قرر قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائية لمراكش، في ساعة متاخرة من مساء الإثنين إرجاء اتخاذ القرار بشأن متابعة المغنية المغربية المثيرة للجدل دنيا بطمة وشقيقتها ابتسام لتورطهما في ملف الحساب الوهمي المعروف بـ”حمزة مون بيبي” المتخصص في التشهير وابتزاز فنانين ورجال أعمال داخل وخارج المغرب، والذي عاد للنشاط بعد اختفائه منذ الكشف عن متابعة المتورطين.
وخضعت دنيا بطمة وشقيقتها ابتسام لأولى جلسات الإستنطاق التفصيلي، التي استمرت سبع ساعات، حيث تقرر الاستماع للفنانة سميرة الداودي إحدى الضحايا قبل إعادة الملف للنيابة العامة لإبداء الرأي فيه على ضوء مستجدات القضية بعد الاستماع للضحية، قبل إحالة الملف من جديد على قاضي التحقيق نهاية شهر فبراير الجاري، لاتخاذ قرار المتابعة من عدمه. وعلقت المغنية المغربية أمس الثلاثاء بحسابها على انستغرام على استمرار متابعتها بعبارة “الله كبير”.
سب وشتم وتوزيع اتهامات خلال المحاكمة وعودة حساب “حمزة مون بيبي” للظهور
والمحكمة حققت مع دنيا وشقيقتها لسبع ساعات وأجلت اصدار الحكم
واستمع قاضي التحقيق خلال جلسة استغرقت زهاء سبع ساعات تقريبا إلى المعنيتين، اللتين تمت مواجهتهما مع “سكنية كلامور”، المتابعة في حالة اعتقال على ذمة ملف “حمزة مون بيبي”، والمغنية “سميرة الداودي”، إحدى المشتكيات.
وعرف محيط المحكمة منذ الساعات الأولى لانطلاق هذه الجلسة حضورا قويا للمعجبين بالفنانة دنيا بطمة، والمناصرين للمشتكين. كما تميزت أجواء التحقيق بضبط محكم من طرف النيابة العامة ورئاسة المحكمة من أجل توفير الجو المناسب لقاضي التحقيق لمزاولة مهامه ورفعت أمام المحكمة شعارات تندد بـ”عصابة مون بيبي”، كما نشبت مشادات كلامية وسب وشتم وتوزيع اتهامات بين الطرفين، ما دفع عناصر القوات العمومية إلى التدخل لتهدئة الوضع.
وقالت عمة دنيا بطمة التي كانت بين الحضور “إن الخطأ الذي ارتكبته دنيا بطمة، هو عفويتها في التعامل مع الناس، ولها الثقة الكافية في القضاء المغربي، وأن المحاكمة ستكون ناصفة لبطمة، وفي حالة تبث الأمر ضدها نرجو لها المغفرة”.
وقالت “دنيا حامل وداخلة للتحقيق وتقدر تجهض بسبب الهضرة ديال (كلام) الناس”، مضيفة أن “دنيا فيها الهضور (الكلام) والمعيور (الشتم) ولكن شي حاجة أخرى مكايناش” (لكن لا شيء اخر) وأضافت “إذا كانت بنت خويا متورطة ره ميزكلوهاش (لن يرحموها) وإذا مظلومة الله ينصرها”، وقالت “أنا مع المظلوم، ولكن ما يحز في النفس أن اسم بطمة العريق تمس وتم الاستهزاء به والأكثر من هذا الشي، تم سب والدتي وهي في قبرها وهذا شي عيب وعار على الناس يجبدو العروق ديالنا (يتناولون أعراقنا)”.
وتواجه الفنانة المغربية دنيا بطمة، وشقيقتها ابتسام بطمة، مجموعة من التهم، إذا تم البت في حقهما، بتهم المشاركة في الدخول إلى نظام المعالجة الآلية للمعطيات عن طريق الاحتيال، والمشاركة عمدا في عرقلة سير هذا النظام وإحداث اضطراب فيه وتغيير طريقة معالجته، بالاضافة إلى البث والتوزيع عن طريق الأنظمة المعلوماتية أقوال أشخاص وصورهم دون موافقتهم، وكذا بث وقائع كاذبة قصد المساس بالحياة الخاصة للأشخاص قصد التشهير بهم والمشاركة في ذلك، إضافة إلى المشاركة في النصب والتهديد”.
ويعاقب القانون الجنائي المغربي، بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وغرامة من 2000 إلى 20000 درهم، كل من قام عمدا، وبأي وسيلة بما في ذلك الأنظمة المعلوماتية، بالتقاط أو تسجيل أو بث أو توزيع أقوال أو معلومات صادرة بشكل خاص أو سري، دون موافقة أصحابها، كما يعاقب بالعقوبة نفسها، من قام عمدا وبأي وسيلة، بتثبيت أو تسجيل أو بث أو توزيع صورة شخص أثناء تواجده في مكان خاص، دون موافقته.
واستانف وكيل الملك (النيابة العامة) لدى المحكمة الابتدائية في مراكش قرار قاضي التحقيق في المحكمة نفسها، الذي متع المغنية دنيا بطمة وشقيقتها بالسراح مقابل كفالة 40 مليون سنتيم، لكليهما، دون إغلاق الحدود في وجههما وطالبت النيابة العامة بإغلاق الحدود في وجه الأختين بطمة، وبكفالة قدرها 500 ألف درهم، مع وضعهما تحت المراقبة القضائية، وعدم مغادرة المغرب. يذكر أن غرفة المشورة لدى محكمة الاستئناف قررت الاستجابة لطلب النيابة العامة، ورفعت الكفالة وأغلقت الحدود أمام دنيا بطمة، التي وضعت تحت المراقبة القضائية.
من جهة اخرى عاد حساب “حمزة مون بيبي” المختص في الابتزاز والتشهير، على تطبيق “إنستغرام” لنشاطه السابق، هذه الأيام، وبدأ القصف كالمعتاد وتطرق لقضية الاعتقالات والمحاكمات التي تسبب فيها ليثير الجدل من جديد، سيما أنه كان متوقفا طيلة لفترة، ليعود تزامنا مع مثول دنيا بطمة وشقيقتها، المتابعتين في حالة سراح على خلفية ذات الموضوع، أمام القضاء.
ونشر الحساب المثير للجدل سلسلة من التقارير يدافع فيها عن المتهمين في القضية من بينهم دنيا بطمة، الذي قيل إنه لا علاقة تجمعها به، كما أكد أن كلامور كان من المفروض أن تتابع هي الأخرى في حالة سراح.
وهاجم “حمزة مون بيبي” كل المتضررين من الحساب وعلى رأسهم الحقوقي محمد المديمي، كما تطرق إلى الحديث عن الإعلامية السابقة مريم سعيد. وقال عنها إنها أكثر المتضررين من هجوم الحساب عليها، إلا أنها الوحيدة التي لم تستغل المحاكمات وهذه الفوضى لتخرج بتصريحات “غبية”، وتابعت حياتها وتزوجت برجل أعمال كويتي وتطرق أيضا لتبرئة المصممة المغربية عائشة عياش، المقيمة في الإمارات والتي صدرت في حقها مذكرة بحث دولية إلا أنه لحد الساعة لم يتم اعتقالها وتسليمها للمغرب، وأورد “حمزة مون بيبي” أن عياش لا يعرفها ولا علاقة له بها سوى أنها كانت ترسل له فيديوهات ضحك وأنه يتواصل معها كما يتواصل مع متابعين آخرين.
وتوصل الحساب بعدة أسئلة التي أجاب عنها عبر خاصية “ستوري” وأهمها لماذا عاد في هذا الوقت بالضبط لينشر ما ينشره، ليؤكد أن عودته هاته هي جواب على أن المتابعين في القضية أبرياء، بحسبه وقال موقع اشكاين “يبدو أن القضية أكبر من هذا بكثير، حيث يرى العديد من متابعي الحساب ومن متابعي القضية، التي أصبحت قضية رأي عام وطني ودولي، أن خروج الحساب في الوقت الذي تم فيه انطلاق التحقيق التفصيلي مع دنيا هو لتمويه القضاء والتأثير عليه، وأن من يسير الحساب هو شخص مدفوع له وغالبا يتواجد خارج المغرب، فهل ستتخذ السلطات إجراءاتها للتحقيق في عودة الحساب؟”.
وكان قاضي المحكمة قرر الأسبوع الماضي تعليق الجلسة إلى وقت لاحق بعدما شهدت اشتباكات بين مناصري دنيا بطمة وشقيقتها ابتسام ومطالبين بسجنها.