رأي #في_زمن_القوادة_والعهر_السياسي

سؤال يراودني بعد الربيع العربي، هل الدعارة الجسدية أسوأ حالا من الدعارة السياسية؟…

في نظري رغم قصره، الدعارة السياسية متنوعة وعديدة الأشكال، وهي أبشع وأحط وأقذر من دعارة الجسد، فالدعارة السياسية بيع للمواقف وتكسبا من التبدلات، وفتح للغرف على مصراعيها لكل الأطراف، وجنيا للمال من كل راغب في قرار، بينما دعارة الجسد بيع للشرف بدون تمييز، ومرض اجتماعي خطير، إلا أنها في النهاية قرار شخصي لايؤثر على آلاف البشر، كما تؤثر الدعارة السياسية التي يمكن أن تضر ملايين البشر، حين لايجوع ممارسوها ويأكلون بأثداء الناس. تم إن دعارة الجسد أخف وطأة وأقل حدة، وهي في النهاية بين امرأة ورجل، أو بين الشواذ، في حين أن الدعارة السياسية أشد قسوة وأكثر إيلاما وأعتى خطورة، في الوقت عينه لاتختلف الدعارة السياسية عن الدعارة الفكرية التي أضحت مستشرية في أوساط المجتمع المغربي خاصة والعربي عامة.
في زمن الدعارة السياسية والعهر الفكري، تمر الأيام وتمضي السنين، وحياتنا باتت أشبه بحياة الضفادع التي تعيش في المستنقعات والأنهار الضحلة.
في زمن الدعارة السياسية، لم ولن يبقى شيئا غريبا، وليس هناك ما يدعو للتعحب، فلا عيب أن تفتي مايصا او أن يفتي بوليف فبطن بلادي عقمت ولم تعد ولاٌدة في زمن الردة.
في زمن العهر السياسي أصبحنا نستبيح الصمت على دمارنا، ونسيٌد العبيد علينا، فلماذا نطلب الشفقة من الآخرين على أوجاعنا.
الكارثة الكبرى ان الدعارة السياسية تطاردنا وتطرد عنا الأخلاق والقيم والمبادئ في زمن الشيخ والمريد..
في زمن الدعارة السياسية حوصرنا بالجهل والجهلاء، وبالتالي فقدنا الفكرة العظيمة، حيث سقط الفكر لدى الكثير وأنعدم العلم، بعد أن هاجر العلماء إلى بلاد (الكفر)، كنا يحلوا لهم تسمية ذلك، ليتم اقتلاع الإبداع والتنوير من جذوره، ثم تجاوز الوضع العبثي استفحالا، إلى أن سقطنا في فخ البغبغة والتطبيل للفاسدين.
في زمن الدعارة السياسية تحول الفاسد إلى شريف، ثم انتقل من مرحلة الشرف إلى أن أصبح زاهدا، وليا من أولياء الله يعلمنا الحكمة والموعظة ويفتي في الحلال والحرام، بل إن بعض من يحمل إيديولوجية الدعارة السياسية يرى في نفسه بأنه أكثر تدينا والتزاما من باقي الشعب المسكين، فذهب بعيدا وراح يعلمنا الدين والتدين، وهو يعلم علم اليقين بأن الشرف والزهد لاتحتاج لاستعراض العضلات…
#صباحبينمايصا_وبوليف

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: