رئيس الأصالة والمعاصرة هل يكون مجددا أم تقليديا

يستعد حزب الأصالة والمعاصرة لمنافسة قوية خلال مؤتمره العام الرابع المرتقب تنظيمه في 7 فبراير لاختيار قيادة جديدة للحزب.

وتدور المنافسة حاليا بين زعيمي تيارين داخليين مختلفين على مستوى الرؤية هما عبداللطيف وهبي زعيم تيار المستقبل داخل الحزب الساعي للتغيير ومحمد الشيخ بيدالله الذي يتبنى الطريقة التقليدية في التسيير.

ويتطلع وهبي، البرلماني وعضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، إلى مرحلة جديدة لن يكون فيها الحزب محسوبا على الدولة و”يخضع للتعليمات” وهي مرحلة تجتمع فيها الاستمرارية والقطيعة كفكرة حداثية وديمقراطية تكون لها تداعيات إيجابية على المغرب.

وتحدث وهبي، خلال ندوة صحافية عقدها الخميس لإعلان ترشحه لقيادة حزب الأصالة والمعاصرة، عن سعيه للقطيعة مع الاستقواء بالسلطة والقرارات والتعليمات.

ويتنافس عبداللطيف وهبي مع القيادي البارز في الحزب محمد الشيخ بيدالله على رئاسة حزب الأصالة والمعاصرة، والتي يشغلها حاليا حكيم بنشماش. واستطاع وهبي أن يجمع عددا من الداعمين لخطه السياسي داخل الحزب.

ويختلف المنافسان في المنهج المعتمد لاتخاذ مواقف الحزب السياسية، فبيدالله يمثل الطريقة التقليدية في التسيير والتي تتمثل في الوقوف ضد الإسلام السياسي والاعتماد على دعم الدولة في كل المحطات.

وعلى عكس ذلك، يبدو وهبي سياسيا يحاول وضع قواعد جديدة للحزب ليست مرتهنة بمقارعة مجموعات الإسلام السياسي بمنهجية قديمة. ويعتقد وهبي أنه قادر على قيادة الأصالة والمعاصرة بشكل أكثر فاعلية وجرأة ودون احتكار القرار السياسي في يد مجموعة ضيقة، إلى جانب تعميق تواجد الحزب داخل فئات شعبية وسياسية ونقابية أخرى كجزء من تنويع قاعدة الحلفاء.

ويبدو أن وهبي استشعر منافسة حزب التجمع الوطني للأحرار المشارك في الحكومة حيث قال “يجب على الأحرار أن يصنع مسافة بيننا وبينه لما في ذلك من مصلحة بالنسبة إلى كلينا”.

وهذا عكس ما ذهب إليه منافسه بيدالله الذي أكد أن التجمع الوطني للأحرار “حزب إخوة وأصدقاء” وأن “العلاقة التي ستجمعه معنا هي علاقة تعاون”، معتبرا أن “رئيس الحزب عزيز أخنوش رجل وطني ولا يمكن إلا أن تكون علاقات جيدة معه في المستقبل كما كانت في الماضي لخدمة بلادنا”.

وفي وقت استغرب فيه قياديو الأصالة والمعاصرة من ترشح بيدالله لقيادة الحزب وتخوفهم من أن يكون مدعوما من جهة معينة خارج حزبهم، لا يحظى وهبي أيضا بدعم كل أعضاء تيار المستقبل، وهو ما ترجمه غياب بعضهم عن الندوة الصحافية التي عقدها لإعلان ترشيحه لرئاسة الحزب.

وحاول وهبي تبرير هذا الغياب بقوله “غياب بعض قياديي تيار المستقبل ليس معناه أني لا أحظى بدعمهم”.

ويرى متابعون أن الاختلاف حول الشخصية التي ستقود الأصالة والمعاصرة في المرحلة القادمة “طبيعي”، وأن الرؤية حول الكفة الراجحة بين المتنافسين لم تتضح بعد.

وخلال الندوة الصحافية شدد وهبي على أنه لن يترك لأحد في الحزب بعد الآن فرصة أن يستقوي بالسلطة ليحقق مصالحه، في تصريح يهدف إلى ضمان شعبية داخل الحزب وخارجه بإبراز صفات القائد المتميز والعادل.

وفي مقابل ذلك، لمح وهبي إلى أن منافسه بيدالله يمثل مرشحا لتنفيذ التعليمات أو أنه يقدم نفسه كذلك أو أن محيطه يسعى إلى تقديمه بهذا الشكل. وقال “ذكرت بعض الصحف أخبارا بأن بيدالله مرشح بتعليمات عليا، وبمجرد ما قرأت ذلك، صممت على أن أترشح كي أكون ضده حتى لا تمر هذه التعليمات”.

ويرى مراقبون في وهبي “صوتا شعبويا” يحاول حشد الدعم بمواقف وتصريحات أكثرها صعب التحقق لأسباب تنظيمية وبنيوية، ومنها تأكيده على أنه لا ينظر بسلبية إلى الأحزاب ذات التوجهات الدينية، مشددا على أن المغرب بحاجة ملحة إلى حزب حداثي ديمقراطي يختلف عن التنظيمات المحافظة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: