نتنياهو التقى بوريطة وعرض اعتراف أمريكا بسيادة الرباط على الصحراء مقابل التطبيع

يبدو ان إدارة الرئيس دونالد ترامب قبلت لنفسها ان تكون العصا السحرية التي تحقق لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جميع رغباته، في محاولة لإعطائه دفعة للفوز في الانتخابات في 2 مارس المقبل، مما قد يعفيه من خوض تجربة السجن كغيره من مسؤولين سابقين بسبب تهم الفساد.

فبعد «صفقة القرن» التي قدمت له كهدية، جاء اللقاء شبه المفاجئ مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح برهان في العاصمة الأوغندية، كخطوة نحو التطبيع مع دولة الاحتلال.
وها هو نتنياهو يجدد المساعي طبعا عبر الإدارة الأمريكية المسخرة لخدمته، لإنجاز صفقة مع المغرب بموجبها تعترف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، مقابل تطبيع الرباط مع تل أبيب.

وزير الخارجية المغربي: لا ينبغي أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم

وتحت عنوان «هكذا حاول نتنياهو دفع صفقة ثلاثية بين إسرائيل والولايات المتحدة والمغرب، وفيها اقترح على الرئيس ترامب عدة مرات خلال العام الأخير أن تعترف واشنطن بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية مقابل خطوات تطبيعية من الرباط».
وتقول القناة الإسرائيلية 13 في تحقيق لها نقلا على مصادر إسرائيلية وأمريكية «مطلعة» إن الحديث عن الصفقة بدأ في  سبتمبر 2018 تزامنا مع وصول نتنياهو للأمم المتحدة. واستذكرت القناة أن نتنياهو التقى على هامش زيارته، وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة موضحة أن اللقاء كان ثمرة اتصالات سرية بين مستشار نتنياهو للأمن القومي مئير بن شابات ومساعده ماعوز وبين بوريطة.
ويشير التحقيق التلفزيوني الى استعانة إسرائيل برجل الأعمال الأمريكي اليهودي ياريف الباز، وهو أحد أقوى رجال الأعمال الكبار في سوق الغذاء في المغرب. كذلك فإن الباز مقرب من صهر الرئيس ترامب، جاريد كوشنر، وسبق أن التقيا في المغرب. وفي مايو  2019 زار كوشنر الدار البيضاء واصطحب معه الباز في زيارة للمقبرة اليهودية مع الحاخام دافيد بينتو ونائب وزير خارجية المغرب، فيما قام الباز لاحقا بالربط بين بن شبات وبوريطة.
وتنقل القناة 13 عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الجميع كان سيخرج رابحا من هذه الصفقة: سيفوز العاهل المغربي الملك محمد السادس بمكسب تاريخي، فيما يستطيع ترامب التلويح بنجاحه بدفع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية بثمن رخيص، أما نتنياهو فسيحظى بزيارة رسمية علنية للمغرب وبلقاء «مطنطن» مع الملك وقبيل الانتخابات العامة.
وحسب القناة حاول نتنياهو جاهدا مع البيت الأبيض لدفع هذه الصفقة كما خطط لها، لكن تسريب خبر زيارة بن شبات للمغرب في الصحافة العربية تسبب في تعطيل الصفقة. وكشفت أيضا أن مساعي إنجاز الصفقة تجددت قبيل الانتخابات العامة في سبتمبر الماضي، لكن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون عارضها بشدة وأحبطها.
وتتابع القناة «وقبيل زيارة وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو للرباط في نوفمبر الماضي تجدد طرح الصفقة المقترحة بعد الإطاحة ببولتون، لكن بومبيو تحفظ على الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء فتعطلت الصفقة».
ونقلت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن المغاربة محبطون جدا من الفارق الكبير بين وعود نتنياهو ورجاله، وبين النتائج على أرض الواقع، كما أنهم يشمئزون من مناوراتهم وإطلاقهم إشاعات عن المغرب لخدمة احتياجاته الداخلية ـ الانتخابية.
وقال وزير الخارجية المغربي، أمس إن بلاده تدعم الفلسطينيين في موقفهم من «صفقة القرن» الأمريكية المزعومة.
جاء ذلك في رده على مستشارين في اجتماع للجنة الخارجية والحدود والدفاع الوطني والمناطق المغربية المحتلة في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، لمناقشة مشروعي قانوني ترسيم الحدود البحرية.
وقال بوريطة، إن «هناك مبادرة (في إشارة لصفقة القرن) يجب أن نقول إنها إيجابية ولأول مرة تتحدث عن حل الدولتين(…) المبادرة لا تفرض على الفلسطينيين قبولها ومن حقهم التعبير عن موقفهم والمغرب يدعمهم في ذلك».
وفي رده على انتقاد إحدى أعضاء مجلس المستشارين لموقف البلاد من الصفقة المزعومة، واعتبرها أن قضية فلسطين «قضية أولى للمغرب»، أضاف بوريطة، إن «قضية الصحراء هي القضية الأولى للمغرب، ولا ينبغي أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم».

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: