محاولة تجفيف أقلام الصحافيين بمرتزقة المهن الإعلامية

أقر إعلاميون بأن ظاهرة انتشار (دخلاء الإعلام) أو ما يسمى بـمرتزقةالمهن الإعلامية، برزت في كثير من البلدان التي شملتها رياحالتغيير مؤخرا، واجتاح هؤلاء جميع الوسائل الإعلامية مثل الصحف والمجلات، وامتدت الظاهرة إلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

فيما يرى آخرون أن هؤلاءالدخلاءمتواجدون حتى في الدول التي لم تمر بهذه الظروف، إذ ان هذه الظاهرة تسربت إلى (الجسدالصحفي) من خلال العلاقات أو صلات القرابة فهي باتت مهنة من لا مهنة له، وأدت إلى إنتاج أفواج ممن وصوفوهم بـالمرتزقةالذين لاينتمون بأية صلة إلى مهنة الصحافة والإعلام حيث إنهم بعيدون كل البعد عن مواثيق وأهداف السلطة الرابعة.

وأكد إعلاميون أن هذه المهنة تدر دخلا معقولا علاوة على أنها تجعل المرء مشهورا ومعروفا مما جعل الكثيرين يتدفقون ويزاحمون صحفيين متواجدين في الساحة أصلا أو باحثين عن فرصة عمل ممن تتوافر لديهم الدراسة الأكاديمية والخبرة الجيدة.

وأجمعوا على أن الوسط الإعلامي يعاني من أمراض كثيرة تتصدرها هيمنة وسائل الإعلام الصفراء وغياب المهنية والمحايدة والمستقلة والموجهة، وأشاروا الى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الإعلام فقط، وإنما توجد في المهن الأخرى.

وتناول الإعلاميون قضية سيطرة أباطرة الإعلام على الساحة ورفضهم لمنح الفرصة للدماء الشابة قائلين: ان التزاوج هو الحل، مطالبين بألاتضحي إدارة المؤسسات بأي من الطرفين.

وطالبوا برفع سقف الحرية ليصل إلى السماء رافضين تكميم الأفواه مشددين في الوقت نفسه على عدم المساس بالمعتقدات والوطن.

المهنية والاحتراف

فأهم التحديات التي تواجه الإعلام هما قضيتا المهنية والاحتراف،لأنه الإعلام العربي يحتاج إلى المحترفين وليس الهواة أو دخلاء على المهنة، أو أشخاص غير مؤهلين، أو موجودين بالواسطة والمحسوبية لافتاإلى انه بما يسمى بمرتزقة الإعلام تشكل ظاهرة سلبية وهذا يتطلب تنظيم العمل الإعلامي، لافتا إلى أن عدم التزامه بالمهنية وأخلاقيات العمل الصحفي واللجوء إلى التزييف، يمس بالمستوى الإعلامي وينحدر به.

وأكدا ضرورة استمرار عقد الملتقيات الإعلامية المتخصصة للنهوض بنوعية المحتوى الإعلامي مطالبا بإنشاء معهد متخصص للصحفيين  لتدريبهم وصقل مهاراتهم بإشراف المجلس الوطني للصحافة .

وقال إن سقف الحرية في فضاء الإعلام والصحافة موجود ولا توجد له قيود في ظل التطور السريع للإعلام العربي.

و يجب تشجيع الشباب الواعد إلى الميدان الإعلامي بشرط ان يتمتع بأخلاقيات العمل الإعلامي وقواعد السلوك المهنية، فالإعلام كمهنة تقوم على أسس من الأخلاق يجب التحلي بها كل فرد يمتهنها.

تشويه الحقائق

إن أهم المشكلات التى واجهت الصحافة ترتبط بمستواها المهني المتردي وهو نتيجة رئيسية لوجود المرتزقة وأعداد كبيرة جدا ممن لا ينتمون ولا يصح أن ينتموا إلى المهنة، ومعظمهم دخلوا عن طريق الصدفة وتكمن الخطورة في المزيدمن تدهور المهنة، وتدنى مستوى الصحافة العربية، مما يفاقم من مشكلة فقدان الاحترام المجتمعي للصحفيين ومحدودية النقاشات المطروحة التي تدور في إطار واحد».

وأكد أن أكبر مشكلة واجهت الصحافة العربية مؤخراً هي عجزها عن تقديم صورة صادقة عن قضايا المجتمع ولعبت دورا سلبيا جدا في تضليل القراء، وتشويه الحقائق، مما أثر على مصداقية الصحافة ككل.

وأعرب عن أمله بأن تلعب الصحافة دور البوصلة فى تحديد آراء واتجاهات الناس من خلال المصداقية والموضوعية، مع وجود الكفاءة والمهنية في العمل الصحفيين كونها هي الركيزة الأساسية لنجاح المهنة، مشيرا إلى أن هؤلاء الدخلاء وراء تضييق مناخ الحرية على الصحفيين بأدائهم الرديء.

الأسلوب الخطابي

فلابد من محاربة ظاهرة المرتزقة وهم دخلاء على الإعلام وما زلنا نعاني ممن ينسبون أنفسهم إلى الإعلام، أو يتفاخرون بمسمىإعلاميفحقيقة وجود هؤلاء الأشخاص في غير مواقعهم المهنية يؤثر سلباً فيما يقدم للمتلقي من مواد إخبارية أو قضايا تهم شأن المواطن.

وأضافت أن الواقع يفرض نفسه فمن غير المعقول تحول الإداري إلى مسؤول تحرير أو متحدث باسم التحرير بشكل عام، فالخبرة في هذاالمحور والثقافة الإعلامية توجد الفارق وتحدد مسار الطرح المهني لما يقدم للمتلقي وكذلك خدمة المصلحة العامة بفكر راقٍ يتوازى مع طرح تلكالخبرات.

وأكدت انه لابد من تشجيع فئة الشباب كأحد عناصر تطوير ونجاح الإعلام في الوطن العربي، لأنه أصبح واقعا لا مفر منه وخيارااستراتيجيا ملحّا، فالشباب، اليوم هم الفئة المستهدفة الأولى من التطورات الهائلة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وهم الفئة المستهدفة الأولى أيضا من البرامج الإعلامية التي أصبحت لا تقتصر في بثّها على شاشات التليفزيون أو أثير الإذاعة.

إن الإعلام في المغرب  لا يخلو من ظاهرة الدخلاء على المهنة واصفة إياها بالظاهرة السلبية التي اختلط فيها الحابل بالنابل، حيث يزاحم الممثل والمطرب الإعلامي الحقيقي في موقعه.

وأشارت إلى أن تهميش الإعلاميين الشباب لمصلحة أباطرة الإعلام أمر غير مقبول، ويضعضع من قدرة الإعلامي في اكتساب الخبرات.

وأوضحت الرئيسي أن الإعلام لم يعد حكراً على الإعلاميين فقط إذ باتت وسائل التواصل الاجتماعي منصة سريعة لكل من يود أن يبدأ رحلته في العمل الإعلامي.

وأكدت أن سقف حرية الرأي والانتقاد قد ارتفع وأصبحت الشعوب لديها ثقافة تقبل أو احترام الرأي والرأي الآخر،

إن  “مرتزقة الإعلاملفظ قاس ولكن لا نستطيع أن ننكر وجود هذه الفئة ممن يدخلون الوسط الإعلامي من خلال وسائل التواصل الإعلامي، أو حتى الوسائل التقليدية إلا أنني أجزم أن الجمهور قادر تماما على (فلترة) المضامين الإعلامية وانتقاء الأقوى. وأرجعت ارتفاع سقف الحرية إلى ثورة التواصل الاجتماعي التي أدخلت المواطن العادي إلى عالمالإعلام.

وأوضحت الإعلامية زينة اليازجي أنالمرتزقةظاهرة برزت مؤخرا مع انهيار بعض الأنظمة العربية ووجود صراعات في بعض الدول العربية، مما اجبر بعض نجوم الدراما على خوض تجربة الإعلام والتقديم التليفزيوني لوجود تجربة جيدة لديهم في التعامل مع الكاميرا ولكنهم بعيدون عن روح الإعلام.

وتعتقد اليازجي أن هذه الظاهرة ستتلاشى منوهة بأن الإعلام سوق كبير ومفتوح واستثمار ضخم ذو مردود كبير وشهرة مغرية مما يجعله مدعاة للولوج من قبل الباحثين عن هذه الأمور.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: