القنيطرة تحت رحمة الأشغال العمومية و اللامبالاة لعزيز الرباح
كشفت التساقطات المطرية التي تهاطلت على مدينة القنيطرة عن هشاشة البنيات التحتية بالمدينة وهوامشها. ومع أولى قطرات الغيث، تحوّلت معظم الأزقة والشوارع إلى مستنقعات من المياه والأوحال، تسبّبت في شلّ حركة السير في أهم المحاور الطرقية. كما أدّت المياه الجارية إلى اختناق بالوعات الصرف الصحي، بعد أن عجزت عن تمرير مياه الأمطار، فغرقت الأحياء والشوارع.و خصوصا و ان المدينة تعاني من توقف الأشغال التي إستمرت لأزيد من سنتين ، و إفلاس الشركة المسؤولة عن الأشغال .
هذه المشاهد أضحت عنوانا لسيناريو ظل يتكرّر، في مثل هذه الفترات من كلّ سنة، في حي آفكا و وريدة و بير الرامي ، وتؤدّي إلى إحداث الخلل في حركة السير والجولان ، بالإضافة إلى تعسير وصول التلاميذ إلى المؤسسات التعليمية والعمال والمستخدمين والموظفين إلى مقرّات عملهم، زيادة على اقتحام المياه لمنازل ومحلات تجارية من غير استئذان.
ففي حي آفكا ، على الرغم من الكميات المتواضعة من التساقطات المطرية التي تهاطلت ، فقد كانت كافية لتغرَق وتتنفس تحت الماء، حيث ارتفع منسوب المياه الجارية على الطرقات، وهو ما اختنقت معه حركة السير عند أهم المحاور، وتوقّفت سيارات الأجرة عن خدماتها، فكان الارتباك سائدا لدى المواطنين، أمام تكرار سيناريوهات السنوات الماضية، دون أن يلمسوا من المسؤول الأول عزيز الرباح عن هذه المدينة الجميلة حلولا جذرية لمثل هذه الانشغالات.
وفي منطقة وريدة ، حوصر العشرات من التلاميذ والسيارات بفعل ارتفاع منسوب المياه .
وفي الخبازات ، تحوّل الشارع الرئيسي الذي يخترقه إلى برك مائية، انضافت إلى الحالة المتردية التي توجد عليه أصلا، بفعل مخلفات الأشغال فعاد المشهد المألوف لدى الساكنة المحلية في الظهور من جديد، من غير أن يكتب لهذا الشارع الرئيسي الضيق أن تتجدّد ملامحه يوما ما، حيث زادته التساقطات المطرية مزيدا من التشويه، فغرقت السيارات والبشر في المياه والأوحال. أما وسط الأحياء العشوائية ، فسكانها ألفوا “المعاناة” في الحر كما في الشتاء، مع استمرار البنيات التحتية ذاتها، التي تؤثث أحد أكبر التجمعات السكانية.
الأمطار و الأشغال أصبحوا حوار كل سكان المدينة في غياب تام للمسؤول عزيز الرباح الذي يوجد حاليا بإسبانيا لحضور كوب 25 و الذي صرح في إتصال مع أخبارنا الجالية بأن ما يحصل للمدينة جد عادي و ان الشركة المكلفة بالأشغال قد أفلست و انهم يعملون على إبرام عقد آخر مع شركة أخرى و هذا ما قاله لطاقم الجريدة منذ ازيد من ثلاثة أشهر دون ان يحرك ساكنا و العمل على مساعدة المتضررين من الأشغال المتوقفة .
تعليقات و انتقادات لنشطاء فيسبوكيين لمدبري الشأن المحلي؛ فمنهم من علّق على الأمر مازحا بكون الفياضانات حين يجتمع بالبرد القارس وهطول الأمطار، التي تُعري عورة البنية التحتية المحلية، فإن المسؤولين يهدفون من وراء ذلك إلى التذكير بالزمن الجميل، حين يستعمل المواطن وسائل تقليدية للعيش وسط الوحل و الفياضانات ، والإنصات إلى حكايات الجدات، كما وصفت تعليقات منتقدة أخرى المنظر بـ”الجميل والشاعري لقنيطرة تحت الماء”، وأخرى مطالبة بـ”تنظيم مهرجان للسباحة في الظلام الدامس”.