأمل أن تفتح (هذه الدول) سفارات في الرباط”.

واعتبر مراقبون هذا التصريح بعيدا عن المنطق واللياقة الدبلوماسية كون تلك الدول لها سيادتها أولا، وثانيا، لأن هذه الدول لها تمثيلية دبلوماسية بالرباط، كما أن فتح قنصلياتها العامة بالأقاليم الجنوبية يعود لاعتبارات تجارية واقتصادية نظرا لأهمية المنطقة بالنسبة لأفريقيا.

وقاطع وزير خارجية الجزائر مؤتمر مراكش، وربط مراقبون بين عدم حضور بوقادوم مؤتمر 5+5 بمراكش، بالتواطؤ الذي تقوم به القيادة الجزائرية ضد أي إشعاع للمغرب على المستوى الدولي كونه يفسح المجال واسعا للتعرف على الإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها المملكة شمالا وجنوبا في ظل الأمن والاستقرار، اللذين تنعم بهما البلاد خصوصا بالأقاليم الجنوبية.

ما زاد امتعاض الجزائر استمرار فتح دول أفريقية قنصليات لها في كبرى مدن الصحراء المغربية

وفي هذا السياق كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن وجود وثائق رسمية لدولة جارة (الجزائر) تدعو من خلالها الدول إلى عدم المشاركة في “منتدى كرانس مونتانا”، في الفترة بين 18 و21 مارس الجاري، متحديا في ندوة صحافية مشتركة مع سفير جمهورية جيبوتي بالمغرب، إبراهيم بليه دو عله، عقب افتتاح قنصلية عامة لجيبوتي بالداخلة، أن “المنتدى سينعقد بالداخلة وسيعرف نفس النجاح لأن منطق المغرب دائما هو منطق بناء”.

ويستضيف المنتدى العالمي، المخصص لشؤون أفريقيا والتعاون جنوب-جنوب، في دورته السادسة، أكثر من ألف مشارك من مستوى رفيع.

وأوضح رئيس المنتدى، جان بول كارتيرون، بأن النسخة السادسة ستعرف حضور شخصيات وازنة وفاعلة دوليا، حيث ستكون مدينة الداخلة جنوب المغرب محط أنظار العالم بأسره، معتبرا أن المنتدى سيحرص هذا العام على فتح النقاش والتفكير حول النموذج الجديد لتنمية القارة الأفريقية، وتحقيق اندماج أفضل بين مكونات القارة الأفريقية.ويساهم منتدى كرانس مونتانا، بشكل واضح، في إشعاع جهة وادي الذهب عموما ومدينة الداخلة خصوصا، كما ساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه الجهة، حيث أضحت مدينة الداخلة محورا للعلاقات الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ومركزا لمنهج متجدد للتعاون بين جميع الدول الأفريقية وذلك عبر تعزيز الانفتاح على التعاون جنوب -جنوب.

ولفت ناصر بوريطة إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس أكد أن المغرب لن يظل مكتوف الأيدي وسيواصل تعزيز التنمية في الأقاليم الجنوبية من جهة، وتعزيز القبول الدولي بمغربية الصحراء.

ومن جهة ثانية، أضاف في هذا الإطار أن” مغربية الصحراء هي بمثابة قطار يمشي في إطار مسار أخذ طريقه باعتراف دولي”.

ولا يعير المغرب اهتماما بالغا لمناورات خصوم وحدته الترابية، ويسعى إلى تحقيق أهدافه عبر إستراتيجية بعيدة المدى.

ويتوقع مراقبون أن فتح باب الأقاليم الجنوبية لن يقف أمام قنصليات دول أفريقية وعربية بل ستتعداه إلى دول أوروبية ومن أميركا اللاتينية، ما يجعل المنطقة قبلة استثمارية ذات إشعاع دولي ومحلي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: