أوروبا تتحرك ضد تهديدات أردوغان

وسعت دول الاتحاد الأوروبي من تحركاتها، الاثنين، بهدف احتواء التهديدات التركية التي أحياها الرئيس رجب طيب أردوغان بالسماح للملايين من اللاجئين والمهاجرين بالمرور نحو أوروبا.

ويبتز أردوغان أوروبا من أجل تقديم الدعم اللازم لتركيا التي أطلقت عملية عسكرية في محافظة إدلب السورية.

ومن جانبها اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الاثنين، أن استخدام تركيا للاجئين من خلال فتح حدودها مع اليونان، لممارسة ضغوط على الاتحاد الأوروبي “غير مقبول”.

وقالت “من غير المقبول أن يعبر أردوغان وحكومته عن استيائهما ليس في التعاطي معنا كاتحاد أوروبي بل على حساب اللاجئين”.

وهذه ليست المرة الأولى التي تشهر فيها تركيا سلاح اللاجئين لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية، حيث لوحت العام الماضي بالسماح لهؤلاء بالمرور نحو أوروبا في محاولة لكسب تأييد الاتحاد الأوروبي لعملية عسكرية أطلقتها شمال سوريا.

لاجئون سوريون في طريقهم إلى اليونان

وصعدت تركيا مجددا موقفها بعد مقتل ما لا يقل عن 35 من جنودها وجرح العشرات في غارات جوية في شمال غرب سوريا الخميس الماضي.

واستنجدت تركيا بحليفتها الولايات المتحدة لتزويدها بصواريخ باتريوت لمواجهة هجمات الجيش السوري الذي أطلق عملية عسكرية استعاد خلالها حلب ويحاول الآن استعادة إدلب آخر معقل للمعارضة والفصائل المسلحة الموالية لأنقرة.

وبالرغم من استنكار غالبية أعضاء حلف شمال الأطلسي هجمات الجيش السوري على نقاط المراقبة التركية إلا أنهم لم يقدموا بعد أي دعم ملموس لأنقرة التي تزداد عزلتها بسبب تدخلها في ليبيا أيضا حيث تكبدت خسائر كبيرة كذلك في مواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وأثارت تهديدات أردوغان توجسا أوروبيا من أزمة إنسانية شبيهة بتلك التي شهدتها دول الاتحاد في العام 2015.

وفي سياق التحركات الأوروبية لاحتواء تهديدات تركيا أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “تضامن بلاده الكامل” مع اليونان وبلغاريا اللتين تواجهان موجة تدفق للمهاجرين من تركيا، واستعداد بلاده “لتقديم مساعدة سريعة وحماية الحدود” في إطار “جهود أوروبية”.

من الحدود اليونانية التركية 

وأعلن ماكرون في تغريدة مساء الأحد “التضامن الكامل مع اليونان وبلغاريا، فرنسا مستعدة للمساهمة في الجهود الأوروبية لتقديم مساعدة سريعة وحماية الحدود”.

وأضاف “علينا العمل معا لتفادي وقوع أزمة إنسانية وأزمة هجرة”.

ومن جانبها أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، السبت، أن الاتحاد يراقب “بقلق” تدفق المهاجرين دون ضوابط من تركيا نحو حدود الاتحاد الشرقية في اليونان وبلغاريا.

وعززت السلطات اليونانية والبلغارية أمن حدودها مع تركيا بعد إعلان أنقرة.

وتبادلت أثينا وأنقرة الاتهامات، الاثنين، بعد مقتل مهاجر حيث تتهم تركيا القوات اليونانية بإصابته أثناء محاولته التسلل عبر حدود البلدين.

وقال مصدران أمنيان تركيان إن مهاجرا سوريا كان يسعى للعبور من تركيا إلى اليونان لقي حتفه، الاثنين، متأثرا بجروحه بعدما تدخل الأمن اليوناني لمنع عبور مهاجرين تجمعوا على الحدود لكن اليونان نفت هذا الزعم.

إيمانويل ماكرون: فرنسا مستعدة لتقديم المساعدة وحماية الحدود في إطار الجهود الأوروبية

وقال متحدث باسم الحكومة اليونانية إن لقطات مصورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي ويظهر فيها شاب مصاب بجروح في الرأس وملقى على الأرض ما هي إلا “أخبار كاذبة”. وأضاف “ندعو الجميع إلى الحيطة عند نقل الأخبار التي تدعم الدعاية التركية”.

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “التضامن الكامل” لفرنسا مع اليونان وبلغاريا اللتين تواجهان موجة تدفق للمهاجرين من تركيا، واستعداد بلاده “لتقديم مساعدة سريعة وحماية الحدود” في إطار “جهود أوروبية”.

وأعلن ماكرون في تغريدة، مساء الأحد “التضامن الكامل مع اليونان وبلغاريا، فرنسا مستعدة للمساهمة في الجهود الأوروبية لتقديم مساعدة سريعة وحماية الحدود”.

وأضاف “علينا العمل معاً لتفادي وقوع أزمة إنسانية وأزمة هجرة”.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، السبت، أن الاتحاد يراقب “بقلق” تدفق المهاجرين دون ضوابط من تركيا نحو حدود الاتحاد الشرقية في اليونان وبلغاريا.

وأوضحت في تغريدة “أولويتنا الأساسية في هذه المرحلة هي ضمان حصول اليونان وبلغاريا على دعمنا الكامل. نحن جاهزون لتقديم دعم إضافي، خصوصاً بواسطة فرونتكس (الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود) عند الحدود البرية”.

ومن جهة أخرى يعتزم رئيس الوزراء البلغاري، بويكو بوريسوف، لقاء الرئيس التركي لمناقشة تطور الوضع في إدلب وتدفق المهاجرين إلى أبواب الاتحاد الأوروبي.

وعلى عكس الحدود اليونانية مع تركيا، حيث تجمّع الآلاف من المهاجرين الذين عمدت قوات الأمن اليونانية إلى منعهم من التقدم، لم تشهد الحدود البلغارية أي حركة مماثلة.

وتواجه تركيا اتهامات متصاعدة بسبب تهديداتها، حيث يقول منتقدوها إنها تقوم بانتهاكات جسيمة للاتفاق المبرم بينها وبين الاتحاد الأوروبي في مارس 2016 حول الهجرة، والذي أدى إلى تراجع كبير في أعداد المهاجرين الذين يتوجهون نحو اليونان. ولكن أثينا والاتحاد الأوروبي تحدثا عن ارتفاع في عدد الوافدين في الأشهر الماضية.

وبالرغم من هذه الاتهامات فإن تركيا بدأت بتحصيل بعض المكاسب من خلال تغير بعض المواقف الغربية، حيث دعت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيجرت كرامب كارنباور، الاتحاد الأوروبي إلى اتباع سياسة أكثر حسما وإلى ممارسة المزيد من الضغط على دمشق. وقالت كرامب-كارنباور لصحيفة “فرانكفورتر ألجيماينه زونتاجستسايتونج”الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر الأحد إنه لا بد من “الاعتراف صراحة بأننا بصفتنا أوروبيين لم نقم سوى بالقليل للغاية حتى الآن”.

وأضافت أنها تسعى لتعزيز القدرة على التصرف لأوروبا من أجل المستقبل، وقالت “يتعين على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية زيادة الضغط سويا حاليا على الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل فتح الطريق أمام مباحثات سياسية لإنهاء الحرب المريعة في سوريا”.

ويرى مراقبون أن أنقرة تريد أن تمارس القوى الغربية ضغطا حقيقيا على دمشق وموسكو لإجبارهما على التفاوض، ما يسمح للفصائل المسلحة بأخذ قسط من الراحة بعد أن شدد الجيش السوري والقوات المتحالفة معه الخناق عليها مؤخرا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: