البطل بدر هاري و ريكو فيرهوفن صولات وطموحات وبين ريكو و بدر في الملعب الهولندي نهاية لقاء لم تكن في الحسبان .

واجه البطل المغربي في رياضة الكيك بوكسينغ، بدر هاري يوم السبت نظيره ريكو فيرهوفن انطلاقا من الساعة التاسعة مساء، على بساط حلبة غيلردوم بمدينة أرنهايم الهولندية لحساب الأمسية التي نظمتها سلسلة غلوري العالمية.
وانتهى هذا اللقاء للكيك بوكسينغ بخسارة المقاتل المغربي.
وتُعتبر هذه المواجهة الثانية بين الطرفين بعد اللقاء الذي جمعهما سنة 2016، بمدينة أوبرهاوسن الألمانية، هذا اللقاء انتهى لصالح ريكو بعدما انسحب هاري بداعي الإصابة، والذي اعتبره هاري هو لقاء الثأر من وجهة نظره.

قبل بداية اللقاء تبادلا كل من بدر وريكو نظارات التحدي وعبارات السخط وتصافحا، فحين انطلقت المقابلة لم يكن يعلم بدر أن الحظ سيعانده في هذا اللقاء رغم أنه كان واثقا من كفاءته وأن خطاه كانت مدروسة، فكان الضربة الأولى في اللقاء من توقيعه.
أجل الضربة الأولى في المنازلة جاءت بركلة من بدر هاري على جسم ريكو، ثم تلتها ضربة قوية أخرى على وجهه، بعد دقيقة ونصف من البداية.
الجولة الثانية انطلقت فانطلق ريكو بسلسلة من اللكمات على جسم خصمه المغربي هاري، ولعل دخول ريكو للجولة الثانية بحاجب مفتوح زاده إصرارا وقوة.
الثواني الأولى من الجولة الثالثة شهدت طرح بدر هاري لريكو على البساط، وبعدها بفترة قصيرة تلقى البطل المغربي ضربة أصابت ساقه اليسرى.
تتوالى لحظات تشد أنظار كل المتتبعين لهذا اللقاء الذي جمع بطلين بحجم ريكو وبدر، وفي لحظة لم تكن في الحسبان وبينما الجميع كان ينتظر الإستمتاع بمزيد من عرض للكيك بوكسينغ قل نظيره، وبينما ظلت الأنظار مشدوهة، ووسط غضب عارم لبدر ولمحبي بدر، وأمام استغراب الجميع، في لحظة لم تكن في حسبان بدر حين قرر الدخول في هذا العراك، والذي كان يعتبره بمثابة الأخذ بثأره من ريكو حين انهزم أمامه عام 2016 بمدينة أوبرهاوسن بألمانيا.
وفي أجواء من الترقب والانتظار لتتبع مباراة عالمية من هذا الحجم تدخل حكم اللقاء وأعلن هزيمة هاري بفعل الإصابة، موقفا المواجهة قبل انتهاء الجولة الثالثة.
إلا أن ريكو لم يبدو بمنظر الوحش الذي اعتاده كل المتتبعين لجولاته في الكيك بوكسينغ، بل عانق بدر وسانده وآزره فوق الحلبة مشيرا بذلك إلى انسانيته وروحه الرياضية اتجاه خصمه بدر هاري.
بعد ذلك غادر البطل المغربي فضاء النزال على متن نقّالة وهو في حالة سيئة من الحزن والغضب و يصعب على المتتبع الحسم فيها إن كانت بسبب ألام إصابته أم بسبب خسارته لهذا الموسم.
وما تجدر الإشارة إليه أن بدر هاري لعب 120 مباراة، فاز في 106 منها وسجل 92 منها بالضربة القاضية، بينما سجل ريكو 55 انتصارا في 65 مواجهة، منها 16 ضربة قاضية.
هكذا انتهى لقاء الكيك بوكسينغ الذي جمع بطلين بحجم بدر هاري وريكو فيرهوفن.
غادر بدر الحلبة لكن التساؤل المطروح هل بعد إصابته اليوم والتي أفقدته السيطرة على زمام الأمور، وإتمام مباراة جهز لها مسبقا، وكان واثقا من انتصاره فيها، وهل سيفكر في العودة الى رياضة الكيك بوكسينغ؟ والا يحرم كل محبيه ومتتبعيه من انتصاراته وعروضه البطولية،  وإن عاد فهل سيفكر في الدخول في نزال أمام الملقب بالوحش الهولندي ريكو؟!، خصوصا وأن  كفته بأخذ الثأر مثقلة و هل فعلا سيكون في مستوى هذا الثأر؟ لكن هذه المرة فهو أمام الأخذ بالثأر لمرتين وإظهاره بمظهر القوة من جديد أمام كل محبيه ومتتبعيه هذه الرياضة التي من أساسياتها العنف لا التعاطف، رغم أن الجميع من محبيه لم يعتبر هذا اللقاء هزيمة له خصوصا وأنه أظهر الاحترافية العالية التي اعتادها منه الجميع في كل مقابلاته.
وحين قلل ريكو فيرهوفن من أهمية الفوز الذي حققه على حساب بدر هاري في هذه البطولة، وبعد تعرض البطل المغربي لإصابةٍ حرمته من إكمال هذا النزال.
خصوصا بعد أن قال ريكو للحاضرين في الحلبة بعد خروج بدر هاري على نقالة طبية: “لا، لم ينتهِ (النزال). بالتأكيد لا”وهل قصد نزاهته أم أراد الظهور بمظهر الرياضي ذو الروح الرياضية وهل قوله هذا جاء ثقلا لكفته أم هو في كفة بدر هاري؟ خصوصا أنه كان أمام لحظة حظ سيئة أصيب على إثرها ومنعته من إتمام النزال ، وهل قول ريكو هذا هو رسالة موجهة إلى بدر معناها (فإن كنت تنوي الدخول في نزال معي للأخذ بالثأر للمرة الثانية فأنا في انتظارك)، أم هي رسالة ضمنية لإعلانه عن تأسفه؟
وأضاف ريكو: (ما قدّمناه معًا كان رائعًا). وأضاف: (لنرى الآن من يقف وراء فريق بدر وفريق ريكو) .هذه الجملة الأخيرة تجعلنا نتوقف ونشك في نزاهة روحه الرياضية التي حسم بها لقاءه مع بدر.وهل فعلا بدر سيفقد محبيه من متتبعيه ومشجعيه بهذه الخسارة؟وحين أضاف ريكو: (استطعنا معًا كتابة التاريخ في هذه الليلة)ولو كان هو المنهزم هل كان سيقول هذا الكلام؟ وهل فعلا كان سيفخر أن تكون تلك الليلة كتابة للتاريخ؟
ثم اختتم كلامه قائلًا: (هذا أول نزال للكيك بوكسينغ يُقام على ملعبٍ لكرة القدم) ماذا كان يعني بذلك؟هل هي إشارة لقوة المباراة وللتوقع المسبق للحظور المكثف من الجماهير؟أم هي إشارة إلى نزالاته المتتالية ستكون في ملاعب لكرة القدم؟ وأنهى كلامه بقوله:( أنا أحبكم وأتمنى لكم أعياد ميلاد سعيدة).فهل فعلا من يظهر لخصمه كل الروح الإنسانية وعباراة تدل على إنسانيته في موقف خسارته وهو نفسه وخلفه يظهر ضمنيا شماتته وانتصاره فهل فعلا الحب يعرف طريقا لقلبه؟
كان سيبدو ريكو بمنظر أكثر قوة فعلا وأكثر إنسانية وأكثر حب لو أنه لم يقل شيئا، مباشرة بعد إعلانه عن روحه الرياضية وعناقه لبدر هاري قبل مغادرة بدر الحلبة فوق ناقلة. لكن مشاعر فرحه بالنصر خانت كل تداعياته للحب في رياضة أساسياتها أن الرابح الحقيقي من يسدد لكمات وضربات قاضية.

بقلم حسناء مندريس.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: