واشنطن بوست: الجزائر على أعتاب التغيير بعد عام من بدء الاحتجاجات
تدفق الجزائريون إلى شوارع العاصمة والمدن الأخرى في يوم الجمعة، الخامس والخمسين على التوالي من الاحتجاجات السلمية، في الذكرى السنوية الأولى لثورة الابتسامة التي أطاحت برئيس البلاد منذ فترة طويلة.
وجاء في تقرير نشرته صحيفة”واشنطن بوست” أن الحركة المؤيدة للديمقراطية، التي لم يسبق لها مثيل، تأمل في ترسيخ المؤسسة السياسية برمتها، حتى لو كان عشرات الآلاف من المحتجين في الجزائر الآن أقل عدداً من الأسابيع التي تلت 22 فبراير 2019.
وأضاف التقرير أن الشوارع الرئيسية في الجزائر امتلآت مع انتهاء صلاة الجمعة بالمتظاهرين صغاراً وكباراً، وأن بعضهم كان يدعو إلى الحرية للمتظاهرين المسجونين أو القادة للتنحي، في حين وقفت الشرطة، التي ألقت القبض على العشرات من المتظاهرين خلال العام الماضي، وهي تراقب المركبات.
متظاهرون: ” لم نأت هنا للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للحراك، لقد جئنا للتخلص منك”
وانتشرت المسيرات في شوارع العديد من المدن، من تيزي وزو، عاصمة منطقة القبائل شرق الجزائر العاصمة، إلى مدينة وهران الساحلية الغربية، وقال المحتج حسين كاديدي “بعد مرور عام على بداية الحراك، لا يزال مطلبنا الأول هو نفسه: التأكد من أن نظام الشر بأكمله يترك”، وأضاف ” لقد نزلنا للشوارع لاستعادة السلطة ومنحها للناس، خرجنا في الشوارع للتأكد من سقوط جميع الناس الفاسدين”.
ويلاحظ كاتب التقرير أن جيش الجزائر القوي قام بقيادة نظام حكم غامض منذ استقلال البلاد عن فرنسا في عام 1962، ولكنه الآن على أعتاب حقبة جديدة، ولكن لا يوجد يقين بشأن الشكل الذي سيبدو عليه المستقبل.
كما تدرك السلطات الجزائرية، الدولة الغنية بالغاز التي فشلت في توفير ما يكفي لسكانها الشباب، أنها لم تعد قادرة على تجاهل المواطنيين.
الرئيس الجديد عبد المجيد تبون، الذي كان جزءًأ لا يتجزء من الحرس القديم، اشار مؤخراً إلى “الانتفاضة الشعبية المباركة والسلمية”، وأعلن أن 22 فبراير سيكون يوم عطلة وطنية، كما وعد بإصلاحات عميقة.
ونقل التقرير عن تبون تصريحاته لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية حيث قال إنه قرر الذهاب بعيداً مع تغيير جذري لكسر الممارسات السيئة وإعادة الأخلاق للحياة السياسية وتغيير طريقة الحكم.
وأوضح أن الدستور المعدل الموعود، مع مساهمة من خارج دوائر السلطة الجزائرية، سُيطرح للاستفتاء، ويمكن تنفيذه هذا الصيف.
هذه التصريحات لم تكن كافية لبعض المتظاهرين، حيث هتف الحشد ” لم نأت هنا للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للحراك، لقد جئنا للتخلص منك”.