الملتقى الوطني للصحافة المغربية يقود نهضة إعلامية في الجنوب

ركز الملتقى الوطني للصحافة في المغرب في دورته الخامسة على النهوض بالنموذج الاقتصادي للمؤسسات الإعلامية في مناطق الجنوب المغربي، وإثراء النقاش الوطني حول دور الإعلام في ترسيخ الوعي الإعلامي وخدمة القضايا التنموية، ومقاربة واقع الممارسة الصحافية، وإبراز مكامن قوتها، مع التطلع إلى تجاوز التحديات التي تعوق تطورها.

قالت بهية العمراني رئيسة الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، إن النموذج الاقتصادي للمؤسسات الإعلامية ومسارها، رهين بالتكيف مع الثورة الإلكترونية وتكنولوجيا وسائل التواصل المتعددة في وقتنا الراهن، محذرة من الوجه السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي و”المسيء للمهنة من قبيل بث وترويج الأخبار الزائفة”.

وجاء حديث العمراني خلال الملتقى الوطني للصحافة في المغرب، الذي اختتمت أعمال دورته الخامسة، الأحد، بالعيون تحت شعار “المقاولة الإعلامية ورهان تفعيل النموذج التنموي الجديد”، وسلط الضوء على مجموعة من الجوانب والمحاور المرتبطة بتحقيق نهضة اقتصادية حقيقية لقطاع الإعلام، تتوازى مع الرقي بجودة المنتوج الإعلامي من حيث النوع والإضافة.

واهتم الملتقى بشكل خاص بوضع الحلول والتوصيات لجعل المؤسسات الإعلامية تساير الطفرة التكنولوجية في القطاع الإعلامي، والدفع بها من أجل التأقلم مع عالم متسارع تغزوه وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لا يمكنها الاستمرار إذا لم تتطور بشكل يتناسب مع التحولات في القطاع.

ويعتبر الملتقى، بحسب المنظمين، مناسبة لإبراز مساهمة الوسط الصحافي، بما ينهض به من مهام تتجلى في بث الخبر والمعلومة، وفي تحري الصدق والتصدي للأخبار الزائفة.

وقال تقي الله أبا حزم رئيس نادي الصحراء للإعلام والاتصال بالعيون، إن الهدف من تنظيم الملتقى، هو “الاستجابة للتحديات التي تجابهها المنظومة الإعلامية”، وأضاف “الدورة الحالية، تأتي امتدادا لنجاحات راكمها النادي في توجهه من أجل الإسهام من موقعه، في لم شمل الصحافيين في جنوب المملكة للوقوف أمام التحديات التي تواجه المنظومة الإعلامية ككل والمقاولة الإعلامية بشكل خاص”.

الملتقى أوصى بإنشاء صندوق لدعم المؤسسات الإعلامية وإبرام شراكات للرقي بإنتاجها وتعزيز استقلاليتها

وساهم الملتقى في إثراء النقاش الوطني حول دور الإعلام في ترسيخ الوعي الإعلامي وخدمة القضايا التنموية، ومقاربة واقع الممارسة الصحافية، وإبراز مكامن قوتها، مع التطلع إلى تجاوز التحديات التي تعوق تطورها.

وأكد المشاركون في الملتقى أهمية التخطيط قبل إنشاء المؤسسة (المقاولة) الصحافية، ونوهوا إلى ضرورة التدريب المهني في النوادي الإعلامية بالمؤسسات التعليمية، مع العمل على إنشاء مركز للبحث والدراسات الإعلامية على المستوى الجامعي، بالإضافة إلى إرساء شراكات ما بين هذه الهيئات والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.

وتحدثت المندوبة الجهوية للاتصال، فاطمة الأمين، عن “أهمية الشراكة في مجال الإعلام، التي تساعد في حسن تدبير التحديات التي يعرفها القطاع”.

وأوضحت أنه في عام 2019 تمت تسوية أوضاع 32 موقعا بالجهات الجنوبية الثلاث للمغرب مع نصوص مدونة الصحافة والنشر، ودعت الأمين إلى “النهوض بالإعلام وضمان التدريب والتكوين المناسبين للصحافيين لتطوير الممارسة الإعلامية”.

وركز الملتقى على الخروج بتوصيات حسب نتائج ثلاث جلسات، تتعلق بـ”النموذج الاقتصادي للمقاولة الصحافية بالمغرب ورهان مواكبة الورشات الكبرى”، و”المقاولة الإعلامية ورهانات التدبير وإيجاد حلول التمويل”، و”دراسة الجمهور وآفاق تطوير الخطاب الإعلامي”.

وأوصى المشاركون في الملتقى بإحداث صندوق لدعم المؤسسات الإعلامية على المستوى الجهوي (المحلي)، وإبرام شراكات للرقي بإنتاجها وتعزيز استقلاليتها، باعتبارها عاملا مهما في تعزيز مسار اللامركزية وضمان تسويق وطني أمثل لمختلف المناطق المغربية، خاصة عبر اعتماد آليتي الدعم والهيكلة المالية والقانونية، وبلورة حلول تمويلية لتقوية عملها جهويا، لاسيما في ما يتسق مع النموذج التنموي الجديد.

وأكد المشاركون الحاجة إلى تخليق المجال الإعلامي، من خلال الالتزام بالمبادئ المنظمة والمؤطرة لمهنة الصحافة والتقيد بها والامتثال لها، مع إيلائها فائق الأهمية حتى تتمكن المقاولة الإعلامية من الاضطلاع بأدوارها المجتمعية، مشددين على ضرورة “صياغة مقالات مرتبطة بالواقع وذات مصداقية وقادرة على استقطاب القراء واستمالة مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية”.

ودعا نورالدين مفتاح، رئيس لجنة المنشأة الصحافية وتأهيل القطاع بالمجلس الوطني للصحافة، إلى تعزيز استقلالية الصحافة الجهوية، مع رفع منسوب الثقة في الإعلام الجهوي.

وأكد مفتاح أن نجاح هذا الهدف مرتبط بممارسة الحرية بمسؤولية، وتنفيذ بنود مدونة الصحافة والعمل بعزم وإرادة لتحقيق التقدم المنشود.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: