انتخابات الجزائر: مؤشرات أولية تظهر تقدم تبون وتظاهرات معارضة وتحطيم صناديق اقتراع في منطقة القبائل
أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها، مساء الخميس في الجزائر، بعد انتهاء عمليات التصويت لاختيار خلف للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد حوالى عشرة أشهر من الاحتجاجات الشعبية الحاشدة غير المسبوقة.
وأظهرت مؤشرات أولية غير رسمية لنتائج فرز اصوات الناخبين تقدم رئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون في معظم الولايات.
ويتهم المحتجون المرشحين الخمسة، عبد العزيز بلعيد وعلي بن فليس وعبد القادر بن قرينة وعز الدين ميهوبي وعبد المجيد تبون الذين صوتوا صباحا، بأنهم أبناء النظام ويدعمونه بترشحهم.
وفتح نحو 61 ألف مركز تصويت عبر أنحاء البلاد كما كان منتظرا عند الثامنة صباحاً (7:00 ت غ)، وأغلقت كل المكاتب في الساعة السابعة (18:00 تغ) لتبدا عملية فرز الأصوات.
وفي الساعة الخامسة بعد الظهر (16:00 ت غ) أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي أن نسبة المشاركة بلغت 33.06٪ .
وبالمقارنة مع نسبة المشاركة في آخر انتخابات رئاسية سنة 2014، بلغت النسبة 37.06٪ في التوقيت نفسه. ووصلت لدى الإغلاق إلى 50.7٪. وتوقع المراقبون نسبة امتناع كبيرة بسبب دعوة الحراك الشعبي إلى مقاطعة الانتخابات خاصة في منطقة القبائل.
وتوقع شرفي أن «تصل نسبة المشاركة أو تتعدى 50 ٪» بعد إغلاق مكاتب التصويت، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية.
وقد خرج آلاف المتظاهرين وسط العاصمة ضد الانتخابات متحدين الانتشار الكثيف لقوات الشرطة التي منعت تنظيم تظاهرة صغيرة في الصباح.
وحاول المتظاهرون اقتحام مركز التصويت بإكمالية باستور، حيث منعتهم الشرطة برش الغاز المسيل للدموع، لكنها اضطرت إلى غلق المركز لنحو نصف ساعة قبل ان تعيد فتحه.
وهتف المتظاهرون «لا للانتخابات مع العصابات» و«دولة مدنية وليس عسكرية» إلى آخر اليوم حيث تدخلت قوات الشرطة لتفريق آخر المتظاهرين بالقوة مستخدمة العصي.
كما شهدت عدة مناطق من الجزائر تظاهرات معارضة للانتخابات.
وبمجرد بداية عملية التصويت اقتحم معارضون للانتخابات مركزي تصويت في بجاية إحدى أكبر مدن منطقة القبائل، وقاموا «بتحطيم صناديق التصويت وخربوا قوائم الناخبين» حسب شهود.
وشهدت عملية التصويت في هذه المنطقة عدة حوادث، كما توقفت تماما في تيزي وزو والبويرة، حسب عدة مصادر.
وحذرت مديرية حملة المرشح عبد المجيد تبون من رغبة بعض الأطراف في جر هذا الاستحقاق إلى مستنقع العنف وحتى إلغائه.
وقال محمد لعقاب مدير الإعلام في المديرية في مؤتمر صحافي، إن أحد الأحزاب الذي قدم مرشحا لهذه الانتخابات بدأ يميل إلى استخدام العنف والتهديد وتقديم إغراءات مالية للناخبين.
واتهم لعقاب مسؤولين محليين ونوابا في مجلس الأمة معروفين بانتماءاتهم الحزبية بوقوفهم وراء هذه التجاوزات والخروقات، داعيا السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات إلى اليقظة والحذر والتصدي لأولئك الذين يريدون جر الانتخابات إلى العنف.
ودعا المواطنين إلى السلمية ومراقبة أصواتهم حتى لا تسرق منهم، مشيرا إلى أن بناء الجزائر الجديدة يتم بفضل الأصوات الشعبية، وما يريده الشعب هو الذي سيكون.
وكشف عن وفاة أحد مراقبي الانتخابات التابع لحملة تبون في ولاية البيض جنوبي غرب الجزائر بعد الاعتداء على زوجته في أحد مكاتب التصويت.