لوفيغارو: أي مصير لقائد الجيش الجزائري؟
تحت عنوان: “استحالة تقاعد قائد أركان الجيش الجزائري”، كتبت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن انتخاب رئيس جزائري جديد يثير تساؤلاً قد لا يجد من يجيب عليه بشكل دقيق؛ ويتعلق الأمر بمصير قائد أركان الجيش أحمد قائد صالح البالغ من العمر 79 عاما والممسك بزمام الأمور فعلياً في البلاد منذ استقالة بوتفليقة شهر إبريل الماضي.
وتنسب الصحيفة لضابط سابق في الجيش الجزائري قوله إن الجيش ملتزم منذ نهاية الحرب على الإرهاب في سنوات التسعينيات بالبقاء خارج السياسة، وعلى هذا الأساس لجأ الجيش لبوتفليقة عام 1999، وبالتالي من السهل نظرياً أن نتصور خروج قائد صالح من المشهد بعد انتخاب رئيس جديد.
وتنقل لوفيغارو عن ضابط سابق رفيع المستوى أن من الصعب انسحاب قائد صالح بين عشية وضحاها ودون وجود ضمانات؛ وذلك لأن هناك رجال أعمال ومسؤولين سابقين بينهم شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة ومدير جهاز المخابرات السرية محمد مدين الملقب توفيق يقبعون في السجون بسبب صالح ولن يستطيع الإفلات منهم بسهولة.
ويقول إطار رفيع في الدولة الجزائرية إنه كان هناك تفاهم بين قادة الجيش وبوتفليقة بالمغادرة سويا، لكن إسناد بوتفليقة مهامه كرئيس لشقيقه وثلة من المقربين منه سرعت بتخلص الجيش منه. ويعتقد نفس المصدر أن قائد صالح قرر التخلص من هذه المجموعة بعد أن شعر باقترابها من دائرة المؤسسة العسكرية باستغلالها موانئ عسكرية لأغراض تجارية إضافة لمحاولة لعب دور الموردين للجيش.
وبحسب مصدر عسكري فإن قائد صالح يرغب في المغادرة لكن توقيع مرسوم خروجه من الجيش لن يتم توقيعه إلا بعد تأكده من توفير الحماية الكاملة له بعد خروجه من النظام.
حسب مصدر عسكري فإن قائد صالح يرغب في المغادرة لكن توقيع مرسوم خروجه من الجيش لن يتم توقيعه إلا بعد تأكده من توفير الحماية الكاملة
وهناك من يعتقدون أن قائد صالح لن يغادر المشهد بعد شهر يونيو/حزيران المقبل حيث الموعد السنوي لتقاعد العسكريين. ويرى الصحافي أكرم خريف أن قائد صالح لن يغادر ولم يتعهد بذلك كما أنه ليس هناك مبرر يجعل الرئيس الجديد أو الجيش يزيحه من المشهد.
ويحظى قائد صالح باحترام كبير داخل أروقة المؤسسة العسكرية بسبب نجاحه في إعادة هيكلة الوحدات الأمنية وتطوير القدرات العسكرية ومأسسة الجيش.
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية بالمعهد العالي للإعلام في الجزائر العاصمة شريف إدريس أن المعطيات المتاحة حالياً لا تسمح بتوقع مستقبل قائد الجيش المصنف 23 عالمياً. ويضيف أن الأمر يتوقف على هوية الرئيس المقبل ومدى حصوله على هامش مناورة يسمح له باعتماد خطة عمل وتجاوز قائد صالح.
وبدوره يعتقد الكاتب الصحافي عابد شريف أن الخروج المفاجئ لقائد الجيش قد يتم تفسيره على أنه هزيمة، وقد يعطي نفساً جديداً للشبكات القديمة لمعاودة التشكل والصعود وربما الانتقام. ولذا فإنه حتى لو انسحب سيحفظ له القادة من بعده العهد، يقول عسكري جزائري متقاعد قبل أن يستدرك بالقول إنه في النظام الجزائري ينتهي المسار بالخروج وهو ما يدركه أنصار بوتفليقة جيداً.