رسالة ميلانو: إيطاليا تضع أكثر من ألف مهاجر مغربي في الحجر الصحي

أمام الانتشار المهول الذي تشهده إيطاليا لفيروس كورونا، خلال الثلاثة الأيام الأخيرة، وعلى طريقة السلطات الصينية في مدينة يوهان، أعلنت الحكومة في روما إخضاع 11 بلدة للحجر الصحي يحضر الدخول إليها أو الخروج منها مهددة سكانها بالمتابعة الجنائية في حالة مخالفتها للتعليمات الحكومية.

وتقع معظم البلدات (10 بلدة) التي شملها القرار الحكومي على المشارف الجنوبية للعاصمة الاقتصادية ميلانو، وتمتد على مسافة لا تتجاوز 10 كلم وتضم حوالي 50 ألف نسمة من بينهم حوالي ألف مهاجر ومهاجرة مغربية، حسب ما تبينه الإحصائيات الرسمية لوزارة الداخلية الإيطالية، هذا إضافة إلى بلدة صغيرة بأقصى الشمال الشرقي بنواحي مدينة بادوفا شهدت أول حالة وفاة في إيطاليا نتيجة فيروس كورونا.

ويأتي قرار إخضاع منطقة “لوديجانو” جنوب ميلانو للحجر الصحي باعتبارها مرتعا لفيروس كورونا بعدما كشفت التحريات أن “المريض رقم 1”  الذي تعتبره السلطات أنه كان سببا في نقل الفيروس للآخرين عن طريق أحد أصدقائه الإيطاليين الذي كان يتردد باستمرار على الصين في الفترة الماضية، وكان آخر سفر له إلى هذا البلد خلال نهاية شهر يناير الأخير فقط.

وتتمثل أهم إجراءات الحجر الصحي، التي أعلنتها السلطات الإيطالية في مطالبة الساكنة بالتزام بيوتها وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى وكذا إغلاق جميع المحلات التجارية باستثناء الصيدليات ومحلات المواد الغذائية وكذلك إغلاق جميع دور العبادة واعتبار جميع المستخدمين العاملين بالمنطقة القاطنين وغيرهم في إجازة مرضية مؤدى عنها لمدة 14 يوما دون الحاجة للشواهد الطبية.

مغاربة يتأقلمون مع الحجر الصحي

وعلى غرار الساكنة المحلية وجد المئات من المهاجرين المغاربة القاطنين بذات المنطقة أنفسهم مرغمين على التأقلم على أجواء الحجر الصحي أمام قلق واضح عن أوضاعهم الصحية خاصة وأن العديد منهم كان في اتصال مباشر مع بعض المصابين بالفيروس.

وفي اتصال هاتفي مع جريدة “أخبارنا الجالية ” قال الفاعل الجمعوي المغربي عبد الكريم المردادي المقيم بمنطقة الحجر الطبي، بأن التأقلم مع أجواء الحجر الصحي يتم بصفة تلقائية، وأن ما يهمه حاليا كرب للأسرة هو أن لا يكون هو شخصيا أو أحد أفراد أسرته قد تعرض لهذا الفيروس خاصة وأنه كان على معرفة بـ”المريض رقم 1″ وأنهما كانا يترددان على نفس ملعب الكرة ونفس المقهى الذي لا يبعد على منزله إلا ببعض الخطوات والذي تعتبره السلطات الإيطالية أنه كان المرتع الرئيس لنقل الفيروس.

ومن جهته كشف مولاي إسماعيل العلوي في اتصال هاتفي مع “بناصا” وهو إمام مغربي مقيم بأكبر بلدة في منطقة الحجر الصحي، وهي بلدة “كودونيو” التي شخصت في مستشفاها حالة “المريض رقم 1” أن البلدة أصبحت عبارة عن “مدينة أشباح” وأنه لم يسبق أن شاهد الهدوء الذي أصبح يعمها ولو في ساعة متأخرة من الليل، منوها في هذا الإطار بالحس المدني العالي الذي تتسم به الساكنة في التزامها بالتعليمات بالرغم من الإرتباك الحاصل في تطبيق الحجر مقتضيات الحجر الصحي بعدما تم إغلاق جميع المتاجر في اليوم الأول (السبت) وهو ما خلق نوعا من الهلع وسط الساكنة خاصة بالنسبة للمواد الغذائية وهو ما تم تداركه يوم الأحد بفتح بعض المتاجر وفق نظام محدد بحيث لا يسمح إلا لعدد محدد من الدخول فيما ينتظر الآخرون دورهم خارج المتجر في هدوؤ وطمأنينة.

مطالبة الجميع بالمسؤولية والحس المدني

وبحسب شهادات كل من اتصلت بهم “أخبارنا الجالية ” داخل منطقة الحجر الصحي، فإن السلطات المحلية ما تزال تتعامل بنوع من الليونة في تطبيق تعليمات الحجر الصحي خاصة فيما يتعلق بالخروج والدخول إلى البلدات المعنية، وهدفها في ذلك بحسب ما صرح به رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي “مطالبة الجميع بالمسؤولية والحس المدني” بحسب تعبيره مذكرا في الوقت نفسه أن عدم الإلتزام بالتعليمات في مثل هذه الحالات قد يكلف نفسه متابعة جنائية مذكرا في هذا المجال بحالة أحد الأشخاص الإيطاليين من سكان منطقة الحجر الصحي الذي غادر المنطقة رفقة زوجته اتجاه جنوب إيطاليا وهو ما ستنفر المصالح الأمنية لترصده ووضعه تحت الحجر الصحي في المكان الذي يتواجد به.

وبالموازاة مع  إحداث منطقة الحجر الصحي، تم إعلان إيقاف الدراسة بجميع مستوياتها طيلة الأسبوع الجاري بجهتي لومبارديا وفينيتو هذا إضافة إلى إغلاق أهم الفضاءات العمومية بميلانو وكذا إلغاء إحتفالات الكرنفال الشهيرة التي تشهدها البندقية (فينيسيا) خلال هذه الفترة.

هذا وفي حصيلة غير نهائية لمصالح الوقاية المدنية الإيطالية وصل عدد المصابين إلى غاية مساء يوم الأحد 152 حالة معظمها في جهة لومبارديا منها ثلاث وفيات.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: