حراك دبلوماسي لترسيخ العلاقات المغربية – السعودية
يترقب ان يقوم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بزيارة العاصمة السعودية الرياض، تهدف إلى التحضير لزيارة مرتقبة للعاهل المغربي الملك محمد السادس إلى السعودية، ما يضع حدا لما راج عن وجود فتور بين البلدين وتؤكد على عمق العلاقات الثنائية.
من المرجح أن يقوم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بزيارة إلى العاصمة السعودية الرياض، تدوم يومين، وتأتي للترتيب والتحضير لزيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى المملكة، إضافة إلى الأطراف التي سيقوم بلقائها خلال الزيارة المرتقبة والمتوقعة في شهر مارس القادم حسب ما ذكرت تقارير اعلامية.
وتسبق الزيارة المرتقبة للعاهل المغربي للرياض، حركة دبلوماسية نشطة تهدف حسب مراقبين لوضع حد لما راج من قبل بشأن وجود برود وصفه البعض بالصامت بين البلدين، وللتأكيد على عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بينهما.
وأجرى وزير الخارجية ناصر بوريطة مباحثات مع رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ، والذي يقوم بزيارة عمل للمغرب على رأس وفد كبير، خلال الأسبوع الجاري.
وفي هذا الصدد قال عبد الله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي، إن “قيادة المملكة العربية السعودية تطمح إلى الرقي بالعلاقات بين المملكتين إلى مستوى أفضل مما هي عليه في الوقت الراهن، مشددا على أن “العاهل السعودي وولي عهده وكذلك الشعب السعودي يتطلعون إلى تمتين العلاقات المتجذرة والمتمكّنة التي تجمع بين بلدينا”.
وأشارت مصادر لـ”أخبارنا الجالية ” إلى أن كلا البلدين يعولان على هذه الزيارة الملكية من أجل إعطاء نفس جديد للعلاقات الثنائية بين البلدين، في ظل ما وقع الترويج له على أنه فتور في العلاقات المغربية السعودية خلال الآونة الأخيرة، نتيجة مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية.
الرغبة في تجاوز أي اختلاف في وجهات النظر بين الرباط والرياض كبيرة، وذلك مواكبة للمتغيرات الإقليمية التي تتطلب تنسيقا وتعاونا بينهما
وتتوقع المصادر أن يتم عقد لقاء في العاصمة السعودية الرياض، بين رئيسي المؤسستين التشريعيتين بالتوازي مع زيارة العاهل المغربي، إلى جانب لقاءات مسؤولين في قطاعات أخرى تشمل المجال الدفاعي والأمني ومجال الاستثمار والاقتصاد والتجارة.
وأشارت ذات المصادر إلى أن الرغبة في تجاوز أي اختلاف في وجهات النظر بين الرباط والرياض كبيرة جدا وذلك مواكبة للمتغيرات الإقليمية والدولية التي تتطلب تنسيقا وتعاونا في حجم العلاقات التاريخية.
من جهته، عبر رئيس الحكومة سعدالدين العثماني، الاثنين، بالرباط، أثناء استقباله رئيس مجلس الشورى السعودي، على أن العلاقات الجيدة بين البلدين تعكس الروابط الأخوية والتاريخية وتتجاوز ما هو سياسي واقتصادي، كما بحث الطرفان معا سبل تطوير العلاقات المغربية – السعودية.
كما أجرى رئيس مجلس الشورى السعودي مباحثات مع رئيس مجلس النواب المغربي (البرلمان) الحبيب المالكي، تم التأكيد خلالها على توطيد العلاقات الثنائية، والاتفاق على “مأسستها وأجرأتها في لقاء مرتقب بالرياض”.
وفي إطار تعزيز العلاقات الثنائية أكد المغرب في الكثير من المناسبات على استقلال قراره والعمل على تقريب وجهات النظر بين حلفائه في الخليج للحفاظ على علاقات قوية مع دول المنطقة، فيما تسعى الرباط إلى تعزيز الدعم السعودي لموقفها في ملف الصحراء المغربية.
وفي هذا الصدد أشاد رئيس الحكومة المغربية، بموقف المملكة العربية السعودية بشأن قضية الصحراء المغربية، مبرزا أن الملك محمد السادس يعطي أهمية بالغة للاستقرار والأمن، وأن سيادة الدول ومصالح الشعوب يجب أن تكون فوق كل اعتبار.
وكان الملك محمد السادس والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد تحدثا قبل أسابيع في اتصال هاتفي، عن “مكانة وتطوير العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين”، وما يربطهما من أواصر المحبة، والتأكيد على متانتها.
وتأكيدا على استراتيجية العلاقات الثنائية أعلن الملك محمد السادس في سبتمبر الماضي، وقوف المملكة الدائم إلى جانب السعودية ضد أي تهديد يستهدف سلامة أراضيها وسيادتها الوطنية، في وجه أي محاولة دنيئة للنيل من أمنها واستقرارها”، وذلك عقب الهجوم الإرهابي المقيت الذي استهدف منشآت نفطية بمحافظة بقيق بطائرات مسيرة.
وأوضحت المصادر أن عددا من الملفات الهامة ستكون على طاولة المباحثات بين المسؤولين المغاربة والسعوديين منها ما هو أمني يتعلق بالمتغيرات العميقة التي تحدث في الشرق الأوسط والتهديدات المتواصلة، إلى جانب ملف الصحراء المغربية الذي أكدت السعودية أنها لن تحيد عن دعمها لوحدة المغرب وسيادته على ترابه، إضافة إلى موضوع مفصلي يتعلق بما بات يسمى بصفقة القرن ومصير القدس.
وسبق أن أشاد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في ديسمبر الماضي، بمواقف المغرب التاريخية والثابتة في ما يخص القضية الفلسطينية، وإلى الدور الطلائعي الذي يقوم به الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، للدفاع عن القضايا العادلة للشعب الفلسطيني، وقيادته للعمل الميداني في القدس الشريف في مجالات الإسكان والتعليم والصحة والشغل والحفاظ على التراث الحضاري والتاريخي للمدينة المقدسة.
ومن المتوقع أن تدور المباحثات السعودية خلال زيارة وزير الخارجية المغربي إلى الرياض أو زيارة الملك محمد السادس على غرار قضية الصحراء المغربية، كذلك بشأن تأجيل القمة العربية الأفريقية التي كانت مقررة في السعودية في 16 من الشهر المقبل.
وقد تقرر في التاسع عشر من الشهر الحالي تأجيل عقد القمة العربية – الأفريقية في دورتها الخامسة والتي كان مقررا عقدها بالرياض في 16 مارس المقبل إلى موعد آخر قريب يناسب الجانبين يتم الاتفاق عليه، وذلك بسبب دفع عدد من الدول الأفريقية بمشاركة جبهة البوليساريو الانفصالية.
وقالت الجامعة العربية إنه “سيتم إرسال مذكرة رسمية للدول الأعضاء بهذا الشأن، على أن يتم الإعلان الرسمي عن التأجيل من الدولة المضيفة للقمة السعودية”.