الأقلام المأجورة بجرائد بلدي

تكلمنا كثيرا عن القراءة ودورها في بناء شخصية القارئ التي من خلالها يستطيع أن ينفذ إلى الساحة الأوسع والفكر الأرحب إلا وهو عالم الكتابة فإذا صال وجال في ذلك العالم بدأ يتأثر ويؤثر من خلال قلمه.
فمن خلال قلمه ومن خلال ما يقرأ ويكتب يبتدئ صرحه الفكري في النمو وتبدأ شخصيته الثقافية والفكرية في العلو والبروز وكذا يكون قلمه في تحديد سماته وتوجهاته لأن قلمه هو الذي يتحدث عنه (فالقلم أحد اللسانين) كما قال ( أكثم بن صيفي) .
والقلم مجاله رحيب فكل ما في عقل الإنسان من أفكار وكلمات ونشاط بإمكانه أن ينثرها على الأوراق ، ولذلك قال( أرسطو)، ( عقول الرجال تحت سن أقلامهم).
فعليه ينبغي أن أكتب إذا أردت الكتابة ما أنا مقتنع به وما أؤمن به و ما هو صحيح بعد التحري في الوضوع من خلال اتصالات مع الاشخاص المعنيين في الملف ، سواء أكان حدث أو قضية أو واقعة على المستوى السياسي أو الأمني أو الاجتماعي .. الخ.
وينبغي أن لا أنتظر جهة من الجهات أن تملي عليَّ ما أكتب أو أقول حتى لا أكون من الأقلام أو الأفواه المأجورة التي لا تضع حبر في قلم ولا ينطق لسان بكلمة إلا بالدرهم والدينار.
واليوم وللأسف الشديد لم تقتصر المسألة على الأقلام المأجورة فحسب بل أصبح الكثير ممن يتحدث أو يتكلم أو يرسم بالأجر كما أسلفنا وكنّا في السابق عندما نقول ((الأقلام المأجورة)) نقصد أكثر ما نقصد ( الصحفيين ) إذا كانت لهم هذه الصفة ،  أما اليوم فأصبح الصحفي  مأجورا والمتحدث مأجورا وبعض المتدينين وحتى السياسي صاحب الأموال الطائلة أصبح مأجورا ؟؟!
فالبعض من هؤلاء الأصناف المذكورة يستغل الأحداث ليحاول أن يطبخ طبخة من العيار الثقيل يحاول من خلالها أن يلعب لعبة كلامية أن كان محاضرا أو كاتبا مثلا ، ليوهم الناس بدس ونفث أفكاره الخبيثة التي يتمسكن ويتباكى بها لكي يحصل على ما يسكت تمسكنه وبكاءه المزعوم من الطرف المتمكن ماديا وإعلاميا لكي يخضع فيما بعد هذا الطرف أمواله وإعلامه تحت تصرف هذا المتمسكن المتباكي.
وقد حدث هذا لكثير ممن نادى في بداية أحداث شتى ثم أنكشف زيفهم وتقشعت أقنعتهم كإبراهيم الليتوس و بعض المأجورين من جريدة الأخبار المغربية ،  فالمسألة فاحت على سطح وجوههم وزكمت أنوف الناس من رائحة خبثهم وهم على شاكلة رجال الدين و صحفيين  على التوالي وغيرهم واللبيب بالإشارة يفهم.
وهم والكثير ممن على شاكلتهم يرتزقون بالجالية و يبيعون دمهم و دينهم من أجل المال ،  وخير دليل على ذلك الأحداث الأخيرة التي يحاول بعض الأشخاص المعنيين بقضية شواهد الحلال و الذي يعمل على فضحها صحفيي أخبارنا الجالية ، الشواهد التي أصبحت تضخ أموالا طائلة على الجمعيات الدينية ببلجيكا ، و بدون أي سند قانوني و لا متابعة في الميدان لمعرفة الحلال و الحرام ، فقط الأموال التي يتقاضونها من خلال هذه الشواهد هي الأهم  .
وأخيرا نقول لا خير في عقل وذهن وقلم لا يخدم أمته ولا يقول قول الحق ، وليعلم كل من لديه عقل غير نزيه وقلم غير نظيف أن للباطل جولة وللحق دولة وسيعلم الذين ظلموا إي منقلب ينقلبون.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: