الجزائر بدون أيت صالح ..المغاربة وجحيم تأشيرة “شينغن”… وكيف غزت الثعابين والذئاب الجزائر

الجزائر على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة، هكذا هي صورتها في الإعلام العربي والدولي الآن. بعد أن غابت عقودا عن الشاشات ها هي تحتل الآن صدارة الأنباء ومقدمة الأخبار والبرامج.
وكما يُقال “تؤخذ الدنيا غلاب”، فقد استطاع الجزائريون، الذين غابوا أوغُيبوا عن الإعلام أن يحتلوا صدارته، منذ بدء ثورتهم البيضاء، مرورا بالتغييرات التي حصلت وصولا الى رحيل قايد صالح “رجل الجزائر القوي” وبدء انفتاح البلاد على النظام الديمقراطي وإمكانية عودة الحرارة لأوصال اتحاد المغرب العربي.
هكذا نريد الجزائر ونتمنى أن تبقى أخبارها في الاعلام الدولي كناجزة للتقدم ومنارة للتغيير وواعدة بمستقبل أفضل لأبنائها، الذين طال انتظارهم.

أعز ما يطلبه المغاربة

هل أصبحت تأشيرة “شينغن” أعز ما يطلبه المغاربة؟ فقد نقلت أسبوعية “تيلكيل” معاناة طالبي هده التأشيرة ممن يزورون البلدان الأوروبية لأسباب سياحية أو مهنية.
ومع أنهم مهنيون في بلدانهم ولن يتحولوا إلى مهاجرين غير شرعيين، أي ليسوا “حراقة”، لكن هم يعانون الأمرين في الحصول على التأشيرتين الفرنسية أو الإسبانية، مما يعطي انطباعا أن أوروبا لا ترغب فيهم وتضع الجميع في سلة واحدة.
وعلى الرغم من تكاليف الملفات، وكمها، إلا أنّ نسبة رفض منح التأشيرة مرتفعة. حيث كشف موقع “نون بريس” أن المغاربة أنفقوا أكثر من 420 مليون درهم من أجل الحصول على تأشيرات أوروبية العام (2018) فمن بين 662.585 ألف طلب تم رفض 119.586 ألفا منها أي نسبة 18 %.
وكانت أكثر الطلبات كانت نحو فرنسا. وابتداء من فبراير/شباط المقبل ستتغير أنظمة الحصول على تأشيرة “شينغن” وسيتعين على المغاربة دفع رسوم أكبر.
لا يبدو أن الأمر متعلق بفوبيا الهجرة واستقبال المهاجرين المغاربة، بقدر ما تريده مصالح القنصليات في ضرب عدة عصافير بحجر واحد. تأخذ المستحقات والرسوم التي لا ترجع في حالة رفض طلبات الفيزا، بحجج واهية، وتقوم في كل مرة بتضخيم الرسوم بشتى الوسائل والطرق. فماذا يفعل الميت في يد غساله؟
وفرنسا خاصة جهة موروثة مفروضة لما نهبته من موارد طورتها وتراث ضيع أجيالا في مستعمراتها. ومن يريد أي معلومة عليه الدخول في كابوس الحصول على تأشيرتها.
المعاناة نفسها في الجزائر، أو ربما أسوأ. فمن يمن الله عليه بموعد ويقوم بتشكيل الملف ويصل إلى أبواب القنصلية يتفاجأ برفض البواب أن يدخله ومعه جواله.
وفي حال الاستفسار عن الحل، يشير له العامل بتركه عند الكشك المقابل. والساذج من يعتقد أن ذلك سيكون مجانا. فعلى طالب الملف أن يترك هاتفه وخمسين دينارا أو مئة دينار.
لنتخيل عدد الوافدين على صاحب الكشك يوميا بالآلاف، وكم يجني من جراء بزنسة مقيتة تحول قنصليات دول تحترم الإنسان وحقوقه والديمقراطيات إلى أسواق طرودات لا تحكمها قوانين ولا أعراف.
وفي كل مرة تتطور طرق الكسب الإضافي في القنصلية كأن يخبرك الموظف أن الاستمارة غير مملوءة كما يجب ويحولك لزميل له في الزاوية ليملأها لك وهذه المرة بسبعمئة دينار. هذا إضافة إلى ما يدفعه الزبائن من مصاريف كبيرة للملف تثقل الكاهل.
ناهيك عن الفضائح، التي حدثت في القنصليات والتلاعب في كيفية الحصول على التأشيرة، كما حدث في عام 2017 في الجزائر، حيث راجت شبهات حول تورط دبلوماسيين فرنسيين في السفارة الجزائرية تتعلق بتزوير وتلاعب ورشاوى في منح التأشيرة، مما جعل الرئيس ماكرون شخصيا يفتح تحقيقا موسعا مع دبلوماسيين فرنسيين في سفارة بلاده في الجزائر ومسؤولين في وزارة الخارجية، وكان المدير الجديد للأمن الفرنسي الخارجي وقتها برنارد ايمي هو من حرك القضية في تقرير مفصل عن الفضائح والتلاعبات في إدارة ملفات وطلبات فيزا “شينغن “، التي ضربت مصداقية فرنسا. والمسلسل ما زال متواصلا.

ذئاب بشرية تستدرج أطفال التوحّد

تصدرت حادثة تعنيف أطفال التوحد وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. هؤلاء تعرضوا لمعاملات لا إنسانية من طرف جماعة من المحتالين زوروا في كل شيء من أجل الوصول لغاياتهم. ويبدو أن كبيرهم هو محمد بوشالي، الذي تحول من مدرس للفيزياء إلى باحث في علم الطاقة وعلم النفس ومتخصص في تسوية سلوك أطفال التوحد…الخ
من التخصصات، استطاع التحايل على أولياء هؤلاء الأطفال في مدينتي سطيف وقسنطينة وأخذ أموالهم هو وعصابته موهما الجميع أن له خطة علاجية تدوم مدة ثلاثة أشهر في معزل عن الأهل حتى يتسنى لهم بعدها الانخراط في الدراسة مع الأطفال الأصحاء. وهذا مقابل 150 ألف دينار على كل طفل. واستطاع أن يستدرج ضحاياه عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. ونظرا لانعدام مركز في سطيف يتكفل بعشرات الأطفال المصابين بهذا المرض، تشبث الأولياء بهذه الأوهام. لعل الأمور ستفرج. وفي نهاية المطاف وبعد شكاوى الجيران من صراخ الأطفال جعل مصالح الأمن تنتقل للفيلا ليلا، لكن الرجل تحايل عليهم وأخبرهم أن صراخ الأطفال كان نتيجة رفضهم الاستحمام فقط. فمع هذا تم غلق الفيلا بحجة ممارسة العمل دون ترخيص. بعدها قام بتسريح الأطفال موهما الأولياء بأنها عطلة أيام فقط. لكنهم تفاجأوا بتقهقر وضع أبنائهم الصحي، كما أبلغ أحد الأولياء عن حالة ابنته وآثار الضرب على وجهها ونوبات الصرع، التي أصبحت تباغتها كما نقل هذه الوقائع موقع “صوت سطيف”، ولم يكتف بجريمته هناك، بل انتقل إلى قسنطينة وهذه المرة غير اسم المحل من “الأكاديمية العربية للقادة الرواد” إلى الأكاديمية العربية (أرينا) للبحث في علم النفس وعلم الاجتماع، وقام باستدراج عشرات الأطفال ليلقوا مصير أطفال سطيف نفسه.
لكن ليس في كل مرة تسلم الجرة. حيث تم توقيف أعضاء جمعية غير معتمدة لاستقبال أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مصابين بالتوحد، وذلك بسبب سوء معاملتهم، نقلا عن عبد الرحمن عرعار رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل (ندى) حيث أوضح هذا الأخير أن أعضاء هذه الجمعية رجالا ونساء متهمون بالضرب واساءة معاملة أطفال مصابين بالتوحد ومقيمين في مؤسسة غير معتمدة تقع في مدينة قسنطينة تم توقيفهم. فاستطاع رجال الدرك تحرير 31 طفلا لا تتجاوز أعمارهم 13 سنة. والتحقيق ما زال مستمرا ليشمل ولايات أخرى في البلاد تنشط بها ذات الشبكة.
الذئاب البشرية تحيط بأطفالنا من كل الجوانب ولم يسلم منها أحد.

ثعابين وذئاب تغزو حقول الزيتون

تناولت وسائل الإعلام هلع مواطنين بشأن ظهور ثعابين في حقول الزيتون في مناطق عديدة من تيزي وزو وبجاية، في موسم الجني هذه السنة والتي لم يتعودوا عليها في مثل هذه الأوقات. كما انتشرت مقاطع فيديوهات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر ثعابين ذات المتر والمترين تغزو حقول الزيتون، مما سبب هلعا وضجة بين المواطنين الذين ينتظرون الموسم بفارغ الصبر، لا سيما بعد موت سيدة في ماكودة في منطقة تيغزيرت الساحلية إثر لدغة ثعبان، وهي تهم بجمع حبات الزيتون. لكن المصالح الفلاحية ومن خلال تصريحات مديرها اعتبرت هذا الاجتياح للثعابين السامة “ظاهرة طبيعية ناجمة عن عوامل مناخية” وأن الطقس المعتدل الذي شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة هو السبب الرئيسي لظهور مثل هذه الزواحف وخصوصا الثعابين، التي تفضل الحرارة للانتقال وتغيير الأماكن.
وطمأن المتحدث أن الظاهرة طبيعية وليست خطيرة بالضرورة، مشيرا إلى توخي الحذر ومؤكدا في الوقت نفسه على “إزالة الأعشاب الضارة وتنظيف الحقول ومحيط الأشجار قبل الشروع في جني الزيتون.
وغير بعيد عن هذه المناطق التي اجتاحتها الثعابين ووفي إحدى مناطق ولاية بومرداس وبعمال (منطقة بوعيدل تحديدا) تنقل جريدة “الرائد” شكاوى العائلات من ظاهرة خطيرة وهي انتشار الذئاب المفترسة، التي باتت تهدد العائلات القاطنة في القرية، حيث أقدمت الذئاب في الآونة الأخيرة على مهاجمة ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح ونقلوا على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج. مما جعل السكان يعربون عن مخاوفهم والخطر المحيط بهم وبأطفالهم الذين يرافقونهم للحقول أثناء عملية جني الزيتون الذي تشتهر به المنطقة، مما جعل الكثيرين يعزفون عن الذهاب للحقول تاركين محاصيلهم تذهب سدى. المنطقة المعروفة بإنتاجها الوفير من الزيت عبر العصور ولشهرتها بإنتاج الصابون، الذي كان يلبي حاجات المناطق المجاورة ويصل لبوابات الجزائر المحروسة، وجدت الذئاب ضالتها هناك للبحث عن الطعام والتزاوج في هذا الفصل، الذي انخفضت فيه درجات الحرارة. لا أحد يخفي خطورة الجراح الذئبية التي قد تتحول إلى داء الكلب. لذلك ناشدت العائلات تدخل الجهات الوصية من مصالح البلدية ومحافظة الغابات للولاية من أجل تنظيم حملات صيد للقضاء على هذه الحيوانات المفترسة التي باتت تهدد حياة المواطنين وقوتهم.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: