فرنسا تتحرك لفرض السيطرة على المساجد وإنهاء التغوّل التركي

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتزامه تشديد الحرب على الانعزالية والتشدد الإسلامي في الأحياء الفرنسية.

وقال ماكرون إنه سيفرض قيودا على إيفاد دول أجنبية أئمة ومعلمين إلى بلاده، وذلك بهدف القضاء على ما وصفه بخطر “الشقاق”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي للرئيس ماكرون، عقده عقب لقاء جمعه بعدد من مديري الجمعيات التي تنشط في مدينة “مولوز” شمال شرقي البلاد.

وأعلن ماكرون، في هذا السياق وقف نظام الدورات الاختيارية باللغات الأجنبية “إلكو” المعمول به في عموم المدارس الفرنسية؛ ابتداءً من بداية العام الدراسي المقبل في سبتمبر 2020.

وأضاف أن حكومته طلبت من الهيئة التي تمثل الإسلام في فرنسا إيجاد سبل لتدريب الأئمة على الأراضي الفرنسية والتأكد من أنهم يستطيعون التحدث بالفرنسية ومن عدم نشرهم أفكارا متشددة.

وأبرمت فرنسا اتفاقات مع تسع دول، منها الجزائر وتونس وتركيا، تتيح لحكومات تلك الدول إيفاد معلمين إلى المدارس الفرنسية لتدريس اللغات للطلاب القادمين من هذه البلدان.

وقال ماكرون إنه توصل إلى اتفاق لإنهاء هذا النظام مع كل تلك الدول باستثناء تركيا.

وأضاف “لن أسمح لأي دولة مهما كانت بأن تغذي الشقاق… لا يمكن أن تجد القانون التركي مطبقا على تراب فرنسي. هذا لا يمكن أن يحدث”.

وقال إن الانعزالية هي العدو ولا تتوافق مع الحرية والمساواة ووحدة الأمة، وأضاف أنه لا يمكن باسم دين ما القبول بمخالفة القوانين ” ولا يمكن أن تكون لدينا قوانين تركيا على الأراضي الفرنسية”.

واستطرد الرئيس الفرنسي قائلا إنه لا ينبغي أبدا القبول في فرنسا بتغليب قوانين الدين على قوانين الجمهورية الفرنسية.

وأعلن ماكرون أن فرنسا تسعى إلى التخلص تدريجيا من الأئمة المبعوثين من دول أخرى، وطالب في الوقت نفسه برفع عدد الأئمة المدربين في فرنسا.

وطالب ماكرون بأن تستعيد فرنسا السيطرة وأن تكافح النفوذ الأجنبي، وأكد أنه ليس المقصود من الأمر وصم دين ما كما أن الأمر لا يتعلق بـ”خطة ضد الإسلام”.

واعتبر ماكرون أن من الأمور الإشكالية هي أن الكثير من الأحياء في بلاده تفتقر إلى وجود عروض اجتماعية ورياضية وثقافية وعروض من خارج المدارس.

وشدد ماكرون على أنه لا توجد لديه أية خطة تستهدف الإسلام، مضيفًا “فقط علينا أن نتصدى لتدخلات الأجانب في المدارس والمساجد”.

وأشار ماكرون إلى أنهم يعتزمون تأسيس 80 مركزًا تدريبيًا في إطار الجهود التي تبذلها بلاده لمكافحة تصرفات “الإسلاميين”، مشددًا على أن المشكلة ليست المسلمين الفرنسيين.

وأوضح أن هناك 47 حيًا بباريس ستخضع للمراقبة المشددة، في إطار جهود بلاده من أجل التصدي للتطرف.

وبيّن ماكرون أنه خلال آخر عامين تم إغلاق 15 مسجدًا، و12 جمعية، و4 مدارس، مشيرًا إلى أن دروس اللغة الأجنبية تدرس لحوالي 80 ألف طالب بالمدارس الفرنسية في إطار نظام “إلكو”.

واستطرد قائلا “المشكلة التي نواجهها اليوم مع هذا النظام تتمثل في أننا لدينا المزيد من المعلمين الذين لا يتحدثون اللغة الفرنسية(…) وهذا ما يجعلنا لا نستطيع التواصل معهم لمعرفة ما يقدمونه خلال دورات التدريب اللغوية التي يقدمونها. إن التعليم الوطني ليس له أي اعتبار”.

وأضاف ماكرون “أنا غير مرتاح لفكرة وجود نساء ورجال في مدرسة الجمهورية يستطيعون التدريس دون أن يكون لنظام التعليم الوطني أدنى سيطرة”.

وتابع “ونحن لم نعد نسيطر على البرامج التي يعلمونها، وهذا ما يجعلنا نجهل الأشياء التي تتعارض بشكل واضح سواء مع قوانين الجمهورية أو مع التاريخ كما نرى”.

في سياق متصل شدد ماكرون على “ضرورة المراقبة الجيدة التمويلات التي تقدم من أجانب لدور العبادة(المساجد) بفرنسا، إذ يجب معرفة ممن ومن أين جاءت تلك الأموال وكيف تم استخدامها. وسوف نصدر قانونًا بهذا الشأن”.

وأضاف أن حكومته طلبت، الأسبوع الماضي، من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إيجاد سبل لتدريب الأئمة على الأراضي الفرنسية والتأكد من أنهم يستطيعون التحدث بالفرنسية ومن عدم نشرهم أفكارا متشددة.

وتابع “الأتراك الذين يعيشون بفرنسا، مواطنون فرنسيون في عيني أرغب في أن يكونوا فرنسيين، وأن يتمتعوا بالحقوق التي يتمتع بها الفرنسيون، وهم معنيون بنفس القوانين المعني بها الفرنسيون. فالقوانين التركية لا يمكن أن تسري هنا”.

اترك رد

تعليق 1
  1. AffiliateLabz يقول

    Great content! Super high-quality! Keep it up! 🙂

%d مدونون معجبون بهذه: