صفقة القرن على طاولة اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب
انطلق في القاهرة الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب برئاسة وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم لاتخاذ موقف عربي إزاء خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، والتي رفضتها السلطة الفلسطينية علي لسان رئيسها محمود عباس.
وفي كلمته أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه أبلغ إسرائيل رسميا ب “قطع كل العلاقات معها بما فيها الأمنية” وطلب منها “تحمل مسؤولياتها كقوة احتلال” للأراضي الفلسطينية.
وتلا عباس أمام الاجتماع العربي نص رسالة قال إنها سُلمت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد له فيها ان الخطة الأميركية للسلام تمثل “نقضا لاتفاقات” أوسلو الموقعة بين الفلسطينيين وإسرائيل عام 1993 وبالتالي “عليكم تحمل المسؤولية كقوة احتلال: من حقنا أن نواصل نضالنا المشروع بالوسائل السلمية من أجل إنهاء الاحتلال”.
وأضاف الرئيس الفلسطيني انه أبلغ الإدارة الأميركية أيضا بـ”قطع كل العلاقات معها بما فيها العلاقات الأمنية”.
وأوضح عباس أنه كان قد قطع الاتصالات مع إدارة دونالد ترامب بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل عام 2017 الا أنه أبقى في ذلك الوقت “على العلاقات مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (ي أي ايه)” كونها تتعلق بالتعاون في “مكافحة الارهاب”
وأكد الرئيس الفلسطيني عدم قبوله بضم القدس لإسرائيل اطلاقا، مشيرا إلى قطع السلطة الفلسطينية التعامل مع الإدارة الأميركية على خلفية سياستها تجاه فلسطين.
وقال عباس ، أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب برئاسة وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم في القاهرة:” لن أقبل بضم القدس لإسرائيل إطلاقا وأن يسجل في تاريخي أنني بعت القدس عاصمتنا الأبدية”.
وأضاف مخاطبا الاجتماع: ” نشكركم على الحضور على ضوء إعلان صفقة القرن لاطلاعكم على الموقف والقراءة الفلسطينية له واتخاذ القرارات وخطة التحرك”، مشيرا إلى طلبه الاجتماع لمواجهة مخاطر الخطة الأميركية على القضية الفلسطينية ومنع ترسيمها كمرجعية دولية جديدة.
وأوضح عباس أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو “لا يؤمن بالسلام” وأنه أمضى في رئاسة الحكومة الاسرائيلية أكثر من اي رئيس وزراء اسرائيلي آخر ومع ذلك لم يحصل هناك أي تقدم في عهده بعملية السلام.
وأشار إلى أن “وعد بلفور لم يكن وعدا بريطانيا بحتا بل بريطانيا أمريكيا، لافتا إلى أنه كان هناك تنسيق كامل بين بريطانيا والولايات المتحدة على كل كلمة وردت بالوعد”.
وأكد عباس أن الولايات المتحدة هي “الراعي الأساسي لوعد بلفور”، مؤكدا أن أمريكا أصرت على أن يوضع وعد بلفور في ميثاق عصبة الأمم كما وضع “في صك الانتداب البريطاني على فلسطين”.
وقال: “ورد بالوعد نقطتان: إقامة وطن قومي لليهود، وأن يمنح هؤلاء السكان الموجودين في هذه الأرض حقوقا مدنية ودينية ولم يذكر من هم السكان”.
وتابع بالقول: “قبل دخول ترامب للبيت الأبيض كان هناك قرار 2334 هو قرار تبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 23 ديسمبر 2016، أميركا صاغت القرار سرا بالاتفاق مع بريطانيا”.
وقال: “رفضنا استلام الصفقة منذ اللحظة الأولى من إعلانها”، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية “اتصلت بنا عقب الإعلان عن الصفقة ورفضنا استلامها لقراءتها”.
ويخشى الفلسطينيون من أن يؤدي القبول بصفقة القرن المزعومة، إلى إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق الفهم الأمريكي الذي يُعرف اللاجئ الفلسطيني بأنه هو فقط الجيل الأول من اللاجئين، وأن أولاده وأحفاده والأجيال التالية ليسوا لاجئين، وهو ما يمهد لإلغاء أهم الثوابت التي أجمع عليها الفلسطينيون، وهو التمسك بحق العودة وعدم التنازل عنه.
وأكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن توقيت طرح الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط يثير الكثير من الأسئلة، واصفا المبادرة بأنها “مخيبة للآمال”، ودعا الفلسطينيين إلى إنهاء الانقسام الداخلي من أجل مواجهة التحديات.
وقال أبو الغيط أمام الاجتماع الطارئ: “القضية الفلسطينية تهم العرب جميعا واجتماعنا اليوم هو وقفة تضامن مع الفلسطينيين شعبا وقيادة”.
وأضاف: “يفترض أن يتم التفاوض على أرضية يتفق عليها الطرفان أو على الحد الأدنى منها،” وشدد “نريد بلورة موقف عربي موحد إزاء خطة ترمب للسلام… ندرس كل ما يطرح علينا ومن حقنا أن نقبل أو نرفض”.
وأشار الأمين العام إلى أن “إسرائيل تفهم الخطة الأميركية للسلام بمعنى الهبة، ولا يمكن العودة للتفاوض بناء على الحد الأدنى لحقوق الفلسطينيين” ، داعيا الفلسطينيين إلى “إنهاء الانقسام الداخلي لمواجهة التحديات”.
والتقى الرئيس الفلسطيني السبت، نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، قبيل اجتماع وزراء الخارجية العرب، لبحث “صفقة القرن” المزعومة.
وأكد الرئيس المصري على ثبات الموقف المصري تجاه حل القضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها.
جاء ذلك فى بيان صادر عن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية عقب استقبال السيسي بقصر الاتحادية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفق ما نشره التلفزيون المصري على موقعه الالكتروني .
وقال السيسي: “في نهاية المطاف لا بديل عن المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع حتى يمكن التوصل إلى تسوية يتم التوافق عليها في إطار شامل يضمن استدامة تلك التسوية، وينهي معاناة الشعب الفلسطيني باستعادة كامل حقوقه المشروعة، ويحافظ على حقوق كافة الأطراف في الحياة والعيش في أمن واستقرار وسلام”.
وشدد السيسي على أن “مصر كانت ومازالت في طليعة الدول الساعية لإحلال السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط،” مستشهدا بـ “تبنى مصر التعايش السلمي ونبذ العنف كنهج استراتيجي راسخ لسياستها على مدار أكثر من 40 عاماً”.
وقال الرئيس المصري: “كرست مصر خلالها جهودها لنشر تلك الثقافة في المنطقة كسبيل وحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار لشعوبها ولتغير واقعهم الي الأفضل”.
وأعرب الرئيس الفلسطيني عن تقديره لـ “جهود مصر الصادقة ومساعيها المُقدرة في دعم القضية الفلسطينية،” مشيداً بـ “دور مصر التاريخي في هذا الصدد وما يتميز به من ثبات واستمرارية بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.
كما أشاد عباس بجهود مصر الحثيثة لدفع مسار المصالحة الوطنية وبناء جسور الثقة بين الأطراف الفلسطينية لتوحيد الصفوف في تلك المرحلة الدقيقة، الأمر الذي سيدعم مواجهة التحديات والاضطلاع بالاستحقاق الرئيسي المتمثل في تحقيق السلام المنشود.
وأكد الرئيس عباس أن السلطة الفلسطينية عازمة على المضي قدماً في خطوات إنهاء الانقسام سعياً لتوحيد الشعب الفلسطيني.
وأوضح المتحدث أن اللقاء شهد التباحث حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية في ضوء التطورات الأخيرة والإعلان عن خطة السلام الأمريكية التي تضمنت رؤية لتسوية القضية الفلسطينية ولمستقبل حلها.
وأضاف المتحدث أن الرئيسين اتفقا خلال اللقاء على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف إزاء مختلف جوانب القضية الفلسطينية، بما يساهم في تحقيق آمال الشعب الفلسطيني وتمكينه من بناء دولته المستقلة وضمان مستقبل أفضل لأجياله القادمة.
من جانبه شدد وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، على ضرورة أن يكون اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر السبت، شاملا لدعم القضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال لقائه، الجمعة، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالعاصمة المصرية القاهرة، عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب، حسب ما نشرت وكالة “وفا” الفلسطينية.
وأعرب الحكيم عن “دعم العراق ومساندته للقضية الفلسطينية، ونضال شعب فلسطين لنيل حقوقه الوطنية المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.
وقال بهذا الخصوص: “نطمح في الاجتماع الوزاري يوم غد السبت، أن يكون شاملا لدعم القضية الفلسطينية”.
وأطلع عباس، الوزير العراقي، على آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، وخطورة إعلان صفقة القرن المزعومة، وضرورة مواجهتها، بحسب المصدر.
يذكر أن وفد لبنان سيرأسه وزير الخارجية الجديد ناصيف حِتي في أول مشاركة خارجية له عقب تشكيل الحكومة الجديدة وكان يعمل موظفا بالأمانة العامة للجامعة العربية سابقا .
كما يشارك لأول مرة وزير الدولة للشؤن الخارجية السوداني عمر قمر الدين اسماعيل في الجلسة الطارئة لوزراء الخارجية العرب لبحث خطة السلام الامريكية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وتقر الخطة الأميركية، التي أعلنها الرئيس ترامب الثلاثاء الماضي ، بضم إسرائيل فورا للمستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مقابل شبه دولة فلسطينية مفككة يمكن الوصول إليها بعد سنوات. وهذا العرض بالنسبة للفلسطينيين أسوأ مما كان معروضا عليهم في المفاوضات السابقة التي انهارت دون الوصول إلى نتيجة.