اختتام معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب يبصم على حضور ثقافي مميز

اختتمت فعاليات الدورة السادسة والعشرين من معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب، الأحد، والتي استمرت من 7 فبراير الجاري حتى 16 من نفس الشهر، وقد أعلنت وزارة الثقافة المغربية التي تنظم المعرض سنويا أن عدد زواره بلغ في العام 2020 نصف مليون زائر.

وتابعت “أخبارنا الجالية ”، مشاركة كتاب وأدباء وشعراء وإعلاميين، في مختلف اللقاءات والفعاليات المتنوعة من محاضرات وأمسيات شعرية وتوقيع كتب وأنشطة خاصة بالطفل، إلى جانب الكتب والجوائز مثل جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات التي يقدمها “المركز العربي للأدب الجغرافي -ارتياد الآفاق” وجائزة القراءة، كما عرض عدد من دور النشر عناوين جديدة في مجالات مختلفة تهم فئات عريضة من الجمهور الوافد على المعرض من مدن مختلفة.

وأكد وزير الثقافة الحسن عبيابة، الأحد، أن عدد المؤسسات المشاركة في هذه التظاهرة بلغ 266 مؤسسة منها ثماني مؤسسات دستورية وست وزارات قطاعية وثلاث مؤسسات عمومية وسبع جامعات و12 سفارة وتمثيلية أجنبية، إلى جانب 230 عارضا من المغرب والعالم العربي وأفريقيا وأوروبا وأميركا وآسيا.

كما عرفت هذه الدورة من المعرض الدولي للنشر والكتاب عرض 120 ألف عنوان، وتنظيم 120 فعالية ضمن البرنامج الثقافي الذي سطرته الوزارة، والذي ساهم فيه 380 متدخلا من كتاب ومثقفين 70 منهم من خارج المغرب، فيما تجاوز عدد الأنشطة التي نظمتها دور النشر وباقي المؤسسات ألف نشاط.

ويشار إلى أن الدورة الـ26 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي نظمتها وزارة الثقافة والشباب والرياضة في الفترة بين 7 و16 فبراير الجاري، عرفت مشاركة 703 عارضين من المغرب والعالم العربي وأفريقيا وأوروبا وأميركا وآسيا، قدموا عرضا وثائقيا متنوعا يغطي مجمل حقول المعرفة، وتجاوز عدد العناوين المعروضة فيه 100 ألف عنوان.

المعرض الدولي للنشر والكتاب عرض ما يقارب 120 ألف عنوان، ونظم 120 فعالية ضمن برنامجه الثقافي

بدورها عرفت البرمجة الخاصة بفئة الأطفال تنظيم 80 نشاطا أطره أكثر من 60 مؤطرا منهم فنانون ورياضيون وإعلاميون، وحظيت دورة المعرض هذه السنة، حسب الوزير، بتغطية إعلامية واسعة أشرف عليها قرابة خمسين منبر إعلامي وطني ودولي.

تضمن البرنامج الثقافي للدورة 26 من المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، الاحتفاء بذكرى خمس شخصيات مغربية راحلة سطع نجمها في عالم الفكر والأدب والصحافة، في مبادرة تعترف بمنجز هؤلاء المبدعين وتخلد حضورهم بما يجعلهم، وإن رحلوا، فهم “أحياء في الذاكرة.” ومن هؤلاء الشخصيات المحتفى بذكراها، الراحل محمد باهي (توفي سنة 1996) والذي راكم عددا من التجارب الصحافية جعلت منه إحدى القامات الكبرى في تاريخ الإعلام بالمغرب.

وواصل المعرض انفتاحه على تجارب روائية وقصصية من العالم العربي والمغرب، كما قدّم العديد من الندوات والفعاليات، ولم يغفل في ذلك دور الأطفال وأهميتهم فخصصت هذه الدورة السادسة والعشرين من المعرض جوائز للقراءة والكثير من الفعاليات الموجهة للترغيب في القراءة.

وحسب عبيابة، فقد تميزت هذه الدور بتنظيم مبادرات لاقت استحسانا كبيرا من ضمنها تكريم 24 من المبدعات والمبدعين على الصعيد الجهوي والتعريف بهم، وذلك في إطار تعزيز وتفعيل السياسة الثقافية الجهوية، كما شكل المعرض فرصة لإثراء الحوار الثقافي الفكري الإقليمي والدولي، وتعزيز الدبلوماسية الثقافية الذي يشكل أحد أبرز أهداف المعرض الدولي للنشر والكتاب.

وحضر الشاعر التونسي أشرف القرقني، المعرض الدولي للكتاب لتوقيع مجموعته الشعرية الجديدة، “نشيدُ سيِّد السّبت”، وأكد لـ “أخبارنا الجالية ”، أنها أوّل مرّة يزور فيها معرض الكتاب الدولي بالدار البيضاء، وكانت المفاجأة بالنسبة إليه أن الإقبال كان وافرا، حيث حضر عدد كبير من مبدعي المغرب وشعرائه من قبيل صلاح بوسريف ومحمد الأشعري ومصطفى فهمي، وغيرهم.

ويطرح مستوى الإقبال على الكتاب مسألة واقع القراءة بالمغرب وفي هذا الشأن قدم رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي تقريرا لتحسين قطاع الكتاب الذي يحمل عنوان “النهوض بالقراءة ضرورة ملحة”، على هامش فعاليات الدورة الـ26 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، موردا أن هذه الوثيقة تتوخى “التشجيع على القراءة ومزاولة هذا الطقس مدى الحياة. من خلال مؤشرات دالة”.

وقد أبرز مقرر اللجنة الدائمة المكلفة بمجتمع المعرفة والإعلام بالمجلس، عبدالله الدكيك، أن النهوض بالكتاب يقوم على تشجيع الناشرين والنهوض بالفضاءات التجارية وإعادة مواءمة ثقافية للفضاء الثقافي.

موريتانيا “ضيف شرف” المعرض

ورصدت “أخبارنا الجالية ”، انتقال زوار المعرض من دار نشر إلى أخرى كان هو الواضح خلال عملية البحث عن صيد ثمين سواء من ناحية العناوين أو إغراء الأثمان التي كانت بعض دور النشر خبيرة في التعامل مع هذا المحدد بذكاء لاستقطاب أكبر عدد من الزوار لأروقتها.

وفي تعليقه لـ “أخبارنا الجالية ”، لاحظ الكاتب المغربي أحمد المديني، أن الجمهور يقتني حتى أكثر من قدرته، لكن كثيرا من المعروض ثمنه مرتفع -باستثناء الكتاب المسمى دينيا، المدعوم من جهات ما.

من جهته أكد بسام كردي، المدير العام للمركز الثقافي للكتاب، لـ “أخبارنا الجالية ”، أن الإقبال على جناح المركز كان جيّدا وهذا راجع إلى العناوين الجديدة التي صدرت عن الدار بمناسبة المعرض والتي بلغت 26 عنوانا جديدا وإجمالا كل منشورات الدار فكرية وأدبية، ويعتقد أن الحدث الأهم والأكثر حضورا في هذه الدورة كان تقديم كتاب “عبدالرحمن اليوسفي دروس للتاريخ” لمؤلفه إدريس الكراوي.

السلبية البارزة في المعرض تكمن في غلاء أسعار الكتب المترجمة بشكل خاص في جل دور النشر المشاركة التي تهتم بجنس الرواية والعلوم الاجتماعية والأنثروبولوجيا، ما جعل الإقبال عليها من طرف القراء خافتا.

ولفت الكاتب أحمد المديني، إلى ظاهرة أن الناشرين لا يقومون تقريبا بأي جهد لتقديم الكتاب وفتح أروقتهم للحوار، كثير منهم كأنهم تجار همهم كله تحصيل المال، وعرض ما تراكم في مكتباتهم، وختم المديني تصريحه لـ “أخبارنا الجالية ”، بقوله إن معرض الكتاب بأي شكل هو عيد سنوي للكتاب والقراءة علينا أن نحتفل به ونفخر.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: