بن كيران يشوش على لجنة النموذج التنموي بانتقاد أعضائها

هاجم رئيس الحكومة المغربية السابق عبدالإله بن كيران، الأحد، لجنة للنموذج التنموي التي عينت حديثا، في خطوة تعكس رغبة بن كيران الجامحة في العودة إلى الأضواء باقتحام مستجدات الشأن العام وإطلاقه تصريحات مثيرة للجدل بين فترة وأخرى.

واعتبر الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية أن “اللجنة تضم تيارا واحدا”، مضيفا أنها “تضم أشخاصا متخصصين في التشكيك في الدين الإسلامي، ولا تحترم التوازن المطلوب”.

جاء ذلك في كلمة لبن كيران خلال المؤتمر السابع لـ”نقابة الاتحاد الوطني للشغل”، بمدينة بوزنيقة (شمال) الذي انطلق السبت واختتم أشغاله الأحد.

وتأتي تصريحات بن كيران بعد يومين من تعيين العاهل المغربي الملك محمد السادس 35 عضوا في ما يعرف بـ”اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي”، التي ستقترح برنامجا جديدا للتنمية في البلاد.

خروج بن كيران للتعليق على طبيعة لجنة النموذج التنموي يعني أن هناك توافقا ضمنيا داخل الحزب والذراع الدعوية حركة التوحيد والإصلاح، للهجوم على مكوناتها

وتميز الأعضاء الذين عينهم الملك، الخميس، بكونهم مسؤولين كبارا في الدولة وخبراء أكاديميين وكفاءات وخبرات من خارج الطيف السياسي والحزبي المغربي، منهم مقيمون داخل البلاد وآخرون يعيشون خارجها.

وتعليقا على تصريحات بن كيران، أوضح المحلل السياسي نوفل بوعمري لـ” لأخبارنا الجالية ” أن “مجال عمل اللجنة اقتصادي أساسا، يحتاج لاقتصاديين وليس لرجال دين”.

ووصف بوعمري تصريح بن كيران بـ”الخطير”، والأخطر”أنه لم يلاق أي احتجاج أو اعتراض من قبل رئيس الحكومة الحالي وفريقه الذي كانوا ضمن الحاضرين لأشغال المؤتمر، كما أنه حاز على استحسان المؤتمرين من نقابة الاتحاد الوطني للشغل، التابعة للعدالة والتنمية، بدل أن يطرح قضايا تتعلق بالطبقة العاملة التي ضاقت ذرعا باختيارات الحكومة على صعيد اجتماعي”.

وذهب بن كيران بعيدا في هجومه على تكوين اللجنة إلى حد التعدي على اختصاصات رئيس الحكومة من حزبه سعدالدين العثماني، عندما كرر أن خيار العودة للمعارضة لا يزال واردا عند العدالة والتنمية.

تصريحات بن كيران تأتي بعد يومين من تعيين العاهل المغربي الملك محمد السادس 35 عضوا في ما يعرف بـ”اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي”

وفي هذا الصدد لفت بوعمري إلى أن بن كيران يريد لعب دور ليس دوره، وهو الذي انتهى زمنه السياسي.

ويرى مراقبون أن خروج بن كيران للتعليق على طبيعة لجنة النموذج التنموي يعني أن هناك توافقا ضمنيا داخل الحزب والذراع الدعوية حركة التوحيد والإصلاح، للهجوم على مكوناتها لاعتبارين، أولا، التشويش على عمل اللجنة وتسفيه عملها قبل إنجازه. ثانيا، ربح بعض النقاط السياسية باستقطاب الفئة المحافظة باللعب على مفردات المظلومية والدفاع عن الشريعة.

وبحسب ما أوضح بيان للديوان الملكي مساء الخميس، ينتظر أن ترفع اللجنة تقريرا إلى الملك يتضمن “التعديلات الكبرى المأمولة والمبادرات الملموسة الكفيلة بتحيين وتجديد النموذج التنموي الوطني” بحلول الصيف المقبل، وأن تعمل “على ضمان أوسع انخراط ممكن”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: