ضغوط الانتقادات تحاصر مدربي الدوري المغربي

تفجرت ظاهرة جديدة، بالدوري المغربي في نسخته الحالية، تمثّلت في الضغط الذي بات تمارسه الجماهير على مدربي الأندية، لأسباب مختلفة، حيث يعدّ الموسم الكروي هو الأعنف من حيث الإقالات التي تعرّض لها مدربو الدوري المغربي، بعدما أنهى 15 مدربا ارتباطاتهم -قبل الأوان- مع أنديتهم قبل نهاية مرحلة الذهاب.

يعاني عدد من المدربين اللذين ينشطون بالدوري المغربي من احتجاجات وانتقادات الجمهور، ومنهم من خضع للأمر الواقع، واضطر للرحيل ومنهم من لا يزال يقاوم. وتدور غالبية الاحتجاجات حول النتائج التي يدفع فاتورتها المدربون، إلا أنه في أحيان أخرى يتعرّض بعض المدربين لحملات ممنهجة، وضغوطات، يكون هدفها تحريض الجماهير ضدهم من جهات معيّنة، أو لخلافات مع المسؤولين من أجل التمرّد على قراراته.

ويعيش محمد الكيسر مدرب أولمبيك آسفي وضعية متناقضة جدا، حيث يتعرّض لشتى أنواع الاحتجاجات والضغوط المجانية من محسوبين على جمهور الفريق.

ورغم العمل الكبير الذي يقوم به، والنتائج الإيجابية التي يسجلها على غرار مواصلته اللعب بكأس محمد السادس للأندية الأبطال، حيث بلغ الدور ربع النهائي، إلا أن ذلك لم يوضع في حسابات البعض. وأثّرت هذه الوضعية على نفسية الكيسر، الذي أكد في تصريحات صحافية استغرابه مما يحصل معه، لكنه قرر مواجهة الاحتجاجات، لكن هل يتمكن من مقاومتها لفترة طويلة؟

كذلك انقلبت وضعية محمد فاخر رأسا على عقب مع حسنية أكادير، بعدما عاد له هذا الموسم، وكله آمال من أجل إعادة كتابة التاريخ مجددا، غير أن الأمور سارت عكس التيار، إذ ذهب فاخر ضحية انتقادات قوية من جمهور الفريق، الذي لم يقبل بإقالة المدرب السابق ميغيل غاموندي. واضطر مجلس إدارة حسنية أكادير لفسخ العقد مع فاخر، وأعاد سبب ذلك لقوة قهرية، تمثلت في عدم قدرة المسؤولين تحمّل الاحتجاجات والأجواء المشحونة بالمدرجات والمباريات، مما يؤكد تأثير الجمهور في قرارات المجالس المسيرة.

محمد الكيسر مدرب أولمبيك آسفي يعيش وضعا متناقضا، حيث يتعرض لشتى أنواع الاحتجاجات والضغوط

لم يسلم عبدالرحيم طاليب مدرب الجيش من بطش مشجعي الفريق ونعتهم بالمشوشين، حيث انتفض في وجههم في إحدى المواجهات، ولم يتقبّل الانتقادات التي تعرّض لها ولاعبيه. ورغم أن الجيش سجل نتائج مشجعة قياسا بالتغييرات البشرية التي أضيفت في بداية الموسم، إلا أن فئة من الجمهور لم تتقبّل بعض النتائج، وبدا أن طاليب تأثر كثيرا بتلك الاحتجاجات، التي اعتبر أن الغرض منها، هو زعزعة استقرار الفريق.

لم يكن المشوار الجيد لنهضة بركان ليقنع فئة من جمهور الفريق، انتفضت لمجرد تراجع النتائج لفترة قصيرة، بل دفعت المدرب طارق السكتيوي للخروج عن هدوئه المعهود، فوصفهم بالشرذمة. واستطاع نهضة بركان أن يستعيد توازنه وسجل نتائج إيجابية في المباريات الأخيرة، فعبر لربع نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية، لكن الاحتجاجات التي تعرّض لها السكتيوي، تؤكد أن الجمهور البركاني لن يقبل بتراجع النتائج مجددا، وأن أمام مدرب الفريق معارك جانبية منتظرة.

ويعدّ هشام الدميعي آخر المنضمين إلى طابور المدربين الذين غادروا منصبهم. وخلال أسبوع واحد غادر 3 مدربين منصبهم دفعة واحدة، كانت البداية بمحمد فاخر المقال من تدريب حسنية أكادير، وبعده وليد الركراكي المستقيل من تدريب الفتح بعد 6 مواسم قضاها رفقة الفريق. وباستقالة الدميعي، التي أكره عليها كما قال، بلغ عدد الأسماء التي غادرت فرقها 15 مدربا قبل نهاية مرحلة الذهاب.

فرق استثنائية

يواصل قيادة السفينة

بين 16 ناديا في الدوري المغربي، 4 فرق فقط شكلت الاستثناء بعدما حافظت على مدربيها، ويتعلق الأمر بالجيش الملكي مع عبدالرحيم طاليب، وأولمبيك آسفي مع محمد الكيسر، ومولودية وجدة مع عبدالحق بنشيخة، والمغرب التطواني مع الإسباني خوان بياديرو. وباقي فرق الدوري استبدلت مدربيها، ومنها من دخل في نزاعات معروضة أمام اتحاد الكرة، بسبب صعوبة فك الارتباط، ومطالبة المدربين بتعويضات مالية عن الإقالة.

وتثير هذه الإشكالية جدلا كبيرا في المغرب، في ظل ارتفاع الأصوات المطالبة بمنع الفرق من التعاقد مع أكثر من مدربين في الموسم الواحد؛ للحد من ظاهرة تغيير المدربين.

على عكس المواسم السابقة، التي كانت تسلم فيها الأسماء الكبيرة من شر الإقالات، كان هذا الموسم استثنائيا، ويعدّ محمد فاخر أكثر المدربين المغاربة تتويجا بالألقاب آخر الضحايا، بعدما أطاح به نادي أكادير من عارضته الفنية، وقبله عزير العامري صاحب لقبي الدوري مع المغرب التطواني الذي غادر بني ملال بعد سلسلة من الهزائم.

كما غادر رشيد الطاوسي مدرب الأسود السابق نادي خريبكة، وتنحى الركراكي من تدريب الفتح للإشراف على الدحيل القطري، والزاكي بادو الذي غادر الجديدي من أجل منصب داخل جهاز الكرة.

غزو أجنبي

رياح التغيير تهب على الدميعي 

لأول مرة منذ مواسم عديدة يتقاسم فيها المدربون الأجانب الإدارة الفنية لأندية الدوري مع المدربين المغاربة، رغم خروج ومغادرة العديد من الأسماء من قبيل الجزائري نبيل نغيز المقال من طنجة وباتريس كارتيون من تدريب الرجاء وزوران الصربي آخر المقالين من تدريب الوداد. ويتواجد حاليا بالدوري المغربي 3 مدربين من تونس، وهم أحمد العجلاني مع خريبكة، ومنير شبيل مع سريع وادي زم، وفريد شوشان مع يوسفية برشيد، إضافة إلى مدربين من الجزائر وهما بن شيخة مع مولودية وجدة، وعبدالقادر العمراني مع الجديدي، مع أسماء أخرى أوروبية كان آخرها الفرنسي سيباستيان ديسابر المتعاقد مع الوداد البيضاوي

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: