العدالة والتنمية المغربي يتبرأ من الإخوان لإنجاح مساعي التحالف مع الأصالة والمعاصرة

نفى حزب العدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي في المغرب، أي علاقة له بتنظيم الإخوان بعد أن ألمح خصمه التقليدي حزب الأصالة والمعارضة، بالتنسيق مع تنظيم الإخوان، الأمر الذي ينسف أي تقارب أو تحالف بين الحزبين ظهرت ملامحهما مؤخرا.

وأكد محمد الشيخ بيدالله، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، والمرشح لقيادة الحزب، في تصريحات صحافية أن “حزبه يريد أن يقي المغرب تأثير الإخوان المسلمين كتنظيم عالمي له وسائل كبيرة وآليات قوية ويحمل أفكارا لا تشبه الإسلام المغربي، معتبرا أن الحديث عن التحالف مع العدالة سابق لأوانه”.

واستفزّت هذه التصريحات حزب العدالة والتنمية الإسلامي، وردّ عليها نافيا تلميحات واتهامات مبطنة من خصمه التقليدي في الحكم بارتباطه بالتنظيم المشبوه.

ونفى النائب الأول للأمين العام للعدالة والتنمية المشارك في الائتلاف الحاكم في المغرب، سليمان العمراني، الثلاثاء، أي علاقة لحزبه بتيار الإخوان العالمي من خلال وثائق الحزب وبيانات وبلاغات هيئاته وخطابات قياداته.

وقال العمراني “بيدالله بمثل هذا الخطاب، وبمثل هذا الاستهداف لحزب العدالة والتنمية، يكرس أخطاء من سبقوه، وعليه أن يتّعظ بمآلهم السياسي وأين هم اليوم”.

محمد الشيخ بيدالله: الحديث عن التحالف مع العدالة سابق لأوانه

ويرى مراقبون في محاولة العدالة والتنمية التبرؤ من علاقته بتنظيم الإخوان، سعيا للحفاظ على نفوذه في السلطة وقاعدته الانتخابية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية.

وأعتبر رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري أن “رد العدالة والتنمية على اتهامات الأصالة والمعاصرة يهدف من خلالها إلى البقاء في السلطة وإظهاره بصورة الحزب السياسي الديمقراطي القابل للتعددية والمنفتح على قيم العصر، وبعث رسائل للغرب وللمحيط الإقليمي عبر مجاراة الموجة الدولية، كونهم متكيفين مع الثقافة الديمقراطية”.

وتابع رشيد لزرق لـ”أخبارنا الجالية ”، “رد سليمان العمراني هو تنفيذ لخطة التكيف بغية البقاء في السلطة وفق شعارات جديدة بغاية إخفاء العباءة الإخوانية، إلى حين التمكن والسيطرة”.

وبدّدت التصريحات المتبادلة بين الحزبين ملامح التقارب بينها، حيث لم يستبعد مراقبون دخول الحزبين في تحالف مع اقتراب الانتخابات التشريعية، لكن تلميح بيدالله بولاء العدالة والتنمية لحركة الإخوان قطع حبل الود بين الحزبين.

ونفى الشيخ بيدالله “أي تقارب مع العدالة والتنمية، لافتا إلى أن التصريحات الصادرة عن بعض أعضاء الحزب لا تعني إلا أصحابها”، مشددا على أن “التحالفات الموجودة حاليا محلية، ولا يمكن إسقاطها على التحالف الوطني، باعتباره تحالفا يكون بعد الانتخابات وليس قبلها”.

وظهرت بوادر التقارب بين الحزبين عقب فوز فاطمة الحساني عن الأصالة والمعاصرة برئاسة لجهة تطوان الحسيمة، أكتوبر الماضي، حيث ألمحت قيادات الحزب عن استعدادها لطي صفحة الخلافات الطويلة مع حزب العدالة والتنمية، ما فسر على امكانية ابرامهما تحالف في المستقبل.

كما لا ترى قيادات براغماتية داخل العدالة والتنمية أي مشكلة في تحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة تفرضه المصلحة السياسية. وتبقى الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في العام 2021 هي المحدد الأساسي للتحالفات بين الحزبين.

وفيما تصر قيادات العدالة والتنمية على أن حصتها من الأصوات ستكون كافية للمكوث في مناصب المسؤولية، يبدي الشيخ بيدالله تفاؤله بما سيحققه حزبه الذي تخطى عوائق تنظيمية كبيرة، معتبرا أن “الحديث عن التحالف مع العدالة والتنمية سابق لأوانه”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: